صنعاء نيوز/عمر دغوغي -



بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
[email protected]
https://web.facebook.com/dghoughiomar1

مع التطور السريع في عالم التكنولوجيا، أصبحت المجتمعات تسعى بشكل متزايد إلى إدماج الأدوات الرقمية في مختلف المجالات: التعليم، الصحة، الإدارة، والاقتصاد.
ورغم الفوائد الهائلة التي تقدمها التكنولوجيا، إلا أن تفعيلها الفعلي يواجه العديد من التحديات، خصوصًا في الدول النامية أو التي تعيش انتقالًا رقمياً بطيئاً.

ضعف البنية التحتية الرقمية
من أكبر العوائق التي تعرقل تفعيل التكنولوجيا، غياب بنية تحتية رقمية قوية.
هذا يشمل ضعف شبكة الإنترنت، غياب التجهيزات الحديثة، وانعدام مراكز البيانات المتطورة.
بدون بيئة تقنية ملائمة، يصعب إدماج الحلول الرقمية بشكل فعّال في مؤسسات الدولة أو القطاع الخاص.
نقص التكوين والمهارات
تفعيل التكنولوجيا يتطلب موارد بشرية مؤهلة، وهذا ما تفتقر إليه العديد من القطاعات.
ضعف التكوين في المجال الرقمي يجعل من الصعب على الموظفين أو المعلمين أو حتى المواطنين العاديين استعمال الأدوات الرقمية بطريقة فعالة وآمنة.

المقاومة الثقافية للتغيير
في كثير من المجتمعات، تُقابل التكنولوجيا بنوع من التوجس أو الرفض، خصوصًا عندما تُهدد أنماط العمل التقليدية.
بعض الناس يفضلون الطرق اليدوية أو الورقية، ويعتبرون التكنولوجيا "معقدة" أو "غير ضرورية"، مما يعطل عملية التغيير.
الفجوة الرقمية بين الفئات
ليس الجميع قادرًا على الوصول إلى التكنولوجيا.
هناك فئات مهمشة كالفقراء أو ساكني المناطق القروية تعاني من ضعف في الوصول إلى الإنترنت أو الأجهزة الذكية.
هذه الفجوة الرقمية تُكرّس عدم المساواة وتعيق تعميم التكنولوجيا في المجتمع ككل.
ضعف التمويل والدعم الحكومي
تفعيل التكنولوجيا يحتاج إلى استثمارات كبيرة، سواء في المعدات أو البرمجيات أو الكفاءات.
في بعض الدول، يُعتبر الدعم الحكومي لهذا المجال ضعيفًا، ما يجعل المبادرات الرقمية تواجه صعوبات في التمويل والاستدامة.

قضايا الخصوصية والأمن السيبراني
مع انتشار التكنولوجيا، تزداد مخاطر القرصنة والتجسس الإلكتروني.
عدم وجود قوانين واضحة لحماية البيانات الشخصية يُضعف ثقة المستخدم في استعمال الأدوات الرقمية، خصوصًا تلك المرتبطة بالخدمات الحكومية أو المعاملات المالية.
رغم هذه التحديات، فإن تفعيل التكنولوجيا يبقى مسارًا ضروريًا لتحقيق التنمية والتقدم.
المطلوب هو رؤية واضحة من صناع القرار، واستثمارات استراتيجية، وبرامج تكوين تواكب العصر.
فالعالم يتحرك بسرعة رقمية، ومن لا يُساير هذا التحول، سيظل في مؤخرة الركب.