صنعاء نيوز/بقلم/ احمد الشاوش -
الجمعة, 23-مايو-2025
ظهرت في المجتمع اليمني آلاف الازمات والقضايا الاجتماعية الخطيرة التي خلفت شرخاً كبيراً في الاسرة والنسيج الاجتماعي اليمني ، والحقت ظرراً فادحاً في بيت الزوجية ، تلك القضايا الاجتماعية الخطيرة التي أدت الى خراب آلاف البيوت والاسر اليمنية ، بسسب ثقافة الجهل وغياب العقل والحكمة والمسؤولية والضمير وتدخل الاباء والامهات والعمات والاقارب وغلو عاطفة الام التي ترى ان ابنها مازال طفلاً في نظرها ومملوك لها بصورة سلبية ، وغياب العدالة أحياناً أو التطويل في الاجراءات والجلسات والمصاريف وشيطنة المحامين نتيجة للازمات والحروب وانتشار البطالة الذي ضرب السواد الاعظم من الاسر اليمنية التي ألقت بظلالها على البيت اليمني.
قضايا الطلاق ، والخُلع ، والفسخ ، والعجز والكراهية ، والشك .. واثبات النسب .. والفاحشة .. والمخدرات .. والسرقات . والديون .. أصبحت قنابل موقوته تُهدد المجتمع اليمني وتؤدي الى خسائر فادحة وخراب البيوت ، واذا خرب البيت الآمن ، خربت الاسرة وتشرد .. الاطفال .. وضاعت المرأة في عالم الذئاب وأصبح الرجل في خبر كان..
علمو ابناءنا من الشباب والشابات القيم والاخلاق والوفاء والصبر والكرامة والشرف ، وان الزواج مسؤولية كبيرة وان الزوجة الصالحة لايمكن ان تفرط بزوجها مهما ضاقت عليه أبواب الرزق ، وان الرجل الصالح لايمكن ان يهدم بيته بيده وان جار عليه الزمن ، فالعشرة والمودة والرحمة والمسؤولية الدينية والاخلاقية والانسانية هي جسر الامان والثقة والسمعة الطيبة..
شيء صادم ان تسمع أو تقرأ احصائية ان عدد حالات النساء المتقدمات للطلاق والخُلع على أقل تقدير نحو 25 قضية تقريباً بالعاصمة صنعاء ، وبحدود 600 قضية شهرياً أو أكثر مُشكلة ضغط كبير ، في حين أن هناك قضايا طلاق لا تتم عبر المحاكم والنيابة العامة ولايتم توثيقها بسبب العادات والتقاليد اليمنية الحساسة والحلول بأقل الخسائر.
تلك المشاكل والقضايا الاجتماعية خلفت العديد من الامراض العصبية والنفسية والجروح الاجتماعية والخسائر المالية والاقتصادية ، وان ضحاياها بحاجة ماسة الى وقفة جادة من الاسر اليمنية والدولة والاعلان عن برنامج وطني ودور كبير للعلماء والمتخصصين وحقوق الانسان والقانونيين وهيئة الزكاة والباحثين لدراسة الظاهرة واعادة تأهيل المرأة وأطفالها وانقاذها والتكفل بالجوانب المعيشية الصعبة والمشاركة في دفع النفقات والغرامات وأجور المحامين وقيمة الاعلانات التي تعجز عن دفعها كل امرأة ضعيفة وفقيرة أو زوج مظلوم.
وللوقوف على هذه الظواهر نجد ان اسبابها ترجع الى الازمات الاقتصادية .. الحروب العبثية .. البطالة .. التسيب .. الكساد .. الغلاء .. الفقر .. الجوع .. الحرمان .. العجز .. الغزو الثقافي .. القنوات الفضائية.. المسلسلات والافلام الاجنبية .. الحبوب .. السهر عند النت للفجر .. السحر.. غياب العدالة .. وقبل ذلك الجهل.
من المؤسف ان يتحول الاباء والامهات الى معول لهدم بيت الزوجية ، فبعض الازواج يعتقد ان زوجته مجرد خادمة لوالدته حتى بلغ به الامر الى تطليق زوجته لانها لم تقًدم لها القهوة أو الصبوح أو غسيل الملابس أو رفضت طلباً لها بمبرر وبدون مبرر ، وبعض الاباء يريد ان يدير نظام البيت بعقليته القديمة وان يفرض سيطرته وجبروته ، وبعض الزوجات تريد أن تستقل في شؤونها وقرارها في حدود العقل والبعض متعجرفة أو طائشة او قليلة بصر ، وبعض الازواج حالة عجيبة غريبة.
المهم نزووووجه :
مجنون قالوا .. زوجوه وبايهدأ.. مراهق .. قالوا .. اخطبوا له يمكن يعقل ويبطل اللوي والمهاوزة في شارع جمال وحدة وهائل والمقالح والتفرج على طيقان الجيران ..
مصاب بحالة نفسية قالو.. زوجوه والله ماله الا بنت فلان تشده .. شاب طايش بلا عمل قالو.. زوجوه يقرررر لا يفعل لنا فضيحة .. وفي النهاية الزواج مسؤولية والزوجة تحتاج أكل وشرب وملابس وشامبو وصابون والحقوق الشرعية.. والزوج حراااااف يناول زوجته .. ريعي لوما يشتري ابي .. ريعي لوما أقل لامي تشتري لش مع الطريق ، واسمع لك والصياح والنياح والبهذلة وتحنيب بنات الناس وطعفرة الازواج والجنان والكل بيمشي بالبركةوما بدي بدينا عليه!!؟
ثلاث مأسي هزت كياني ، الاولى عندما طلق أحد الزملاء زوجته بعد شهرين من زواجه بمرأة عفيفة ومحترمة لانها لم تقدم لوالدته قهوة البن وأجبرته على طلاق البنت رغم حملها بجمال.. واذا لم يطلق ستتبرا منه الى يوم القيمة وكانت الكارثة للاسرتين والحي وفتح نافذة للقيل والقال .
والثانية لقد هز كياني مشهد مأساوي شاهدت قبل فترة في فيديو لجنازة ميت وخلال عملية التشييع كانت امرأة تسير خلف الجنازة والمشيعين وما ان وصلوا الى المقبرة وبدأت عملية الدفن صاح احد المشيعين " سامحووو الميت " ، والناس تردد الله يسامحه ، وفجأة صرررررخت أأأأخت الميت بصوت أوله في الارض وآخره في السماء وقالت " الله لا ابراه ولا سامحة .. فصعق الحاضرين .. وقالت المرأة المظلومة بمرارة وحقد بلا حدود .. هذا أخي أحرمني من ميراثي الشرعي .. الله يحرم على جسده ريح الجنة .. اللقاء بيني وبينه بين يدي الله..
صوتها وصراخها للميت كانت بمثابة الصاعقة القاتلة التي أخشى على نفسي وكل رجل وامرأة من الطمع والجشع والظلم والامتثال لشرع الله والحفاظ على الاسرة ، فكانت فضيحة بجلاجل وكم من الطغاة والجهلاء ظلموا زوجاتهم وبناتهم واخواتهم وابنائهم؟.
وفي مشهد مأساوي آخر ، أخ كبير مؤتمن على ميراث خواته الاربع ، خلف والدة تركة واراضي وعقارات ، وعندما مرضت أخته بمرض السرطان واسعفت الى القاهرة لم يعطي ميراثها ولا جزء منه ، لا من المال ولا الاراضي ولا البيوت وبالتالي اسعفها زوجها البسيط وأقترض مال وبعد غرامة كبيرة عادوا الي اليمن .. وهبت كل الاسرة والجيران تزور المريضة والاخ الاكبر ، قاطعها ولم يزرها حتى بعد عودتها لم يقل برنة تلفون الحمدلله على السلامة لانها طلبت جزء من نصيبها الشرعي لابارك الله له في صحته والتركة والمال الحرام.
وهكذا يتواصل مسلسل وسيناريو الجشع والطمه والاحتيال والنصب .. أب يحرم ابنته من الزواج حتى بلغت الخمسين عاماً دون ان يزوجها ويسترها خوفاً من انتقال ميراثها الى زوجها بعد حين ، ووالد يمنع أبنته من اكمال نصفه دينها بحجة عدم الكفاءة!!.
وزوج يقترض من زوجته الذهب بعد الزواج بثلاثة اربعة اشهر ويسافر الى السعودية للعمل وسجل طحس ، وآخر ينهب زوجته ويذهب الى السعودية ويذوب مثل الملح ، وتركها حُبلى معلقة وبدون صرفة ، وزوج يتزوج على زوجته بذهبها واموالها!!؟..
ورجل يترك زوجته واولاده فقراء يتكففون الجيران والاطفال مشردين في الشوارع ويذهب الى مدينة يمنية اخرى سنين ليتابع قضية ابن عمه في المحكمة ، فلا هو الذي انتصر لابن عمه ولا هو الذي حافظ على زوجته واولاده من الفقر والجوع والتشرد والانحراف.
وأغرب من ذلك ان احد المحامييين طعن في شرعية اخية من زوجة ثانية ، خوفاً من ان يرث الطفل من والده مستقبلاً ويقاسم المحامي واستغل علاقاته ، ومواطن آخر يقتل أخية أو اخته من اجل السيطرة على التركة والبعض تحت دواعي الشرف ، ولو فتحت المحاكم والنيابات والبحث الجنائي المستور لاصبنا بالدهشة والذهول والصدمة والرعب ، وخلواااا الطبق مستوووور وكل واحد يتقي الله في والديه وزوجته وابنائه وبناته وأخواته واسرته وأقربائه وجيرانه ووطنه..
فالنهاية خرقة بيضاء وحفرة موحشة واما الناس تردد رحمة الله عليه او لعنة الله عليه ، ، ويوم الحساب لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .. نسأل الله الستر .
[email protected]