صنعاء نيوز/ بسام حيد صحوة - في لحظة تُشبه ضوء الفجر بعد ليلٍ طويل: محمد عبد الواحد البحري يتخرّج من كلية الصيدلة، ومشوارٌ من الكفاح يُتوّج بالفرح
في وطنٍ أثقلته الأيام وأربكته التحوّلات، تظل قصص الكفاح الصادق هي الشعلة التي تهتدي بها الأرواح الباحثة عن معنى النجاح الحقيقي. ومن بين هذه القصص، يسطع اليوم نجمٌ جديد في سماء الإنجاز، معلنًا لحظة فرح مبهرة؛ ابننا محمد عبد الواحد البحري يتخرج من كلية الصيدلة، حاصدًا ثمرة أعوامٍ من الجد والاجتهاد، وسنين من التضحيات التي نسجها والده بحبر الكرامة وعرق الجبين.
لعبد الواحد البحري، هذه اللحظة ليست مجرد احتفال بتخرج ابنه البكر، بل هي وثيقة انتصار على مشاق الحياة، ورمزٌ حي لقيمة الإصرار حين يقترن بالإيمان بالرسالة. فمنذ أن فقد والده في سنٍ مبكرة، لم يركن عبد الواحد إلى العجز، بل شدّ المئزر وألقى بنفسه في معترك الحياة، مستودعًا حلمه في قلبه، حاملاً على عاتقه مسؤولياتٍ كُثر، لكنه لم يتخلَّ يومًا عن شغفه بالعلم أو قلمه الذي بدأ في خط الحروف على صفحات صحيفة الثورة وهو لا يزال تلميذًا على مقاعد الدراسة.
ورغم التحديات، واصل البحري دربه، جامعًا بين العمل والدراسة، حتى تخرّج من كلية الإعلام، مزوّدًا بمعرفة حقيقية وشغف لا يهدأ، ليمضي بعدها في مسيرة صحفية وإنسانية لامعة، تميز فيها بالخلق الرفيع والمواقف الثابتة. وكان لي شرف اللقاء به في العام 2001 ضمن اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام، حيث عرفته زميلًا لا يخذل، وسندًا لا ينكسر، وأخًا في زمن الشحّ بالأوفياء.
واليوم، بعد مسيرة طويلة من العمل الشريف والكفاح النبيل، يشهد عبد الواحد ثمرةً من أبهى ثمار حياته، وهو يرى ابنه محمد يعتلي منصة التخرج، شاهقًا في الحلم، ثابت الخطى، وكأنما هذا النجاح صدى لذاك الطفل الذي كبر بين الصحف والمبادئ، وأبى أن يورّث أبناءه سوى القيم والكرامة والعلم.
ومن على هذا المنبر، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لصديقي وأخي عبد الواحد البحري، الرجل الذي ترجم الحبر إلى حُلم، والحُلم إلى إنجاز، وعلّمنا أن لا شيء مستحيل ما دامت النوايا صادقة. أهنئك من القلب، وأهنئ ابنك النجيب محمد على هذا التفوّق الذي يليق بأبناء العظماء. وأدعوا الله أن يجعل مستقبله زاهرًا، حافلًا بالنجاح والخير، وأن يظل هذا البيت عامرًا بالأفراح والبركات، كما هو عامرٌ بالأصالة والكرامة. |