صنعاء نيوز/بقلم:عبد الواحد البحري -


ثلاثة عقودٍ من الانتظار، وثلاثة عقودٍ من الوعود، لم تثمر إلا اليأس وقلوبًا تتآكل من المرارة.
اعضاء الجمعية السكنية لموظفي المؤسسات الإعلامية يعيشون حلمٌ تأسس منذ العام 1991م، تحوّل مع مرور السنوات إلى كابوس يلاحق منتسبي الجمعية السكنية لموظفي المؤسسات الاعلامية أولئك الصحفيين والمذيعين والمحررين الذين نذروا أعمارهم للكلمة، فخانهم الوعد، وأدار لهم الزمن وجهه ببرود.

فكم من عضوٍ رحل عن الدنيا قبل أن يرى مترًا واحدًا من أرض جمعيته السكنية التي تأسست لذوي الدخل المحدود، وكم من ورثة يتوارثون الأمل المفقود كما يتوارثون الحزن، منتظرين أن يفي أعضاء الهيئة الادارية من الزملاء الذي نكن لهم كل حب وتقدير بوعدٍ كاد أن يُنسى.
كلما لاح في الأفق بصيص أمل، طغت عليه سحب اللامبالاة، وذهبت الآمال وتطلعات الأعضاء ادراج الرياح، لتعود الأسئلة ذاتها تُطرح من جديد في مجموعات التواصل الاجتماعي المتنفس الوحيد للاعضاء حيث تتمحور تساؤلاتهم أين وصلت شريعتنا مع عتاولة الفساد وهوامير الاراضي ابتدا من الراس الكبير علي محسن عميد نهب الاراضي البيضا في اليمن واذنابه حزام الربع والعميد الحاوري وغيرهم ممن تكتض بهم المحاكم في اليمن بوكلائهم واذيالهم؟ ماذا حققتم في المحاكم؟ لماذا هذا الصمت الطويل تجاه ماتقومون به في المحاكم ولدى القضاه نقصد هنا الزملاء من اعضاء الهيئة الادارية للجمعية السكنية؟ لماذا هذا التهرب المريب من الإدلاء بالحقائق على الرغم اننا متعاونين معهم ومتجابين مع طلباتهم للاجتماعات والحضور؟

ما يثير الدهشة، بل الغضب، أن الهيئة الإدارية للجمعية، والتي يفترض بها أن تكون لسان حال الأعضاء وسيفهم في وجه فساد وتسويف القضا تحولت إلى جدار صمتٍ سميك.
بل إن البعض منهم لا يمل من تقديم المواعيد، والردود المُعلّبة، التي لا تُغني ولا تُسمن من جوع.

وكأنّ الأرض قد كُتبت على صفحات من السراب وكأنّ حق موظفي مؤسسة الثورة للصحافة، ومؤسسة التلفزيون والفضائية اليمنية، ووكالة سبأ للأنباء، صار أدنى من أن يُدرج في جدول أولويات من قمنا بانتخابهم منذ سنوات لمتابعة قضية الاعتداء على الارض الجديدة بمنطقة ثقبان بعد ان باعوا الارض السابقة في شارع الستين.
لا نعلم هل هو جهدهم ام انهم اصيبوا بالياس أيضا؟ أم خوف؟ أم لامبالاة؟ أم جهلٌ بمسؤولية حملوها على عاتقهم فخانوا الأمانة؟ في الحقيقة اصبح العضو الذي يتسال او يستفسر عن حلمه وحلم اولاده بعد ثلاثين سنة نضال وعمل في دهاليز المحاكم يعتبر تطاول لدى البعض، حيث مات القضاة وتبددت القضايا تاهت الحقيقة، وذاب فيها صوت أصحاب الأرض واصحاب الحق.
ومع كل عامٍ جديد تتآكل ذاكرة الجمعية لدى بعض الاعضاء ويتقلص عدد الحالمين فيما يستمر الزمن في سرقة ما تبقى من صبرٍ في صدور المكلومين من اعضاء الجمعية السكنية من موظفي المؤسسات الاعلامية.

فهل آن للّيل أن ينجلي؟
هل آن للهيئة الإدارية أن تصحو من سباتها الطويل؟ لتخبرنا بحقيقة الشريعة على الارض..
وهل بقي في ذمتهم شيء من المسؤولية يدفعهم لتقديم الحقيقة ولو كانت مُرّة؟
كفى صمتًا، كفى مراوغة، فالحق لا يسقط ومايزال غالبية الأعضاء على قيد الحياة وإنما يسقط بسكوت أصحاب الحق.

فيا من تحملون مفاتيح الأمل المتآكل، عودوا إلى رشدكم، فالناس لا تطالبكم بالمستحيل نحن نقدر جهودكم وإنما بحقٍ أقرّته قوانين الأرض والسماء.. والتاريخ لا ينسى هوامير الاراضي الذين اساؤا لليمن وقضاته بسبب اطماعهم ونهبهم المنضم لاراضي الغير ولن يرحمهم التاريخ والجغرافيا.