صنعاء نيوزمعاذ الخميسي - مر شهر الخير والبركات سريعاً.. واليوم نقف أمام أول أيام العشر الأواخر التي كان سيد البشرية وخاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يستعد لها بأن يشد مئزره ويحيي ليله ويوقظ أهله.. وهي العشر التي قال الله سبحانه وتعالى عنها في محكم آياته ((ليلة القدر خير من ألف شهر))..
> وإذا ما استوقفتنا الأيام الماضية من هذا الشهر على أساس أننا مطالبون بالمراجعة لما مضى من أفضل الشهور.. وهل أحسنّا التعامل وأجدنا الاستفادة من فرصة مهمة لا تأتي إلا مرة في العام.. فإن الأحرى بنا إذا ما كان الجزء الأكبر من الشهر قد مرّ دون أن نشعر أو أن نستغل نهاره وليله في الطاعات.. علينا أن لا ننسى بأن العشر بدأت من اليوم وفيها ما يمكن أن نعوض ما فات ولا نخسر ما هو في متناولنا من خير وأجر وإصلاح للنفس وتوجه بالخضوع والعبادات والطاعات لله سبحانه وتعالى.
> وما دامت العشر قد أقبلت فلا مجال لأن يتناسى أو يتغافل أحد عنها أو أن ينشغل بهمّ الدنيا والمماحكات والصراعات والمطامع الدنيوية الزائلة فهناك ما هو أهم وأعظم حين يكون الأمر مرتبطاً بالآخرة وبالدار الأبدية التي فيها عيش دائم وحياة خالدة.. وفيها الجنة والنار.. والجزاء الذي ينتظرنا جميعاً لما قدمناه في حياتنا الدنيا!!
> ومهم جداً ونحن البشر محاصرون بالخطايا والذنوب أن نسأل من الله عزّ وجلّ الرحمة والمغفرة وأن نكون أكثر قرباً وخضوعاً وذلة في هذه العشر.. نكثر من الطاعات والعبادات.. ونرفع له حالنا وأحوالنا ودعاؤنا ورجاءنا.. ونحن أكثر يقيناً باستجابته ورحمته ولطفه لنا ونحن في وضع لم نكن نتخيله أو نتوقعه على الإطلاق ..وفيه أصبحنا أكثر عداوة لبعضنا البعض.. تتفشى البغضاء أكثر من المحبة.. وتتزايد الأحقاد أكثر من السماحة.. وينتشر الحسد أكثر من القناعة.. وتتوسع دائرة الشتائم والسباب وتختفي الكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة!
> أمامنا فرصة لأن نصيب ليلة القدر التي أُنزل فيها كتاب الله وموعود من أصابها بالخير وهي التي (فيها يفرق كل أمر حكم) ..وأن ندعها تمر خسارة كبيرة ولا أعتقد أن أحداً سيتركها أو يفرط بها مع كل أيام العشر بنهاره ولياليه..
> وهي فرصة لأن نبتهل فيها إلى الله عز وجل بأن يرفع عنّا الهمّ والغمّ والمقت والغضب وأن لا يؤاخذنا بما فعله السفهاء منّا وأن يحفظ لنا بلدنا وأن يحقن الدماء وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم وتدبيرهم في تدميرهم وأن يوحّد صفوفنا ويجمع كلمتنا وينتقم ممن أوصلنا إلى هذا الحال ومن يريد لليمن والأمتين العربية والإسلامية الفتن والمحن ومن يقطع الطريق ويحرمنا الكهرباء ويتسبب في الغلاء والبلاء!!
> حاجتنا ضرورية إلى أن نغتسل في هذا الشهر وهذه العشر من الأدران والسيئات والأحقاد وأن نجدد دوماً وأبداً التوبة والاستغفار لأن الله سبحانه وتعالى أرحم بعباده فهو الرؤوف والغفور الرحيم وهو أيضاً شديد العقاب.. وهو القادر على كل ظالم وعلى كل متجبر وعلى الذين يعتقدون أن الحياة والموت بأيديهم فلا يكفون عن التهديدات والإيذاءات وهتك الأعراض.. وهناك من هم أعلم منا جميعاً.. يعلم ما في القلوب.. وما تخفي النفوس.. وهو الملجأ والمقصد وإليه الشكوى.. وهو على كل شيء قدير!
> ولابد ونحن على مقربة من وداع أعظم الشهور أن نتطهر من الأحقاد والضغائن ومن التشدد في الآراء وإطلاق الاتهامات واستخدام السفاهات والبذاءات.. وأن نرجع إلى الله بقلوب مؤمنة صافية خالية من كل ما يجلب الآثام ويزيد السيئات.. لنفتح صفحات المحبة والمسامحة والإخاء والصفاء والنقاء!!
> دعونا من دعوات تشق الصف وتخلق العداوات وتظهر الأحقاد.. وتعالوا جميعاً إلى الله سبحانه وتعالى الذي بيده كل شيء.. واللهم ارحمنا.. واسترنا.. واغفر لنا.. ولمّ شملنا.. واجمع كلمتنا.. واجعلنا اخوة متحابين فيك.. وزدنا قوة ووحدة.. وسهل لنا وأنعم علينا.. وارفع غضبك عنّا.. واحفظ بلادنا.. وعليك بأعدائنا.. ومن يتربص بنا وبيمننا وأمننا ووحدتنا واستقرارنا ومعيشتنا وأحوالنا.. واكتب لنا ما كتبته لعبادك الصالحين.. اللهم آمييييين!! |