shopify site analytics
النشرة المسائية لوسائل الإعلام العبري لنهار الجمعة الموافق  09 ابريل 2025   - عربات جدعون وصواريخ الحوثى - بيل غيتس يخطط للتبرع بكل ثروته البالغة نحو 200 مليار دولار - الأسباب الرئيسية لتكون حصى المرارة - باكستان تطلق عملية انتقامية واسعة ردا على "العدوان الهندي" - ترامب يعتزم إعلان خطة لإنهاء حرب غزة بإشراف أمريكي مباشر - القدوة يكتب : احتلال قطاع غزة وتغيير معالمه - كانت مصر وستظل هي هي مصر - رد فعل السيسي لحظة مرور تشكيل الشرطة العسكرية المصرية - اغتصاب فتاة في تل أبيب -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - العالم العربي أصبح عوالِم متعدِّدة المراتب والاتجاهات والصلاحيات وما أُسنِدَ أليها (ليس انطلاقا من إراداتها كدول بل فُرِضَت عليها) كمهمات

السبت, 10-مايو-2025
صنعاء نيوز/ القصر الكبير ، مصطفى منيغ -




العالم العربي أصبح عوالِم متعدِّدة المراتب والاتجاهات والصلاحيات وما أُسنِدَ أليها (ليس انطلاقا من إراداتها كدول بل فُرِضَت عليها) كمهمات ، من هذه العوالم ما شكَّله الثلاثي الأكثر ثراء والأقرب (مهما كان المجال) للنفوذ الأمريكي استسلاماً وتبعيةً وتلبيةً لمطالب مهما تجاوزت حدود المقبول كسابق ولاحق التزامات ، وفق التلبية المُطلقة لما قد يُسمى لجبر الخواطر وتليين العلل بالاتفاقيات ، المُبرمة غالباً بتبادل الأقوال داخل مكاتب رسمية مُغلقة وليس التفاوض الحريص على وضع تقارير مكتوبة بشروط التوثيق المُعتمد لمثل الصفقات . الثلاثي هذا مُكوَّن من المملكة العربية السعودية وقطر والامارات ، الجاعلة الإدارة الأمريكية منه (خلاف باقي دول الخليج العربي) محور مصالحها الإستراتيجية المشرفة على إبقاء الشرق الأوسط مرتبط أساساً بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية الهادفة إلى دوام السيطرة وإبعاد أي انحياز لروسيا أو الصين مهما كانت الظروف واشتدَّت لأسباب عن أية أزمات ، نفسه الثلاثي الذي يتوجه الرئيس ترامب لزيارة دوله المذكورة منتصف هذا الشهر من أجل تلك التفاهمات ، بالقول عن خطَّة يود تطبيقها للخروج من الحرب الإسرائيلية الفلسطينية رابحاً لقطاع غزة لاستحواذ فكرة استغلاله كاختصاصي في المقاولات ، الواصلة للملايير من الدولارات ، ببيع ما يُشيَّد فوقه دون سابق شراء كالحاصد بدون زرع ما يحصل عليه يعدّ أرقاماً خيالية خارج المشروعية الرسمية من الحسابات . إسرائيل تبيد وتدمِّر وتُخرِج أهل غزة من أرضهم بالقوة والثلاثي المذكور يموٍّل نفقات الإعْمَارِ وبالتالي الرئيس ترامب ينعم بما هو مُقرَّر في ذهنه أن ينعم به من مجانية امتيازات ، تعويض إسرائيل مُمَثَّل في ضمِّ الضفة الغربية لأراضيها المنهوبة أصلاً من أصحابها الفلسطينيين أما الخاسر الأكبر ذاك الثلاثي السابح في مستنقع الدَّفع المالي والتأييدِ المُذِلِّ والانزواءِ صامتاً لمواجهة ما سيحدث من ثورات ، فالشعوب عندما تضيق تُضَيِّق بمن ضَيَّقَ عليها حتى انقطاع أنفاسه لتفوز بما تقرِّه كاختيارات .

... من تلك العوالم أيضاً عالَم يرتبط بجمهورية مصر العربية المتربِّعة بمفردها وسطه بموجب ثقلها شعباً وحضارةً وتاريخاً وما يترتَّب عن الحفاظ وتطوير ذلك حاضراً و مُستقبلاً من مسؤوليات ، عالَم موضوع داخل وضعية تجدُ مصر نفسها محصورة بعدة مشاكل تحتاج لحلِّها صبراً متفوِّقاً على الصبر المألوف المعتاد بمراحل لشح قد يطالها في بعض الإمكانات ، ذات الاستهلاك اليومي لمجموع الشعب وبخاصة في مناطق قد تشتدّ فيها الاضطرابات ، عن حِدَّةِ ما قد ينتج من جراء اشتعال أخطر عمليات ، تكون مصر مضطرة خلالها للدفاع عن نفسها وحماية أمنها القومي من شراسة هجمات ، مُصِرِّين أصحابها النيل من سيادة مصر على ترابها بمجمعه وليس "سيناء" فقط ، التي طُرحَ التفكير على احتلالها من طرف المنتمين لهيأة الانتفاع بسحق حقوق الغير ولو سخَّروا ما يجعلون به سائر البشرية ضدهم التي تتزعمهم في الخفاء تارة وعلانية أخرى الولايات المتحدة الأمريكية بواسطة إسرائيل في التنفيذ ، كمدخل رئيسي لتهجير أهل غزة إليها إن أصرت مصر الوقوف عند قرارها بمنع ذلك جملة وتفصيلا ، وزيارة ترامب للثلاثي المذكور لحدٍ قريبٍ ملخَّصِ في التمهيد لمثل الأمر ، لتنأى المملكة السعودية والامارات وقطر عن أي تدخُّل خارج نطاق المساهمة المادية في العملية من بعيد ، والاكتفاء بالتفرُّج على جمهورية عبد الفتاح السيسي وهي تنهار بنظام وانتظام ، لمعاقبة ذاك الرئيس العربي الذي تجرأ بشكل صادم غير مُرْتَقَبٍ لما يريد رئيس أعظم دولة في العالم ، تغيير خرائط المنطقة لتصبح تابعة في كل صغيرة وكبيرة للبيت الأبيض وليس لسواه . بل لذاك التغيير الجذري الذي أراد به الرئيس السيسي إرجاع كلمة مصر لمقامها المُشرِّف الأول ، وما كانت مُسخَّرة أبداً لخدمة أية قوة أساسها الأخذ من كرامة شعب مصري عظيم ، يعود تاريخ حضارته لأزيد من سبعة ألاف سنة ، تعرَّض أثناءها لما لم تتعرَّض له شعوب أخرى قبلها أو الآتية بعدها متخذة بعضها مصر مرجع مقامها الحضاري عبر المعمور . اعتقد الرئيس ترامب أن مصر مهما ضاق بها الحال اقتصادياً التزمت الانحناء لأي طلب صادر عن حاكم أمريكا مقابل "حفنة" من دولارات تُضاف للدَّعم الممنوح لها منذ اتفاقية كامب ديبد ، وهو لا يعلم أن مصر مهما ضاق بها الحال قادرة على الصمود فالخروج من أي أزمة تعترض طموحها بالتمسك أولا برأس مالها عزة النفس المتبوعة بالكرامة الملحقة بإرادة تفتت بها ما كان في غابر الأزمنة أكبر من أمريكا ، كما ستفتتِّ مَن يهين مقامها ولو كان حالياً في حجم أمريكا ، لتمتُّع أرض الكنانة بحصانة عَزَّ نظيرها ، قوامها حب المصريين لها الواصل حد العبادة ، إذ في اللحظة الحاسمة تحركت قيادتها لتبرهن بما أجرته من مناورات عسكرية مشتركة مع كل من الصين وتركيا ، أنها وسَّعت مصادر تسلُّحِها استعداداً لصدِّ أي عدوان على سيناء أو غيرها من أجزاء مصر الغالية ، مع الإشارة أن أدق المعلومات تتقاطر على طاولة المحللين المصريين الساهرين على تقييم التحركات الأمريكية لحظة بلحظة خاصة في الشرق الأوسط ، وما أرادت بتسريبه الموساد بتنسيق مع المخابرات الأمريكية ، أن ترامب غاضب من تصرفات نتنياهوا ، وعلى ضوء ذلك لن يُدخِل إسرائيل ضمن برنامج زيارته للدول العربية الثلاث المذكورة آنفا ، إنما الغرض منها تغليط ومعاكسة اتجاه مسار الحقيقة ، بكون تلك المحاطة بالسرية المطلقة ، فقدت أغطيتها لتبدو عارية تماماً أمام مصر التي تعي جيداً أن مجهودات الزيارة إياها منكبَّة في جزء لا بأس به على خطة من المتوقّع أن تظهر بها أمريكا أنها متمكنة من إخضاع مصر وفي أقرب الآجال ، لكن بعد الزيارة سيتيقَّن الرئيس ترامب أن لمصر في قلوب الشعوب العربية مكانة من الود والتوفير ، ما يجعل تلك الشعوب منتظرة التوقيت الحاسم لجعل ذاك الانحياز التلقائي لمصر ، درساً يمنح الدليل أن مصر هي مصر وستظل كذلك إلى قيام الساعة ، وإذا كانت الامارات العربية المتحدة قد بسطت نفوذها المالي لتعكير جو الإخاء الجماهيري السائد بين مصر والجزائر ، إرضاء لجانبٍ من جوانب ذاك المخطط ، فالجزائر أكبر من الوقوع في المؤامرات التي تحيكها مثل الدويلة في حق دولة الملايين من الشهداء الجزائريين الأبرار ، عِلماً أن مصر من الذكاء ما تجعل الامارات مصدر اطِّلاعها ولو على اليسير مما يدور وتركيبه في مصنع استعدادها الفكري لما قد يحدث لا أقل ولا أكثر ، وحتماً سيقتنع الرئيس ترامب بعد تلك الزيارة أن الشرق الأوسط بغير مصر المستقلَّة بقراراتها مجرَّد شرق بلا موقع ، مما يحدّ بشكل أو آخر نفوذ أمريكا ، وإنه لَوَضْعُ إن تمَّ يُفرح زحف الثنائي صوب المنطقة روسيا والصين ، وفي ذلك البداية العملية لانتهاء مكانة الولايات المتحدة الأمريكية ، مهما كانت التعاريف المرافقة لتوضيح مثل النتيجة عبر العالم.

الجمعة 6 ماي سنة 2025

مصطفى منيغ

الجمعة 6 ماي سنة 2025

https://azlapress.blogspot.com

[email protected]


أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)