صنعاء نيوز/عبد الله حزام - سبحان الله في حكمته ..كيف أصبحنا اليوم بغباء (البعض) المفرط نبحث عن غرفتين وحمام ومطبخ للإيجار ولو في زحل أو حتى في درب التبانة ..المهم فرار بعد سوء الحال من جحيم الأرض التي ضاقت علينا بما رحبت بعد أن حولناها إلى حلبة صراع لثيران تمشي على رجلين .!
* كله طبعا بسبب ذلك الغباء الذي يضعنا في تقويم القرن تحت باب الغباء العالمي 2011م وسوف أشرح لكم العبارة بالبطيء من القول وسآتي من الآخر:
الميزة الإضافية التي يتمتع بها بعض أصناف المعارضة اليمنية المعروضة في سوق السياسة هي ميزة (الغباء الإبداعي) والعيش الدائم في أجواء تضاريس تورا بورا ولا أبعد من ذلك ..
* لاحظوا مايجري في أرحب إنها قصة غباء تسير في ركب أصحاب الخطبة الخطبة وتورا بورا ..تورا بورا ..والمهم عندهم إسقاط النظام من رأس جبل الصمع وكأن قوة الدولة لاتتجلى إلا على ذلك الجبل ..!!
إنه الغباء الإبداعي الذي تستيقظ معه صباحا من النوم وتشعر معه أنك غبي وما حولك غير قابل للصرف لأنك تراه مبهم ولا تستطيع استيعابه..!!
* وصنف جديد من ذلك الغباء هو السير في طريق المجلس الوطني لقيادة الثورة (!)الذي انعقدت جمعيته الوطنية الأربعاء الماضي وقدم له قبل أيام العارف بالله عبدالوهاب الآنسي توصيفا مخافة أن يفهموا عباد الله الصالحين من الباحثين عن كسرة أمن واستقرار في كومة مشاكل مستعصية أنه شبح الحرب الخالق الناطق ..وتوصيف الآنسي مفاده "أن المجلس لن يقوم بالتصرف وحكم البلاد، وإنما جمع قوى الثورة، أما من سيدير الدولة مستقبلا فأمرسيحدده أعضاء المجلس الوطني الانتقالي المنتظر"!!..الذي سيدير الدولة من جبل الصمع وعمران..!!
* صدقوني إخواني القراء لا تظنوا خيرا بهذا المجلس الذي ظهر جوابه من عنوانه ..لأنه مجرد ورقة من أوراق كوتشينة اللعب بأوجاع الناس ومعاناتهم وفصل أخير يجهز فيه المشترك على ماتبقى من أحلام الشباب الطامحين إلى تغيير سلمي..!!وهذا الواضح .
والواضح أيضا أن أشياع هذا المجلس ينتظرون أن تدب "النخوة العربية في أوصال حلف الأطلسي "كما حدث في ليبيا بسبب (سماخة) الجماعة في بنغازي ؟ وقد يطلقون صيحة وامعتصماه لأكثرهم نخوة الرئيس ساركوزي."..؟!كي يأتي ليفك دولتهم المنشودة التي لازالت في (القراطيس) ..!!
* وهنا يتجلى الغباء الإبداعي في أبهى صوره خصوصا بعد مشاهد الربيع الأوروبي الغارقة في فنتازيا النهب والسلب والإحراق التي انطلقت من الأحياء البريطانية والتي رددنا معها :سلام الله على قبائلنا ..وهكذا "يستند أصحابنا إلى خص مائل" بعد أن صار حال عبده العربي يشبه حال توماس الأوروبي..!! وبالتالي يجدر بأهل ذاك الغباء الإبداعي توفير رصيدهم التشجيعي منه حتى وقت الحاجة إليه..!!
* أصلا ..كل الحكاية مجالس تنهض من ركام الجثث المتناثرة للمعتصمين الذين ذهبوا إلى الآخرة على غير هدى..ولم يحظوا حتى بتوديع يليق بمقامهم من أعضاء تلك المجالس الذين كانوا في كل مرة يتوارون عن الحجاب عند كل موقعة يجندون الشباب لهاويبقون هم في بروجهم المشيدة لاستكمال لعبة الأوراق..!
* نقدر ولع الأخوة في المعارضة بالسلطة وهذا حق لهم إذا ماساروا في طريق السلامة عبر صناديق الاقتراع وليس ببهلوانيات التدمير الشامل .
لكن المشكلة أن بعض المعارضة تعشق السلطة أكثر من عشقها لزينة الحياة الدنيا: المال والبنون. وذلك العشق جعلنا ندرك مغزى أغنية الفنان أبو نصار التي يقول فيها :(يا أهل الهوى عاد الهوى يشتي رصانة اسألوا تدروا ..كم ياقلوب كانت مصانة قرحوها جو..) وما أخشاه على جناح (حمائم )السلام في المعارضة أن (تقرح جو )بسيرها غير المبارك وراء جناح (الصقور) الذي يتعامل مع (هوى) السلطة بذلك الجنون المفرط الذي لم يخلق مثله في البلاد..!!
* جميل أن تتحرر المعارضة من قيود الطرق الاعتيادية في التعامل مع حياتنا لكن ليس بممارسة أقصى درجات الغباء حين احتلت الأرض ومنعت الدراسة في الجامعات و قطعت الطريق واعتدت على الكهرباء وسارعت من وتيرة قرع طبول الغارة ونكف الحرب ..
لكن رغم كل ذلك بقي أمامها مساحة في الوقت الضائع لإنقاذ البلاد من جحيم الانهيار الشامل والدخول في حوار وكف خطاب العتاب عملا بقول الشاعر:
قلل عتابك فالبقاء قليل والدهر يعدل تارة ويميل.
* وأختم بالقول : حالة الغباء الإبداعي ليست حكرا على المعارضة فقط بل هناك من المسئولين والمشايخ من يمتاز بهذه الخاصية فتجده حين يشار إليه بأصابع التهمة بالفساد بكل أنواعه وسوء استغلاله لسلطته يتبسم كتبسم جعفر ابن شوتر وزنبقة في مسلسل "همي همك" معتقدا أن تلك الأصابع للإشارة العابرة فقط وليست ترقيم للمحاسبة ولو بعد حين وعلى هكذا قس !!ومن على رأسه بطحة ..فليحسس عليها من الآن..!!فنحن نرى رؤوسا قد أينعت وحال محاسبتها..!! |