shopify site analytics
قيادة شبوة تزور ضريح الشهيد الرئيس الصماد ومعارض شهداء ابناء المحافظات بصنعاء - مجلس شؤون الطلاب بجامعة ذمار يستعرض القضايا الطلابية - رئيس جامعة ذمار يتفقد مستشفى الوحدة الجامعي ويشيد بجودة خدماته - جامعة إب تحتفي باليوم العالمي للجودة - وزير الصحة والبيئة يجتمع بالهيئة الإدارية للجمعية اليمنية للطب البديل. - غواصات الجزائر المرعبة تثير المخاوف - لافروف يحث الغرب للاطلاع على تحديث العقيدة النووية الروسية - أردوغان يحذر الغرب من العقيدة النووية الروسية - هجمات صنعاء تخنق التجارة البريطانية - الدائرة المفرغة للاستبداد: الأزمات المتراكمة والطريق إلى الانهيار! -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - بلغ السيل الزبى، طفح الكيل، نفد الصبر، وبلغت المعاناة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية أوجها..

الأحد, 21-أغسطس-2011
صنعاء نيوزسند محمد -
بلغ السيل الزبى، طفح الكيل، نفد الصبر، وبلغت المعاناة الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية أوجها.. ولم يعد هناك المزيد من القدرة على الصبر والاحتمال، فنحن خلال أكثر من ستة شهور نقبع في سجن قسري جماعي دون ذنب اقترفناه، أو جرم ارتكبناه، فصرنا أموات أحياء.. في زمن موت الضمير والقيم لدى من استباحوا حياتنا مسرحا لهرجهم ومرجهم.. ولا من مجيب !!.
عبارات بحت أصوات قائليها من نساء ورجال وشيوخ وعجائز الأحياء الجاثمة فيها خيام المعتصمين في العاصمة اليمنية صنعاء، منذ نصف سنة مضت وهم يتجرعون كؤوس الطيش والمجازفات كرها.. صمت آذانهم من صخب الضجيج وتعكرت حياتهم من تدخلات الغريب.. وفرضه لقوانينه وسلوكياته في تلك الأحياء.. بما يشبه احتلال سول لنفسه سن قوانين المكان خارج نطاق إرادة ورغبة المالكين والساكنين..
الوضع لا يحتمل بالفعل.. المعاناة في أحياء الاعتصام لم تترك مجالا من مجالات الحياة إلا وطالته وعكرته.. ولم يعد هناك من متنفس ولو وحيد يكفل المزيد من الصبر والمكابرة ..
الحياة الاقتصادية تعطلت بالكامل.. زاد من تفاقم الوضع المعيشي البائس لدى الأهالي.. فلم يعد هناك منفذ لكسب الرزق أو السعي لأجله، فالمحلات والمصالح التجارية مقفلة منذ نصف سنة قسرا.. لم يعد هناك من يرتاد المكان طلبا للسلعة والشراء.. فخيام الاعتصام وقوانين الدخول التي فرضت لمن يرغب في ارتياد المكان كفيلة بان تجعلك تمتنع عن التفكير حتى في زيارة تلك الأحياء والمحلات التجارية.. هذا إذا بقي هناك تجاره ..
الخسائر هائلة.. لا يمكن أن تحصيها مصفوفة معينة فالكل هناك خاسر.. صاحب البقالة وصاحب البوفيه والكفتيريا ..والمكتبة والكشك.. ناهيك عن المحلات التجارية العملاقة التي كانت ذات يوم يشار إليها بالبنان ويرتادها الآلاف من أبناء العاصمة للابتياع..
من يصدق أن حي الجامعة الذي كان يوما مزدحما بالحياة التجارية والعلمية والتسوق أصبح محاطا بالخيام من كل الألوان كقرية في صحراء.. تعيش عصور ما قبل الحداثة.. لكم أن تتخيلوا أيضا مقدار التراكمات الاقتصادية المتفاقمة منذ ستة شهور ..!
الحياة الاجتماعية.. من يصدق أن النساء قد اعتكفن في بيوتهن نصف سنة لم يعدن يفكرن بالزيارات الاجتماعية وحتى بالخروج للتسوق أو العمل.. المرأة اليمنية بقيمها وتقاليدها المحافظة لن تتقبل أن تكون عرضة للتحرش أو التفتيش أو التدخل وهي تمر من الشارع ولو ليوم واحد.. نحن نتحدث عن أكثر من نصف سنة من هذا الوضع.. ولكم أن تتخيلوا المأساة.
الأطفال يعبرون عن معاناتهم بحروف مرتبكة وملامح بريئة لكنها غاضبة وساخطة.. فمنذ أكثر من 200 يوم وأنا لم اذهب للعب ولم أزر الحديقة.. ولم انعم بالحرية.. فتلك الصور الغريبة الملامح تصيبنا بالفجيعة والرعب..
تساءلوا معي.. أي سجن قسري أعتى من ذلك السجن وأشد مرارة وعذابا ؟
بعيدا عن السياسة والمواقف.. من حق أي قوة أن تعبر عن ذاتها سلميا وان تعتصم سلميا.. لكن للحرية حدود.. تنتهي حينما يبدأ المساس بحرية الآخرين.. نحن هنا نتحدث عن معاناة إنسانية لا تحتمل..
أنت حر ما لم تضر.. ها قد بحت الأصوات مشتكية الضرر الكبير.. وها هي المسيرات المحتجة تلو المسيرات.. تناشد العالم الحر بالتدخل في لأقناع المعتصمين بالتحول إلى مكان آخر.. ليتنفس الأهالي أوكسجين الحياة مجددا ..
إنها دعوة مفتوحة للداخل أولاً.. للمنظمات والفعاليات المجتمعية والإنسانية المعنية.. بأن تحتوي هذا القضية الإنسانية وتنتصر لها ..
كما هي دعوة مفتوحة أيضا للدول الشقيقة المنطوية تحت مجلس التعاون الخليجي وعبر سفاراتها في اليمن بان تلتفت وتمارس علاقاتها مع الأحزاب والتنظيمات السياسية المعنية.. لأجل مئات الآلاف من أهالي المناطق الجاثمة فيها خيام الاعتصام.
كما هي دعوة للأمم المتحدة عبر منظماتها المعنية بان تنظر في ملف إنساني مؤلم لا يقل أثره وتداعياته عن ما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان في مختلف مناطق العالم..
أتمنى من أبناء الوطن اليمني التضامن مع إخوانهم في ساحات الاعتصام المطالبين بالانعتاق من زنازين المعاناة النفسية والاقتصادية المتصاعدة.. وتلك حقوق مشروعة الساكت عنها شيطان ..
رئيس تحرير " حشد نت".
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)