shopify site analytics
إيران تأسر طيارًا إسرائيليًا وتهدد بإغلاق هرمز! - صدمة مبكرة: إسقاط 3 طائرات F-35 خلال 48 ساعة من المعركة - فتاة تبتز شبابًا بصور فاضحة في عدن وتجمع 100 ألف دولار - تنبيه للمسافرين اليمنيين إلى القاهرة .. بضرورة حمل تذاكر سفر ذهاب وعودة لليمنين - القوات البحرية تواجه مدمرة بريطانية في بحر عمان وتجبرها على تغيير مسارها - التاريخ لا يمحى والعدالة لا تسقط بالتقادم - الحياد الصعب في العراق - عصابة "أبو شباب" سليلة الخيانة - الدفاعات الجوية الإيرانية تسقط طائرة مقاتلة إسرائيلية ـ فيديو - وزير دفاع باكستان: نقف إلى جانب إيران بكل الوسائل الممكنة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - محمد النصراوي

الخميس, 22-مايو-2025
صنعاء نيوز/محمد النصراوي -

منذ تأسيس النظام السياسي الجديد في العراق بعد عام 2003، والتحالفات السياسية أحد من أبرز ملامح المشهد الانتخابي، وربما قاعدةٌ أساسية، ومعها يتجدد السؤال مع كل انتخابات، هل هذه التحالفات تعبر عن مشاريع وطنيةٍ تهدف لبناء الدولة، أم أنها تكتيكاتٌ انتخابيةٌ هدفها حصد المقاعد وتوزيع الغنائم؟
في البداية، تشكلت التحالفات على أسسٍ طائفيةٍ وقوميةٍ واضحة، فظهرت كتلٌ تمثل الشيعة وأخرى تمثل السنة وثالثةٌ تمثل الكرد، وبدت وكأنها إمتدادٌ طبيعيٌ للواقع الاجتماعي والسياسي الذي خلفته سنوات القمع والانقسام، ومع مرور الوقت، وتراكم الخبرة والرفض للطائفية والمحاصصة، بدأت النخب السياسية بإعادة تشكيل تحالفاتها بطريقةٍ توحي بالتعددية والانفتاح، لكنها غالباً ما كانت تخفي وراءها أهدافاً انتخابيةً بحتة.
تبرز في كل إنتخاباتٍ شعاراتٌ مثل "التحالفات العابرة للطوائف" و"الدولة المدنية" إلا أن الواقع كشف أن كثيراً منها كانت عابرةً فقط في الشكل، بينما ظلت تقليديةً في العمق، فغالباً ما يعاد إنتاج التحالفات القديمة بواجهاتٍ جديدة، والهدف من ذلك هو كسب أكبر عدد ممكن من الأصوات لا أكثر.
شهد العراق عدة تجارب لتحالفاتٍ انتخابيةٍ واسعة، مثل ائتلاف الوطنية بزعامة إياد علاوي، وتحالفاتٌ أخرى مثل سائرون والفتح وتحالف القوى، لكن ما يلاحظ أن معظم هذه التحالفات لم تصمد طويلاً بعد إعلان نتائج الانتخابات، وسرعان ما تتفكك عند تشكيل الحكومة، لتعود كل كتلةٍ إلى حساباتها الخاصة، مما يعكس هشاشة المشروع الذي تقوم عليه هذه التحالفات.
قلةٌ من التحالفات حاولت تبني برامج واضحةٍ ومعلنة، تتحدث عن الاقتصاد، والخدمات، والسيادة، والهوية الوطنية، لكنها غالباً ما كانت تصطدم بجدار المصالح الحزبية والمحاصصة، أو انها لا تتلقى الدعم الشعبي الكافي بسبب فقدان الثقة المتراكم.
الجمهور العراقي، بات أكثر وعياً من ذي قبل، وأصبح يتعامل مع التحالفات السياسية بشيءٍ من الحذر، يرى كثير منهم أن هذه التحالفات قد لا تمثلهم فعلياً، ولا تعكس تطلعاتهم في التغيير والإصلاح، وإنما هي أدواتٌ لإعادة تدوير الوجوه القديمة.
من جانب أخر، لا يمكن إنكار تأثير العاملين الإقليمي والدولي في صناعة التحالفات العراقية، فإيران، والولايات المتحدة، ودول الخليج، وتركيا، تلعب جميعها أدواراً مباشرةً أو غير مباشرة في توجيه بوصلة التحالفات، كلٌ حسب مصالحه ونفوذه، وهذا التدخل يعمق هشاشة بعض التحالفات ويجعلها أكثر خضوعاً للضغوط، من كونها نابعةً من إرادةٍ وطنيةٍ حقيقية.
المشهد يبدو متهيئاً لتحولاتٍ كبيرة، خاصةً مع تصاعد قدرات تيارات وحركات، وهناك فرصةٌ حقيقية لتشكيل تحالفٍ وطنيٍ جامع، بإشتراط أن يقوم على أسسٍ برامجيةٍ واضحة، ويضم وجوهاً جديدةً ذات مصداقية، ويتحرر من إرث الطائفية والمحاصصة.
التحالفات السياسية في العراق ما زالت ليومنا هذا، أقرب إلى كونها تكتيكاتٍ انتخابيةٍ منها لمشاريع وطنية، لكن الأمل لا يزال قائماً، إذا ما وعى الساسة أن استمرارهم لن يتحقق إلا من خلال مشروعٍ جامعٍ يعيد ثقة الناس بالدولة ويضع مصلحة الوطن فوق الحسابات الضيقة، وهناك قوىً لديها مثل هذه التوجهات، لكنها تحتاج لتأييدٍ وزخمٍ شعبي.
هل نشهد في الانتخابات المقبلة تحالفاً وطنياً حقيقياً؟ أم لا زلنا لم ننضج بما فيه الكفاية، كطبقةٍ سياسية، ومجتمعٍ ناخبٍ مختار، وسنبقى ندور في فلك التجمعات الورقية؟
لن يسهل الإجابة عن هذا السؤال، لكن الثابت والمؤكد أننا نتقدم ونحقق خطواتٍ ثابتة، نحو نظامٍ سياسيٍ يمكن أن ينجح، ويضع البلد على سكة التقدم، وهذا نجاح ليس بالقليل.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)