shopify site analytics
الاحتلال واستهداف الهوية والمورث التاريخي الفلسطيني - قلق في طهران: مستقبل غامض يلوح في الأفق! - عبدالرحمن الخضور يفوز بلقب نجم "مهرجان العقبة الغنائي" في موسمه الأول - لماذا قبلت الهند بوقف إطلاق النار مع باكستان؟ - ترامب يعترف بأن حل النزاعين في أوكرانيا وغزة أصعب مما كان يعتقد - ترامب يعد بحل أزمة كشمير "بعد ألف عام" - زيلينسكي: سألتقي بوتين في تركيا الخميس المقبل - رونالدو يغيب عن تدريبات النصر السعودي - الإعلام العبري: القاهرة ترفض تعيين سفير إسرائيلي جديد - ولا تحسبنّ فراق الأب هين -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بقلم/فيصل مكرم

الأحد, 11-مايو-2025
صنعاء نيوز/بقلم/فيصل مكرم -



هَلْ سيبقَى حال اليمن على ماهو عليه اليوم إلى الأبد، صراع وشتات، حروب وتقسيم غير معلن، أم أنه سيأتي يوم ينتهي كل هذا بالوفاق والاتفاق بين الخصوم والمتصارعين، وإذ لا حسم عسكريًا حاضرًا هنا كخيار مُسلَّم به فلماذا لا يكون يوم الوفاق اليوم أو غدًا بدلًا من الانتصار حتى يكتمل خراب البيت على رؤوس ساكنيه، أنا لا يطيب لي ومثلي نحو 35 مليون يمني، حال وطني الذي آل إليه منذ نيف وعقد من الزمن، الوطن أحوج ما يكون إلى الاستقرار والتنمية والوفاق وبإجماع كل فئات الشعب على خريطة طريق تؤدي لرفعة البلد ورفاهية الشعب ولا تسير بهما إلى هاوية سحيقة لا تبقي منه ولا تذر، يحزنني أن يصبح وطني منسيًا في صيرورة الحياة ونهضة الشعوب وازدهار الأوطان، وكأنه لا يحق لليمني أن يرى وطنه حيث يفخر به ويزداد به قدرًا ومكانة بين الأمم والشعوب، كيمني لا شأن لي بما كان عليه وطني بالأمس ولا يقلقني سوى كيف أصبح حاله اليوم وكيف سيكون حالنا معًا غدًا، فسيّان عندي - وأمام التاريخ والأجيال القادمة - من يجر الوطن إلى الارتهان ومن يودي به إلى الدمار والهلاك، وحتمًا سيأتي جيلٌ من بعدنا يسأل عما فعلناه بوطنه وكيف تركناه مهتكًا بلا كيان موحد وبلا هوية مرموقة في لغة العصر وأولويات ومصالح الدول مادام الحال دون تطلعاته.. لا يستحق اليمن كل هذا الهوان بيد أبنائه ولا نستحق أن نراه يُدمر ويُقسم وتُستباح سماؤه وتتباعد الأسفار بين أهله فوق ترابه.
يُدوّن اليمني خواطره اليومية وكأنه يكتب وصيته الأخيرة ومفادها رفقًا باليمن وأهله، رفقًا بوطني فقد أنهكتموه بحروبكم وجهلكم وفسادكم وثاراتكم الغبية، تتمنى الأم أن يحصل ابنها أو ابنتها على شهادة نجاح ولا يأبه كلا الأبوين بما تعلم أو فهم في المدرسة نجلهما قبل عودته للبيت نهاية كل يوم دراسي وهو يحمل في رأسه ألف سؤال وألف حيرةٍ تتقاذفه موجة من التخبط عما هو عليه وطنه اليوم وما يتمنى أن يكون عليه غدًا، أولئك الذين قذفوا بوطنهم إلى اليَمّ وفي قلب الهيجان وفوضى الاحتمالات ما عادوا معنيين بما سيؤول إليه مصيره ومصيرهم ومصير أهلهم وشعبهم، هي لوحة لعمري سريالية مليئة بالضجيج والبكاء والألوان القاتمة والبلادة.
لَم تعد صنعاء قبلةً للشعراء والأدباء والزوار من عرب وعجم، ولم تعد عدن مُبهجة للزائرين من ربوع اليمن، وباتت تعز فخر الوطن مقسومة بين حصار ومعاناة، وستون عامًا من المنجزات دفع اليمنيون ثمن تحقيقها من عرقهم وفقرهم ومواردهم وكأنها تتبخر في سماء وطنهم مع أدخنة الحرائق التي لا تزال تنتظر من يُطفئها، واليمن السعيد أبعد ما يكون اليوم عن السعادة وأقرب إلى التعاسة، اليمن ومنذ زمن قريب أصبح حائرًا واقفًا على مفترق طرق كلها تؤدي إلى هاوية أعمق من الأخرى، وأمام هذا البلد العربي خيارات أحلاها بطعم العلقم، اليمن بلد عربي جذوره حضارية تبعث على فخر أهله وها هو تعيس مثقل بالخطوب والدواهي المخيفة، ومستقبله كلمة ممجوجة فكل ما يدور في اليمن ويُدار حوله لا علاقة له بمستقبل قريب يكون فيه مهيأً للتخلص من غبار أزماته ورماد حرائقه وما أكثرها، الملفات القديمة تختلط مع ملفات جديدة وملفات قادمة تزيد واقع الحال اليمني تعقيدًا وكلها تسد الطريق في نفقٍ مظلم ولا بصيص من ضوء يلوح في نهايته، أزمات اليمن صنعها إنسه وشياطينه في تحالف مشبوب بالحقد والكراهية وأحلام السلطة، ودوافع الانتقام التي وإن تراجعت قليلًا يأتي من يدفع بها قدمًا من جديد.
اليمنيون شعب طيب يعشق وطنه والحياة الكريمة غير أنه يحتاج إلى معجزة كونية للخروج من أزماته، والمستفيدون من حاله اليوم هم بعض أبنائه وهم من جعلوا منه مرتعًا خصبًا لخصامهم وفسادهم ونهمهم للسلطة على حساب وطن كبير يقومون بتقزيمه خطوة خطوة وتقطع أوصاله قطعة تلو أخرى، في اليمن إرث عظيم وتراث عميق وثروة لا تُحصى تكفي الجميع دهرًا، لكن المستفيدين من أزماته لا يرغبون في إنهائها، وهذا لعمري تحالف بين الخصوم على هدم البلد بما عليه وعلى مَن فيه.
ومع هذا السواد القاتم الذي يخيّم على وطني ثمة أمل عند الناس يُعينهم على الصبر، ذلك أن اليمنيين يؤمنون بتدخل إلهي يأتي بالفرج، ويراهنون على توبة الذين أجرموا بحق وطنهم وانتهكوا ستره وسيادته، والأولى بيد الخالق عز وجل فيما الأخرى من الغيبيات المؤكدة.
صحفي وكاتب يمني
[email protected]
‏@fmukaram
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)