صنعاء نيوز/بقلم/ احمد الشاوش -
كنا نسمع بالامس عن طوابير خفيفة وأزمات نادرة سرعان ما تدق الجهات المسؤولة جرس الانذار نزولاً عند قياس الرأي العام واستجابة لاصوات ومطالب الناس ويتم معالجتها من اعلى هرم الدولة الى اسفلها ، لان الدولة لا تريد ان تشوه صورتها والحكومة تصبح مسخرة ومجلس النواب محل انتقاد امام المواطن وتحاول تلك الجهات ان تمتص غضبه.
كما ان الدولة والحكومة ومؤسساتها لا تريد أن تعطي فرصة للطابور الخامس او تفتح جبهة اعلامية مع المعارضة وكان كل وزير يهتز من نشر لقطة سريعة او علامة استفهام أو مقالة أو مناقشة في مقيل قات او خطبة جمعة في مسجد أرض جو ، بينما الناس اليوم تموت من الجوع وارتفاع الاسعار وصناعة الازمات والبطالة والمسؤول اليوم خارج اطار التغطية .. لا حس ولاخبر ودقدق لك حجر صوووورع..
كنا نسمع عن الطابور المدرسي وطابور القائد وطوابير الغاز والبترول والديزل والدقيق والقمح وطوابير الاحوال المدنية ومجرد لقطة في صحيفة الثورة الرسمية او خبر في الصحف الحزبية والاهلية تقوم القيامة وتسارع الدولة عبر مؤسساتها الى سرعة ضبط الامور وحل الازمات وكسر الاحتكار وعودة كل شيء الى ما كان عليه.
اليوم تزاوجت السلطة مع المال والثعالب مع الطواهش وتحول المسؤلون والمشرفون وصناع الازمات الى رجال اعمال ، ورجال الاعمال الى شركا في السلطة ووكلاء للشرق والغرب وعلى عينك يامواطن .
عشنا طوابير عاقل الحارة للحصول على دبة غاز وطابور الحلاق ليلة العيد والجزار قبل العيد وطوابير الشهداء والمقابر والاموات وطوابير المتسولين في الاسواق والمولات والمساجد والجولات وعلى أبواب التجار والمنظمات الدولية حتى تحولت الى ثقافة .
اليوم لم تعد هناك دولة الطوابير وطوابير الدولة بعد ان تم رفع الاسعار في كل شيء ، ولم تعد هناك زحمة ودلكمة ومداهفة وصياح ونزق وبواسير ومضرابة واسعافات أولية بعد ان فلس المواطن وأصبح على الحديدة ، لان الحكومة وصلت الى ماتريد والمواطن وصل الى قناعة تامة بدفع المبلغ الذي يريده تجار السياسة والازمات والجملة والتجزئة والفرادي دون رقيب.
اليوم المواطن لا ينتظر قرار رئاسي ولا قرار حكومي ولا وزير صناعة وتجارة ولا رقابة ولاعاقل حارة ولا سرب من خلف المحطة ولا سوق سوداء في الازقة والشوارع .. كل شيء متوفر والسعر ثابت والكل يلعب على المكشوف والذي باقي معه بقشتين يطرحها أو يفتح الله عليه.
والعجيب انه في حالة حدوث عدوان او قصف خارجي على اليمن هبت ذئاب السوق السوداء الى محطات البرتول والديزل والغاز في صنعاء وغيرها من المدن اليمنية، وأخرج كل واحد سيارته الواقفة من سنين واخرج اصحاب معارض السيارات ، سيارات الناس المطروحة للبيع لتعبئتها والاشتغال بالسوق السوداء لاحداث ازمة خانقة وقلق وهلع وطوابير من اجل تحقيق ارباح خيالية على حساب المواطن والامن القومي للبلاد!!؟.
والمشهد اليوم الذي لاجدال فيه انه ماعد بش طوابيررررر ولا حصااااار بعد الهُدن والتفاهمات وبعد ان تم تحرير كل شيء ورفع أسعار كل شيء واصبح البترول والغاز والديزل والمواد الغذائية والسلع الاساسية وأحدث السيارات والكماليات متوفرة في كل معرض ومدينة ومحطة وسوق وجولة وركن مع يافطات تخفيظ التخفيظ ، بينما الناس تبحث عن وظيفة او شربة ماء او لقمة عيش وسداد ايجار البيت وديون البقالة..
المهم أين فلوسك ياصااااابر أين السيولة يامواطن كل شيء موجود من الابرة الى الكلاكنشوف وبترخيص رسمي ما عليك الا زيارة أقرب دكان على شارع رئيسي بجولة عمران او الجراف الشرقي لشراء أحدث الاسلحة وباروووت ، بينما الناس عجزت عن توفير القوت اليومي للبقاء على قيد الحياة والتفرجة للمواطن الحراااف ببلاش .
ومن الطريف انه وصل الامر الى الاعلان عن بيع أسلحة صناعة وطنية للموظفين بالتقسيط المريح كما ورد في الواتس اب وغيره ، في حين ان المواطن شابع حياة ويبحث عن دولة اومؤسسة وتاجر يقسط له قيمة كيس دقيق وقمح ورز وسكر وزيت وادوية وعلاجات وعمليات بالمستشفيات وجعالة عيد وملابس للاطفال والعيد على الابواب ، ولم يجد من حتى يقول له كان الله في عووووونك بنص الراتب ياموظف ، بل بلغ بالبعض السخرية نتيجة لتأخير صرف نصف الراتب بترديد شعار الحزب الاشتراكي ايام سالمين " تخفيض الراتب واجب ".
اليوم بح ماكو طوابير .. مابش مساربة ولا مزاحمة ولا مداكمة ولا مصايحة ولا جنان لوزي ولا جنان قبي .. معك قرش تسوى قرررررررش وتشتري من أي مكان ..مالم يسخر منك الطارف ويستنقصك كم من هلفوت وبلطجي وسفيه ونصاب حتى اهل بيتك عندما تدخل عطل تشاهد في عيونهم وتقاسيم وجوههم البؤس وعدم الرضاء، وما ان تدخل بفاكهة او مواد غذائية تدخل في قلوبهم السرور وتطيب وتستقر النفوس .. فهل تحتكم الدولة والحكومة الى لغة العقل والمنطق والحكمة والمسؤولية الدينية والقانونية والاخلاقية والانسانية ام انها تردد المثل اليمني " عمياء تخضب مجنونة.
[email protected]