صنعاء نيوز/د. صلاح الصافي -
لم تكن الضربات الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية مفاجئة، اتفق الجميع على أنها قادمة وبأسرع ما يمكن، إلا أنهم اختلفوا على توقيتها، بين أن تقع اليوم أو بعد انتهاء اللقاء بين الوفدين المفاوضين الأمريكي والإيراني في سلطنة عُمان يوم الأحد حتى أن أحد الأصدقاء الإيرانيين وكنت اتواصل معه ليلة الضربة وقد أخبرني أن الضربة الإسرائيلية إلى إيران ستكون الليلة.
رغم التحذيرات والتوقعات، إلا أن المفاجئ فعلاً هو تصرف المسؤولين الإيرانيين، فهؤلاء ورغم الخبرات الواسعة التي يمتلكونها في "العمل السري" وإدارة الحروب في عدد من الدول العربية، إلا أنهم عاشوا وكأن "الدنيا بخير" على ما يقول أخوتنا المصريين، فلا تجهزوا للضربات، ولا اختفوا بعيداً عن أعين المترصدين الخارجيين والداخليين، ولا تحضروا ليتمكنوا من التصدي للهجمات، فيما أوضحت تسريبات إسرائيلية أن أجهزة المخابرات نجحت بالقيام بعمليات اغتيال خاصة مستخدمة طائرات مسيرة وصواريخ دقيقة أطلقتها فرق من داخل إيران خلال وقوع الغارات.
بعد هذه الضربة الموجعة التي تلقتها ايران كان الجميع ينظر كيف سيكون الرد الإيراني ولم يمر أكثر من 10 ساعات استعادت ايران توازنها وجاء الرد الإيراني بموجة صواريخ على تل ابيب والقدس وغيرها من المدن الإسرائيلية وهنا بدأت الحرب الحقيقية لأن الكثير من الصهاينة والمتصهينيين من العرب وغيرهم كانوا في شك بقدرة ايران بعد الضربة الموجعة وقتل القادة الإيرانيين وتدمير بعض البنى التحتية والاختراقات الاسرائيلية للداخل الإيراني من قبل الموساد حيث كان الرد الإيراني موجع أيضاً لإسرائيل ولم ترى إسرائيل مثل هذا الدمار من قبل والأهم من هذا تفعيل الدفاعات الجوية بعد تعطيلها في بداية الضربة وهذا التفعيل صعب على الطيارين الإسرائيليين القيام بمهامهم وبدأت الطائرات الإسرائيلية تتساقط وأهمها طائرة أف 35 المتطورة التي تم اسقاطها وهي دلالة على امتلاك ايران لدفاعات متطورة أما اليوم الثاني فكانت الصواريخ الإيرانية المستخدمة أكثر قوة وأكثر تطور بدلالة قوة التدمير التي اجتاح تل ابيب بل أكثر دقة فها هو معهد وايزمن يصاب بدقة بالغلة ليحال إلى ركام وميناء حيفا خرج من الخدمة تماماً وهو الشريان الحيوي للاقتصاد الإسرائيلي وغيره من المنشآت العسكرية والاقتصادية غير القتلى والجرحى الاسرائيليين وحجم الرعب الذي يعيشه المواطن الإسرائيلي وهو داخل الملاجئ.
السؤال الآن ونحن في بداية هذه الحرب أو في اليومين الأوليين منها من سيرفع الراية البيضاء؟، بنظرة إلى قدرات البلدين العسكرية والتحملية نرى أن الجغرافية الإيرانية أكبر من مساحة إسرائيل بحدود 75 مرة فإيران تتكون من مليون و600 كيلو متر مربع مقابل كل مساحة فلسطين المحتلة هي 20000 كيلو متر مربع وهذا قطعاً لصالح الأولى والأهم من هذا أن إسرائيل غير متعودة على حروب طويلة عكس ايران التي خاضت حرب لمدة 8 سنوات وإن المواطن الإيراني متجذر في أرضه خلاف المواطن الإسرائيلي الذي جُمع من الشتات وخياراته للهجرة مفتوحة وبناء على ما تقدم وفي حال عدم أخذ الحرب إلى منحى توسعي من خلال تدخل أمريكي ورد المنظمات المؤيدة إلى ايران واشعال المنطقة كلها ستكون نهاية الحرب ليست لصالح إسرائيل لأنها لم تستطيع تحقيق أهدافها وهذا يجعل ايران تخرج وهي محافظة على قوتها ومكانتها في المنطقة وعند ذاك فإن النشوة الإسرائيلية من انتصارها في غزة وسوريا وغيرها سوف تكون من الماضي وهذا ما يؤدي إلى متغيرات كثيرة في داخل إسرائيل أهما مصير القيادة الإسرائيلية وعلى رأسها نتنياهو وسوف يجد نفسه تحت قضبان السجون لما سببه من دمار لإسرائيل.
|