shopify site analytics
ذمار تفقد اداء مكتب الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة - السعودية تُحبط مخططًا إماراتيًا جديدًا شرقي اليمن - الانتقالي يُقِرُّ بسحب قواته من حضرموت والمهرة - وفد السعودية والإمارات يغادر عدن - ارتفاع عدد ضحايا الإبادة الإسرائيلية في غزة إلى 70 ألفا و654 شهيدا - هل تحول التنافس بين الرياض وابوظبي في اليمن الى صراع مباشر ..! - تدشين مشروع صيانة خطوط شبكة الصرف الصحي بمدينة البيضاء - تدشين بيع الأسماك بالميازين الالكترونية في محافظة الحديدة  - باجل في الحديدة.. طفرة تنموية زراعية وصناعية غير مسبوقة - مجلس السلام خطر على الدوام /2من2 -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - (باحث في العلاقات الدولية وتحولات الحرب الحديثة)

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، أظهرت ساحة المعركة تحولات جوهرية

الثلاثاء, 03-يونيو-2025
صنعاء نيوز/بقلم: يوسف النهري -
الذكاء الاصطناعي وتحوّل ميدان الحرب: قراءة موضوعية في الصراع الروسي الأوكراني


(باحث في العلاقات الدولية وتحولات الحرب الحديثة)

منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، أظهرت ساحة المعركة تحولات جوهرية تتجاوز الصراع التقليدي على الأرض. فقد أصبحت هذه الحرب ــ ربما لأول مرة بهذا العمق ــ نموذجًا حيًا لتداخل التكنولوجيا المتقدمة، لا سيما الذكاء الاصطناعي، مع العمليات العسكرية، بما يعكس بداية مرحلة جديدة في طبيعة الحروب.

لكن السؤال الذي يُطرح بجدية اليوم: هل تملك روسيا الإمكانيات الكافية لمواجهة خصم يتلقى دعماً غربياً متطوراً يدمج الذكاء الصناعي في بنيته القتالية؟ للإجابة على ذلك، نحتاج إلى مقاربة موضوعية تزن عناصر القوة والضعف من الطرفين دون تبسيط.

التكنولوجيا: من دعم تكتيكي إلى فاعل استراتيجي

أوكرانيا، بدعم مباشر من دول غربية كبرى، لا تخوض المعركة فقط بجنود ومعدات تقليدية، بل تعتمد على نظام قتالي ذكي ومترابط يشمل:

استخدام الأقمار الصناعية التجارية والعسكرية لجمع المعلومات اللحظية.

تشغيل مسيّرات هجومية واستطلاعية موجهة بذكاء اصطناعي ورؤية حاسوبية.

تحليل البيانات الكبيرة باستخدام خوارزميات للتمييز بين أهداف مدنية وعسكرية.

ربط الأنظمة الميدانية بشبكات قيادة وتحكم رقمية مدعومة بخوادم متقدمة.
هذا النمط من الحرب، الذي يمكن تسميته بـ"الحرب الشبكية الذكية"، يمنح الطرف الأوكراني أفضليات في الدقة، السرعة، والقدرة على اتخاذ القرار، حتى لو لم يمتلك الكتلة العسكرية ذاتها التي تملكها روسيا.

روسيا: قوة تقليدية تواجه حداثة ميدانية

من جهتها، تحتفظ روسيا بقدرات عسكرية ضخمة تشمل:

ترسانة صاروخية استراتيجية وتكتيكية.

دفاعات جوية متقدمة (مثل S-400).

خبرة واسعة في الحرب الإلكترونية.

قاعدة صناعية عسكرية ذات استقلال نسبي.

لكنها تواجه تحديات حقيقية أمام التكنولوجيا الغربية المتقدمة، من أبرزها:

محدودية الوصول إلى الشرائح الدقيقة (semiconductors) بسبب العقوبات، ما يؤثر على تطوير أسلحة ذكية محلية.

بطء في دمج الأنظمة القتالية التقليدية بالذكاء الاصطناعي.

اعتماد أكبر على القوة النارية لتعويض الفجوة في الدقة والسرعة المعلوماتية.

ومع أن روسيا قامت بتطوير بعض المسيّرات ونظم الذكاء الاصطناعي بمساعدة دول مثل إيران والصين، فإنها لم تصل بعد إلى مستوى التكامل الشبكي الكامل بين "المعلومة" و"القرار" الذي يشكل قلب الحروب الحديثة.

الذكاء الاصطناعي: أداة أم فاعل مستقل؟

المسألة لا تتعلق فقط بالتكنولوجيا كأداة، بل بتغيّر العقل العسكري نفسه. فاليوم، أصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على:

اتخاذ قرارات هجومية تلقائية (ضمن ضوابط).

تحليل سلوك الخصم وتوقع تحركاته.

تحديد أولويات الضرب وفق اعتبارات تكتيكية وسياسية.
وهنا يُطرح سؤال أخلاقي واستراتيجي بالغ الحساسية:
هل سنقبل بحرب تُدار جزئياً دون تدخل بشري مباشر؟ ومن يتحمل مسؤولية القرار إذا ارتكبت آلة ذكية خطأ قاتلاً؟
هذه الأسئلة لا تخص أوكرانيا وروسيا فحسب، بل تتعلق بمستقبل الحرب على مستوى العالم.

هل يمكن لروسيا مجاراة هذا النمط من الحرب؟

الإجابة المعقولة ليست "نعم" أو "لا"، بل تتوقف على عاملين:

1. قدرة روسيا على تطوير بنية معرفية وتقنية موازية تدمج الذكاء الاصطناعي في عملياتها بشكل أعمق وأشمل.
2. مدى استعداد روسيا لتحويل نموذجها العسكري من "الردع بالنار" إلى "التفاعل الشبكي"، وهو ما يتطلب إصلاحات في نمط القيادة والتنسيق الميداني.

روسيا قد لا تمتلك التفوق في المجال الذكي حتى اللحظة، لكنها تحتفظ بعوامل قوة تُمكّنها من امتصاص الصدمات، وابتكار تكتيكات تعويضية كالتشويش، أو الهجوم السيبراني، أو الاستنزاف الميداني.


الخلاصة: مَن ينتصر في حرب الذكاء؟
هذه الحرب لا تحسمها فقط القوة التدميرية، بل أيضًا القدرة على التكيّف مع بيئة الحرب الجديدة.
قد تنجح روسيا في فرض سيطرة جغرافية، وقد تصمد أوكرانيا عبر الدعم الغربي والذكاء الاصطناعي، لكن الحقيقة الأهم هي:

> المعركة الآن لم تعد فقط حول من يملك السلاح، بل حول من يفهم كيف تُدار الحرب الحديثة... ومن يُجيد اللعب بقوانين الذكاء الاصطناعي.
وفي هذه المعادلة، ما زال المستقبل مفتوحًا على جميع الاحتمالات.

منقووول
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)