صنعاء نيوز/بقلم بدر جاسم -
على صدر العراق وسام أحمر بلون دماء الشهداء الطاهرة، الذين سقطوا دفاعاً عن أعراض ومقدسات العراق، سقطوا حتى لا تسقط المدن بيد الإرهاب، ذهبوا بأرجلهم ليدعسوا على حواضن الإرهاب، ويرفعوا علم العراق عالياً فوق الجبال والصحاري، وفوق كل شبر من أرض العراق.
هذه الأوسمة الحمراء لا بد أن تُطرز على صدر كل عراقي منصف، بهذه الجهود استمرت حياة كل العراقيين، وعشنا وستعيش أجيال تلو أجيال بفضل الله تعالى وتضحيات هؤلاء الشهداء وأهلهم، فلا بد أن تخلد ذكرياتهم في كل مفاصل الدولة، وكل أجزاء المجتمع، فيجب أن لا يخلو منهج دراسي من حياة الشهداء، ولا محفل من التذكير ببطولاتهم، ولا مدينة من صورهم واسمائهم، فهم يبثون روح البطولة في الأجيال، وهم القدوة في التضحية والفداء.
للأسف الشديد لم نشاهد إنصافاً حقيقياً للشهداء، بالمستوى الذي يليق بهم وبما قدّموه، فهم جزءٌ لا يتجزأ من الهوية الثقافية للعراق، التي من الواجب أن تحافظ عليها الدولة، لأنهم هم من بثوا روح الحياة في أجزاء هذه الدولة.
إن من العجب العُجاب أن تزيل الحكومة العراقية صور الشهداء من شوارع بغداد، كي لا يشاهد رؤوساء العرب كمية التضحيات، لماذا تُخفوا أجمل لوحات العراق المطرزة بدماء الشهداء ودموع الأمهات؟! لوحات لا بد أن تعرض لكل من يدخل العراق حتى يعرف مَنْ نحن! وكم قدّمنا من شهداء! ومَنْ كان يدعم الإرهاب! فنحن نصمم وطننا على مقاسنا لا على مقاس الزائرين، وأي زائرين رؤوساء العرب! الذين استشهد شعب كامل منهم، وليس باستطاعتهم حتى البصق على الجلاد! فهم أقل من الجبناء وأكثر من الخونة لله ولأوطانهم.
الشهداء هم وجه العراق الحقيقي، الذي يجب أن يشاهده الجميع، فهم عنوان العزة والكرامة، وليس لنا من نفخر به غيرهم، فتباً لكل الخانعين الذي ينزلون اجمل ما في العراق، لأجل أقبح الزائرين، فسلام على أرواح الشهداء وجزاهم الله عنا كل خير.
|