صنعاء نيوز/عمر دغوغي -


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
[email protected]
https://web.facebook.com/dghoughiomar1

الشباب هم نبض الأمة وروحها المتجددة، وهم الركيزة الأساسية لبناء مستقبل أي بلد.
في المغرب، يشكل الشباب نسبة كبيرة من المجتمع، مما يجعلهم قوة دافعة قادرة على إحداث التغيير المنشود في شتى المجالات.
لكن السؤال المطروح: كيف يمكن أن يساهم الشباب في بناء مغرب المستقبل؟ وما هي الأدوار التي يمكن أن يلعبوها في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الوطن؟
يمثل الشباب المغربي ما يقارب نصف عدد السكان.
هذه الفئة تتميز بالحيوية، بالمرونة، وبالقدرة على التكيف مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية.
إذا ما تم استثمار طاقاتهم بشكل إيجابي، يمكنهم أن يكونوا فاعلين رئيسيين في تحقيق التنمية المستدامة.
أدوار الشباب في بناء مغرب المستقبل
الإبداع والابتكار
الشباب هم أكثر الفئات قدرة على مواكبة التطور التكنولوجي وابتكار حلول جديدة لمشكلات المجتمع.
الريادة في المجتمع المدني
كثير من الشباب المغربي اليوم يقودون جمعيات ومنظمات غير حكومية تساهم في معالجة قضايا مثل التعليم، البيئة، حقوق الإنسان، الصحة.
هكذا يساهمون في نشر الوعي، تعزيز قيم المواطنة، وتقوية التضامن الاجتماعي.
المشاركة السياسية
رغم ضعف انخراط الشباب في السياسة، إلا أن مشاركتهم في اتخاذ القرار تبقى ضرورية.
عبر الانخراط في الأحزاب السياسية، المجالس المحلية، أو العمل كمستشارين شبان، يمكنهم التأثير على السياسات العامة.
المساهمة في التنمية الاقتصادية
باعتماد ثقافة العمل الحر والمبادرة الذاتية، يمكن للشباب خلق مشاريع مبتكرة تساهم في الحد من البطالة وتحريك عجلة الاقتصاد.
التكوين المهني العصري مهم لمواكبة حاجيات سوق الشغل.
التربية على القيم والمواطنة
بناء مغرب المستقبل يحتاج إلى شباب يحمل قيم النزاهة، الاستقامة، التضامن، والاحترام.
التربية على هذه القيم تبدأ من الأسرة، المدرسة، وتُعزز من خلال الإعلام والمجتمع المدني.
التحديات التي تواجه الشباب
رغم الإمكانات الهائلة التي يتمتع بها الشباب المغربي، إلا أنهم يواجهون مجموعة من التحديات:
ارتفاع نسبة البطالة خاصة بين حاملي الشهادات.
ضعف فرص التكوين الملائم لسوق الشغل.
نقص في الآليات الحقيقية لتمكينهم من المشاركة السياسية.
صعوبات في ولوج عالم المقاولة والحصول على التمويل.
تحديات ثقافية مرتبطة بالتهميش أو قلة الثقة في قدراتهم.
ما الذي يحتاجه الشباب للقيام بدورهم؟
لبناء مغرب الغد، يحتاج الشباب إلى:
نظام تعليمي وتكويني حديث يواكب متطلبات الاقتصاد الوطني والعالمي
تشجيع ثقافة ريادة الأعمال من خلال تسهيلات قانونية ومالية
فضاءات للنقاش والحوار والانخراط في العمل المدني والسياسي
نماذج إيجابية تلهمهم وتؤمن بقدراتهم
مؤسسات تشجع على المشاركة الحقيقية للشباب في صناعة القرار
الشباب ليسوا مستقبل المغرب فحسب، بل هم حاضره أيضًا.
الرهان عليهم هو رهان رابح، شريطة أن نوفر لهم البيئة الملائمة للتعلم، الإبداع، والمساهمة الفعالة.
إن بناء مغرب المستقبل يحتاج إلى شباب طموح، واعٍ، وقادر على تحويل التحديات إلى فرص.
فهل نحن مستعدون أن نثق في شبابنا ونمنحهم المكانة التي يستحقونها؟