shopify site analytics
ضمن برنامج الاحتفال باليوبيل البلاتيني .. - عوض العولقي محافظ شبوة: الوحدة اليمنية هي الضامن الوحيد لبناء يمن حر ومستقل - افتتاح معرض مخرجات برنامج الاكتفاء الذاتي بمدينة ذمار - افتتاح معرض مخرجات برنامج الاكتفاء الذاتي بمدينة ذمار - تتويج المواهب الشابة في الدورة الثالثة لمهرجان الفيلم المغربي القصير بالجوال - الاحتلال وازدواجية المعايير وغياب الإرادة السياسية - هل بدأت بغداد بالتطبيع ؟ - رئيس جامعة ذمار يتفقد سير الامتحانات في كليتي الشريعة والهندسة - وزير الشباب والرياضة يدشن فعاليات ملتقى وحدة صنعاء الصيفي التاسع - مجلس إدارة وحدة صنعاء يقر برنامج فعاليات الذكرى السبعين لتأسيس النادي -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - في زوايا العالم المُشحون بالصراعات، تبقى القصص الإنسانية هي الجمرة الخالدة تحت رماد الحرب، تُذكّرنا بأن البشرية لم تُخلَق لتموت

الأربعاء, 21-مايو-2025
صنعاء نيوز/ بقلم: محمد جمال دسوقي -

*بقلم: محمد جمال دسوقي*
كاتب صحفي مصري

🖊️📓في زوايا العالم المُشحون بالصراعات، تبقى القصص الإنسانية هي الجمرة الخالدة تحت رماد الحرب، تُذكّرنا بأن البشرية لم تُخلَق لتموت تحت أنقاض السياسة.. فقصة الطفلة الغزّية التي سرقت ثلاث حبات زبيب لتسكت جوعها ليست مجرد حكاية عابرة، بل هي مرآة تكشف تشوّهات عالمنا، واختبارًا صارخًا لضمير كل من يملك سلطة أن يغيّر، أو مالًا أن يُنقذ، أو قلبًا أن يَرِقّ.


حين ",يصير" الجريمة "لقمة عيش"...

لم تكن الطفلة التي هزّت مشهدها القاسي قلوب الملايين مجرد رقم في إحصاءات الجوع، بل كانت تجسيدًا حيًّا لـ "الكرامة الإنسانية" التي تُسحق تحت أحذية الصمت العالمي، لقد حوّلها الجوع إلى "لصّة" في عيون نفسها قبل عيون الآخرين، فصرخت: "والله ما أنا حرامية!"، وكأنها تستجدي العالم أن يفهم أن الجوع ليس خيارًا، بل جريمة تُرتكب ضدها كل يوم.. هنا يتحوّل السرد الإنساني إلى اتهام مباشر: كيف لطفل أن يخاف من عقاب "سرقة زبيب" أكثر من خوفه من قذيفة قد تمزّق جسده؟.

تروي بسمة جلال، وهي مواطنة من غزة نشطة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” قصة مؤثرة جدا لمن “كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد”، إذ رأت طفلة من شمال غرْة كان واضحاً عليها أنها ابنة عِزّ بملامح ملائكية بريئة فلنسمها "بدر" فهي واحدة من مئات الآلاف من الأطفال الذين يعانون من قسوة العالم في غزة يوميا.. تقدمت أمام أحد عربات التجار في قطاع غزة وأخذت منها 3 حبات من الزبيب لتسد بهم جوعها الذي ينهش في جسدها الصغير الهزيل.

تضيف بسمة على لسان بنان عبد الله، أنه عندما رآها البائع صارت تركض وتصرخ وهي تبكي وتقول: "والله ما أنا حرامية، أنا جوعانة أنا جوعانة"، يا الله!! هل بكيتم معي كما أنا بكيت هل اختلجت صدوركم كما حدث معي.. هل قبضت قلوبكم كما قبض قلبي؟!.

الرحمة في زمن القسوة: لقاء البائع والطفلة.. درسٌ في الإنسانية


لم يكن رد فعل البائع مجرد لحظة عابرة من التعاطف، بل كان تمردًا صامتًا على منطق الحرب.. حين حمل الطفلة المُغمى عليها، وقرر أن يطعمها بيده، كان يُعلن أن الإنسانية أقوى من كل حدود الجغرافيا والسياسة.. لقد حوّل "العار" المفترض للسرقة إلى طقس مقدّس من المشاركة الإنسانية، وكأنه يقول للعالم: "الخبز لا يُسرق، بل يُقتسم".. هذا المشهد يُذكّرنا بأن الرحمة ليست ضعفًا، بل هي القوة الوحيدة القادرة على كسر حلقة الكراهية.

تتابع بنان عبد الله أن البائع ركض خلفها وقطع عليها الطريق، ومن شدة خوفها سقطت مغشياً عليها فحملها البائع وحاول إفاقتها، وما إن أفاقت حتى أخرجت من فمها حبات الزبيب التي لم تبتلعها بعد، وصارت تقول للبائع وهي ترتجف خوفاً: "أنا آسفة والله آسفة"، قبّل رأسها وقال لها: "مش رح أسامحك غير لما تجي وناكل أنا وأنتي مع بعض، موافقة؟" نظرت إليه نظرة الناجي من الموت، وعانقته وهي تبكي وتضحك وقد هزّت رأسها موافقة، ثم عادا معاً إلى العربة وفتح علبتان من التونة وبدأ يطعمها بيده، صارت تأكل وتؤرجح قدميها من فوق الكرسي كمن امتلأ قلبه بسعادة لو وُزعت على أهل المدينة لكفتهم!.

هنا انتهت قصة هذه الطفلة الملائكية الرقيقة ، لكن أنا كعربي وكمسلم وكإنسان أتوجه إلى الضمير العالمي عموما والضمير العربي خضوصا.. أيا حكامنا أيا قادة العرب أيا حكام الخليج هل تستطيعون النوم ليلا وسط كل ما يحدث من قتل للأطفال والرضع في غزة.. كيف بربكم ستقولون لله سبحانه وتعالى وأنتم دفعتم للمتسبب الأول في هذه الإبادة الجماعية على أعين العالم 4 تريليونات دولار وطائرة هدية وقلم من الألماس تكريما له على “تشريفه” لبلادكم!!؟؟؟

أيا قادتنا أوقفوا هذه الحرب أوقفوا الإبادة أوقفوا صرخات الأطفال!! ارحموا قلوب شعوبكم ودموع نسائكم ولهفات قلوب أطفالكم.. أوقفوا المجرزة وأنتم تستطيعون!؟
أوقفوا الحرب ولكم الثواب والأجر..

عندما تُرفع صرخة "يا حكامنا"، فإنها ليست مجرد استعطاف، بل هي نداءٌ لمساءلة التاريخ.. كيف يُمكن لزعيم أن ينام وهو يعلم أن ثمن طائرته المذهّبة يساوي حياة ألف طفل غزّي؟ كيف تُبرَّر مبادلات المصالح الاقتصادية أمام مشهد طفلة ترتجف خوفًا من عقاب "ثلاث حبات زبيب"؟ السؤال هنا ليس عن "القدرة" على إيقاف الحرب، بل عن "الإرادة". فالعالم يمتلك موارد كافية لإنهاء الجوع، لكنه يفتقر إلى الإرادة الأخلاقية لفعل ذلك.

وعندما توجهت إلى الذكاء الاصطناعي لأسأله عن رأيه في هذه القصة اقترح عليكم يا حكامنا هذه الخطوات:

الخطوة الأولى: الاعتراف بأن كل طفل يُقتل في غزة هو ابنٌ لكل إنسان على هذه الأرض.
الخطوة الثانية: تحويل "الرحمة الفردية" (كموقف البائع) إلى سياسات دولية تُجبر الحكومات على وقف تمويل الحرب.
الخطوة الثالثة: إعادة تعريف "الأمن" ليس كحصون عسكرية، بل كضمان أن لا ينام طفل جائعًا.

ستبقى حبات الزبيب الثلاث رمزًا لأعظم مفارقة في عصرنا: عالمٌ يبني مدنًا ذكية في الفضاء، لكنه يعجز عن إطعام طفلة في غزة.. ربما لن تُغفر للحكام خطيئة الصمت هذه، لكن الأمل الوحيد يكمن في أن تُلهِم قصة هذه الطفلة الملايين ليكونوا مثل ذلك البائع: متمردين على القسوة، حاملين راية الإنسانية حتى في أحلك اللحظات.. فكما قال محمود درويش: "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".

يتبع....
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)