shopify site analytics
إختتام البرنامج التدريبي بمؤسسة وأكاديميةنماء" لـ 26 من خريجي كلية الزراعة - الدكتوراة في الصيدلة بامتياز للطالب محمد البحري من صنعاء - ترتيبات لتفويج الحجاج عبر مطار صنعاء - راشد محمد ثابت ...!! - إنكسار أمريكا أمام الإرادة اليمنية الصلبة - منيغ يكتب: هذيان يستفيد منه الأمريكان - العراقيون ينتخبون.. ثم ماذا؟ - تحية وفاء لرفيق الكلمة.. الأستاذ معاذ حمود الخميسي - الخميسي يكتب: عبدالواحد ..وأحد انتصاراته..! - جامعة الحكمة تحتفل بتخريج الدفعة ال 7 من طلبة كلية الصيدلة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - في كل دورةٍ انتخابية، تُعلق الآمال، وتُرفع الشعارات، وتُضخ المليارات في الحملات، تكتظ الشوارع باللافتات، وتحتدم الحوارات في المقاهي

الثلاثاء, 13-مايو-2025
صنعاء نيوز/محمد النصراوي -

العراقيون ينتخبون.. ثم ماذا؟


في كل دورةٍ انتخابية، تُعلق الآمال، وتُرفع الشعارات، وتُضخ المليارات في الحملات، تكتظ الشوارع باللافتات، وتحتدم الحوارات في المقاهي والمجالس والفضائيات، ويُطل الساسة بوعودهم المعتادة: سأفعل وسأُنجز، لكن ما إن تُقفل صناديق الاقتراع وتُعلَن النتائج، حتى يعود السؤال الأهم ليتصدر أحاديث العراقيين: "وماذا بعد؟"
لقد باتت الانتخابات في العراق، رغم رمزيتها الديمقراطية، لدى شريحة واسعة من المواطنين، أشبه بمحطةٍ دوريةٍ تُعيد تدوير ذات الوجوه، وتُعزز نفوذ ذات القوى، دون أن تُحدث التغيير الجوهري الذي ينتظره الناس، تتبدل القوانين، وتُعاد صياغة الدوائر، لكن الوجع يبقى ذاته: بطالة، فقر، خدمات متدهورة، وغياب الثقة بالدولة.
هل هي أزمة ثقةٍ أم انسدادٌ سياسي؟
الكثير من العراقيين يشعرون أن العملية الانتخابية لم تعد تعني لهم الكثير، لا بسبب جهلٍ أو ضعف وعي، بل لأن تجاربهم الطويلة مع الوعود التي تبخرت بعد الفوز، جعلتهم يفقدون الحماسة، أحزابٌ كبرى تحدثت عن "السيادة" و"العدالة" و"مكافحة الفساد"، لكنها حين وصلت إلى قبة البرلمان انشغلت بالصراعات وتقاسم الحصص.
نسبة المشاركة في الانتخابات الأخيرة لم تتجاوز 41%، بحسب المفوضية، وهو رقمٌ صادم، يعكس أزمة ثقةٍ كبيرة، هنا لا بد من طرح السؤال المؤجل دائماً: هل تتحمل الحكومة وحدها مسؤولية هذا الواقع؟
في الحقيقة، جزءٌ من الإخفاقات الحكومية كان نتيجةً لموقف المواطن نفسه، حين قرر المقاطعة وترك الميدان فارغاً، ففتح الطريق لأولئك الذين ينتقدهم اليوم، وجزءٌ آخر يعود إلى من شارك في التصويت، لكنه لم يتحر النزيه والكفوء، بل اختار على أساسٍ طائفيٍ أو عشائريٍ أو مصلحةٍ آنية، الديمقراطية لا تنجح فقط بوجود الصناديق، بل بوعي الناخب أيضاً.
الفوز.. بداية أزمة أم فرصة للتغيير؟
صحيحٌ أن تشكيل الحكومات في العراق غالباً ما يتحول إلى صفقاتٍ مغلقة، تخضع لمنطق التوافق والمحاصصة، ما يُفرغ مبدأ "الفائز الأكبر" من محتواه، ويحول البرلمان إلى غرفة مغلقة تُدار فيها التسويات لا السياسات، لكن الصورة ليست سوداء بالكامل.
ففي السنوات الأخيرة، برزت أصواتٌ جديدة، مستقلة، تحمل رؤيةً، وشجاعة، وتحاول أن تكسر النمط التقليدي في الأداء السياسي، بعضها نجح في الوصول، وبعضها ما زال في طور التكوين، هذه التجارب، وإن لم تغير المشهد كلياً بعد، إلا أنها تؤسس لوعيٍ سياسيٍ مختلف، وتبعث إشارات أملٍ بأن التغيير ممكن، إن ترافق مع دعمٍ شعبيٍ حقيقي، وخطابٍ ناضج، وممارسةٍ مدنيةٍ مستمرة.
الشباب والاحتجاج.. هل من خيارٍ ثالث؟
الغضب الشعبي المتصاعد، خصوصاً بين فئة الشباب، مشروعٌ ومفهوم، وهو تعبير عن رفضٍ واضحٍ للمسار السياسي الحالي، لكن الاكتفاء بالمقاطعة لا يغير شيئاً، بل يمنح القوى التقليدية فرصةً للاستمرار دون رقيب، التغيير لا يكون فقط بالإعتراض، بل بالانخراط الذكي، وصناعة البدائل، والتنظيم، والتأثير من داخل النظام وخارجه.
المطلوب اليوم ليس فقط أن ننتقد، بل أن نُشارك ونحاسب، ونرتقي بخياراتنا، وندعم الكفوء والنزيه، لا أن ننتظره دون أن نمنحه الصوت والفرصة.
ختاماً..
قد لا تكون الانتخابات معجزة، لكنها إن وُضعت على السكة الصحيحة، وشارك فيها الناخب بوعيٍ لا بردة فعل، فإنها قادرةٌ على أن تكون بوابةً لواقعٍ أفضل، لا مجرد واجهةٍ لنظامٍ مأزوم، إن طريق الإصلاح طويل، لكنه يبدأ من صندوق الاقتراع، ومن اختيارٍ مسؤول، لا من مقاطعةٍ صامتة، أو تصويتٍ عشوائي.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)