صنعاء نيوز/بقلم أ. خالد الرويشان_ من صفحته على الفيس بوك - #خالد_الرويشان
صنعاء - 11 مايو.
مثل ملاكٍ هبط ومثل حلمٍ غادر!
زارني بصحبة صديقٍ عزيز قبل أسبوعين وفي مقيلي اليومي شابٌ شديد الأناقة والوسامة واللباقة
قال لي مبتسما: أنا من مريديك ومحبيك ومتابعيك منذ 2004 وصنعاء عاصمة للثقافة العربية! قلتُ له: هذا يسعدني أيها العزيز
ثم دار بيننا حوارٌ شيّق عن الطاقة البديلة لأكتشف أنه أحد خبرائها
التفت إليّ فجأةً متسائلاً: كم هي قيمة فاتورة الكهرباء الشهرية لمنزلكم العامر؟ أجبته: في حدود المائة ألف ريال قال: هذا كثير وثقيل! قلت: الكيلو ب 300 ريال! والشركة تحاسب الناس بحسب شهرتهم لا بحسب ظروفهم وظروف البلاد : قال لي بحماس : هناك طاقة بديلة حديثة ومجانية بالليثيوم يا أستاذ وسنقوم بتركيبها خلال ساعة إذا سمحت!
أجبته بسرعة وقد فاجأني: ولكنني لن أسمح!
قال راجياً: خليها تجربة يا أستاذ! وأضاف: سأرسل المهندسين غداً للتركيب .. قل معي وداعاً لفواتير الكهرباء!
وكأنني أشرب دواءً مُراً .. صَمَتُ!
قال: سأسافر فجراً إلى الصين وسأعود بعد أسابيع
قلت في نفسي : الحمدلله .. سيسافر وينسى الموضوع!
ثم قلتُ له مودّعاً: تعود بالسلامة .. وغادر خفيفاً مبتسماً مثلما دخل!
مَنْ هذا الشاب الرائع يا أستاذ علي؟ سألتُ صديقي البديع شديد الحيوية والنُّبل علي أحمد التويتي وهو الذي جاء معه .. أجابني: هذا رجل الأعمال المحترم عبدالله الراعبي من أبناء حاشد!
في اليوم التالي دعوتُ الله أن يكون الراعبي قد نسي أن يأمر المهندسين بالمجيء!
لكن المهندسين وصلوا بعد العصر في موعدهم وأنجزوا التركيب للألواح والبطاريات الليثيوم خلال ساعات لطاقة 15- 20 كيلو في اليوم .. أحدث منظومة ليثيوم في العالم!
حتى المهندسين الشباب رفضوا أخذ مكافأة!
كان الملاك يديرهم من الصين!
بعد أيام ضرب العدو الإسرائيلي محطات كهرباء صنعاء!
يا للأقدار! .. يا للسماء! .. يا للملائكة حين هبطت وأنجزت وغادرت قبل الكارثة بأيام!
منظومة الليثيوم الجديدة الآن أكثر قوة طوال 24 ساعة وتعمل باللمس والبلوتوث!
امتناناتي اليوم بلا حدود! كنتُ أريد زيارة الملاك الزائر وشكره لكنني لا أعرف عنوانه! وما زلت حائراً من عجائب الأقدار متسائلاً كيف جاء إلي في هذا التوقيت وكيف أصر وتابع وأنجز .. ثم غاب تماماً مثل طيفٍ هَلّ وتلاشى!
أنا متحفزٌ ومصمم رغم امتناني الشديد لمبادرته في أن أشاركه على الأقل أعباء وتكاليف ما أنجز من ضوء في بيتي!
ترى .. هل عاد ملاك الضوء من سفرته؟ .. أم أنه كان طيفاً في حلم؟
الراعبي للتجارة
عبدالله الراعبي
Abdullah AL Raebi |