shopify site analytics
أمريكا تفرض حزمة عقوبات جديدة على إيران هي الأكبر منذ 2018 - النشرة المسائية لوسائل الإعلام العبري لنهار الاربعاء الموافق 30  يوليو2025           - عقد فينيسيوس.. النهاية بيد بيريز! - وقائع لا بد منها !!! - الاستيطان والحصار والتجويع جرائم لا يمكن السكوت عليها - ‏بلاد ما بعد النهرين - جريمة صادمة في جيزان.. الجيش السعودي يعذّب 7 يمنيين حتى الموت - سبع هزات أرضية تضرب البحر الأحمر بقوة تصل إلى 4.5 ريختر - مؤسسة البصر العالمية تقدم خدمات طبية متكاملة لنزلاء إصلاحية إب - جامعة ذمار تعقد مجلسها الثاني للعام الجامعي 1447هـ وتقر حزمة من القرارات -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - يعيش العراق منذ عام 2003 حالةً من التعقيد السياسي في تعامله مع القوى الإقليمية والدولية، حيث يجد نفسه واقفاً بين المطرقة والسندان

الأحد, 15-يونيو-2025
صنعاء نيوز/محمد النصراوي -





يعيش العراق منذ عام 2003 حالةً من التعقيد السياسي في تعامله مع القوى الإقليمية والدولية، حيث يجد نفسه واقفاً بين المطرقة والسندان، محاولاً الحفاظ على سيادته ومصالحه وسط صراع النفوذ بين قوىً كبرى، على رأسها الولايات المتحدة وإيران، بالإضافة إلى تأثيراتٍ دوليةٍ أخرى كروسيا والصين، وتوازناتٍ إقليمية تشمل تركيا ودول الخليج.
السياسة الخارجية العراقية تسير على حبلٍ مشدود، إذ يحاول صانع القرار في بغداد أن يمسك العصا من الوسط، متجنباً الانحياز الصريح لأيٍ من المحاور المتصارعة، لا سيما بين طهران وواشنطن، فبينما يرتبط العراق بعلاقاتٍ دينيةٍ وتاريخيةٍ وسياسيةٍ عميقةٍ مع إيران، يعتمد في الوقت ذاته على الدعم الأميركي في مجالاتٍ عدة، أبرزها الأمن والاقتصاد ومكافحة الإرهاب.
لكن هذا التوازن الهش لا يخلو من تحديات، إذ تتعرض الحكومة العراقية لضغوطٍ كبيرة من أطرافٍ داخليةٍ وخارجية تدفعها باتجاهاتٍ متضادة، فالفصائل المسلحة المقربة من إيران تمارس نفوذاً سياسياً وأمنياً يتقاطع مع المصالح الأميركية، في حين لا تخفي واشنطن امتعاضها من تعاظم النفوذ الإيراني داخل العراق، ما يضع بغداد في موقعٍ صعب يتطلب حنكةً عالية في إدارة الملفات الخارجية.
كما أن تركيا، من جانبها، تدخل على خط الصراع الإقليمي من خلال تدخلها العسكري المستمر في شمال العراق، بذريعة محاربة حزب العمال الكردستاني، وهو ما يشكل خرقاً لسيادة العراق ويضعه أمام معادلةٍ معقدةٍ أخرى، في ظل ضعف الرد الدولي وانقسام الموقف الداخلي.
وعلى مستوى العلاقة مع دول الخليج، تحاول بغداد تعزيز علاقاتها الاقتصادية والسياسية، لا سيما مع السعودية والإمارات، من أجل تقليل الاعتماد على طهران وتنويع الشراكات الإقليمية، غير أن هذا المسار يواجه بانتقاداتٍ من بعض الأطراف العراقية التي ترى في هذا التقارب "تحولاً في الهوية" أو "تنازلاً سياسياً".
إزاء كل ذلك، تبدو حاجة العراق ماسة إلى رؤيةٍ وطنيةٍ واضحة في السياسة الخارجية، قائمةً على مبدأ "العراق أولاً"، بحيث يتم بناء شراكاتٍ متوازنة تحفظ مصالح البلاد وتجنبها الوقوع في فخ الصراعات الإقليمية والدولية، وذلك عبر تفعيل الدبلوماسية الفاعلة، واستثمار موقع العراق الجغرافي كبوابةٍ للربط بين آسيا وأوروبا، بدلاً من أن يكون ساحة لصراع الآخرين.
العراق اليوم ليس مجرد لاعبٍ صغير في ساحة النزاعات، بل يمكنه أن يكون محور توازنٍ واستقرار إن أحسن توظيف موقعه وثرواته وقراره السياسي، فدوره لا ينبغي أن يُختزل بردود الأفعال، بل في رسم المبادرات وصناعة التوازنات، وعبر سياسةٍ خارجيةٍ متزنة، يمكن للعراق أن يتحول من ساحة صراعٍ إلى نقطة التقاء، تحفظ مصالحه وتعزز مكانته الإقليمية.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)