shopify site analytics
حادث مروع في نقيل سمارة يودي بحياة عدد من الضحايا ويصيب آخرين - مأساة في إب.. السيول تبتلع أحلام أربعة فتيان وتنهي حياتهم غرقاً - غوتيريش يحذر من تصعيد "أنصار الله" بهجمات جديدة في البحر الأحمر - من "لاجئ" إلى "مقيم".. حكومة الشرع تسلّم الفلسطينيين لإسرائيل إداريًا - حكومة الاحتلال العنصرية وجرائم هدم المنازل - خروج واسع بالعاصمة صنعاء في مسيرة "نصرة لغزة.. مسيراتنا مستمرة وعملياتنا متصاعدة" - النشرة المسائية لوسائل الإعلام العبري لنهار الجمعة الموافق 11  يوليو 2025 - مدربة المنتخب الروسي للسباحة الإيقاعية: تجاهل الأوكرانيات لنا خطوة مسيّسة - حادثة كأس العالم بمصر.. سباحة روسية تكشف كواليس الموقف الأوكراني - ترامب يمنع رئيس دولة عربية من إكمال كلمته: جدولنا مزدحم! (فيديو) -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
ذكرت في بحث سابق طبيعية العقلية الإنقلابية في نشأة وتكوين الإخوان المسلمين ضد الآخر(أنظمة الحكم) وحتى الإنقلاب ضد بعضهم كعادة بحكم سيطرة الجناح القطبي-العسكري

الخميس, 19-يونيو-2025
صنعاء نيوز/بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي* -



19 يونيو 2025م.

ذكرت في بحث سابق طبيعية العقلية الإنقلابية في نشأة وتكوين الإخوان المسلمين ضد الآخر(أنظمة الحكم) وحتى الإنقلاب ضد بعضهم كعادة بحكم سيطرة الجناح القطبي-العسكري على مقاليد التنظيم وفروعه, والتحكم برقاب الأعضاء والمنتسبين في مختلف البلدان العربية ومنها اليمن بتجربتها الغريبة والمريبة ألشاذة.

ومن البصمات الإنقلابية الخفية الداخلية بين رموز الجماعة واقعة مقتل المراقب العام لإخوان اليمن عبده محمد المخلافي في حادث مروري بذمار 1969م , ثم تعرض ياسين عبدالعزيز حسن بعد أقل من سنة واحدة فقط لواقعة مشابهة بانقلاب سيارته في نقيل سمارة - إب نجا منها بأعجوبة, يرجح وقوف تيار داخلي وراءها بحكم التنافس الشخصي والتوجهات الفكرية الخاصة.

وتختلط الإتهامات في الواقعتين بين من يرجعهما إلى صراع داخل التنظيم نفسه بين التيار الوهابي الموالي للسعودية وتيار آخر موالي لإخوان مصر.
ومن جهة ثانية يتهم الإخوان تدبير ذلك من خصومهم القوميين في أجهزة السلطة لما عرف عن الصراع المعلن بين الفريقين.

ويفسر الإنقلاب المعلن الذي قاده جناح الأمين العام ياسين عبدالعزيز-أليدومي- عبدالملك منصور-ألقميري لاحقاً عام 1979م ضد المراقب العام القطري الشيخ عبدالمجيد الزنداني بعض الدوافع الشخصية الإنتقامية السابقة بين تيار المرشد العام المصري و الوهابيين في تنظيم إخوان اليمن.

*ياسين وقميص تعز*

ولعل ما ظل غامضاً في واقعة الإنقلاب على الزنداني في حينه بدا أكثر جلاء الآن بعد تقصي العديد من المعطيات والدوافع الحقيقية للمنقلبين ورجحان كفتهم لجهة الإبتزاز المناطقي الذي مارسه الشيخ ياسين عبدالعزيز باسم تعز خلافاً لفرضية نأي أدبيات تنظيم الإخوان النظرية عن إثارة النعرات الإجتماعية الجاهلية ومزاعم الدعوة الفضفاضة إلى واحدية المسلمين, عدا خطورة ممارسة القيادة للمناطقية-الجهوية وتفريطها بوحدة التنظيم والجماعة لمصالح شخصية بحتة.

كان الشيخ عبدالمجيد الزنداني أبعد عن ترويض ومجاراة قيادة مركز الإخوان المصري.
إستغل جناح ياسين عبدالعزيز ولاءه المطلق لمحمود عزت مسؤول فرع اليمن للإستقواء بسلطات مكتب المرشد العام وإضعاف الشيخ عبدالمجيد الزنداني ألذي لم يكن يعلم بحجم التقارير السرية المكيفة المرفوعة ضده طوال سنوات من جهاز النظام الخاص ألذي يشرف عليه اليدومي ومساعده أحمد القميري.
واستغرب الزنداني اصطفاف عبدالملك منصور المقرب منه مع الطرف الآخر ألذي وعده بمنصب الأمين العام على ما يبدو.

وفضل مركز الإخوان التعامل مع شخصية ضعيفة مطواعة عكس ما عليه الزنداني ألذي اتهموه بإضرار طريقته الدعوية بالتنظيم وتعريض حياته وباقي القيادات للملاحقات الأمنية والمطالبة بتسليمه لجهات داخلية وخارجية(راجع: عبدالإله حيدر شائع - 12 أبريل 2006م - صحافة نت).

وملخص تهمة الزنداني(خطر على التنظيم ومطلوب أمنياً).
أما خطورة الرجل على التنظيم بنظر خصومه فبسبب لجؤ ياسين عبدالعزيز حسن للتلويح والتهديد بالورقة المناطقية وانشقاق وانفصال جناح تعز عن فرع اليمن وتحميل الزنداني وزر ذلك لما تمثله تعز بنظر الإخوان من ثقل اجتماعي وحاضنة كبيرة أكثر من مناطق اليمن الأخرى.

ذلك كفيل على الأقل ليس بإقناع قيادة المركز المصري بوجاهة مكر الماكرين على ظهر تعز بل وإغلاق صفحة الزنداني إلى الأبد برغم ما قدمه الرجل للتنظيم في استقطاب مناطق القبائل.

*ألزعيم الفعلي*

نجح محمد اليدومي(مراقب المراقب) بدهائه الشخصي في إبقاء خيوط لعبة القيادة والسيطرة بيده لجهة مبالغته في التعامل مع ياسين عبدالعزيز كملهم ومرجعية روحية يفزع إليه, ويغريه ضعف شخصيته وحاجته في الوقت ذاته لحماية أمثاله.
فقدم اليدومي نفسه كحارس أمين للمراقب الجديد ضد الزنداني وباقي المتطلعين ألذين اخترعهم لاحقاً أمثال عبدالملك منصور ليبقي خيوط اللعبة بيده.
وأفاد من خبرته الإستخباراتية-الأمنية في نسج وتصوير الجزئيات ونسج القصص والتأليف بينها لإبقاء رأس التنظيم تحت السيطرة.

وبحكم حجم كتلة تعز الكبير داخل التنظيم ألتي استل الرجل سيفها في مواجهة خصومه فقط صعد ياسين وليس لمؤهلات قيادية أو عبقرية استثنائية أو ركام مؤلفاته الإنشائية ألتي لا تقارن كلها بكتاب واحد لعبدالملك منصور(ألبغي والبغاة في الإسلام).

فكما وصفه صاحب كتاب نصيحة هو شخص(أرستقراطي) يقصد بها بيروقراطي(مكتبي) مكتظ بالتنظير وقراءة الكتب الروحانية وعالم السحر أكثر من علاقته بالواقع وحركية التنظيمات التي لا ينقصها منظرون.

وربما من ذلك تفاجأ ياسين بعد سنوات قليلة فقط بالمكانة الجماهيرية داخل التنظيم لصاحب ريمة الأمين العام عبدالملك منصور منتصف 1983م واستعان باليدومي المنقذ مجدداً لإزاحته كما فعلوا مع الشيخ الزنداني وأكثر, وبسلاح المناطقية المزري السابق نفسه وتلفيق تهم استخبارية يتقنوها كالعادة والدعوة إلى مقاطعته كخائن للتنظيم.
وكان الهدف هو تمكين جناح تعز أيضاً بتولي أحمد القميري الدائرة السياسية كما سيظهر لاحقاً في السياق.

تم الإنقلاب على الزنداني بطريقة بوليسية مدروسة, طالما أداروا التنظيم بها كجزء أصيل من أسلوب السيطرة والتحكم بالقيادات وإخضاعها قبل الأعضاء.
عكست الإتهامات الكبيرة الموجهة للرجل حجم مخاوف زملائه من رد فعله المحتمل ضدهم وقد خبروا طريقة ردود أفعاله الشخصية, وقد وصفه اليدومي بصاحب(ألمواكب والحراسات) للدلالة على رهانه على العنف, على عكس ياسين عبدالعزيز (ألمتصوف-ألزاهد) ألمتوطف بغيره ألذي أسلم له الزمام, ومارس زعامته الصورية بوصاية اليدومي ألمعترف به من القيادة الفعلية للنظام الخاص للإخوان.

*إستسلام الزنداني*

والمدرسة اليدومية الشهيرة في السحق التنظيمي نجحت ببوليسيتها في تطويق الزنداني دون سلاح, وربما أصابته بالرهاب هذه المرة وهو يعجز عن تبرئة نفسه, ولم ينطق بحرف واحد حتى, ربما من عنصر المباغتة غير المتوقع أيضاً وقد لجأوا علاوة على كل ذلك إلى أسلوب بوليسي بحسب أحد المقربين إنتهجته قيادات إخوان مصر بالضغط على عائلته وتطويق منزل إحدى زوجاته لإرغامه على الإذعان دون مقاومة.. وبطريقة قال عنها عبدالسلام مقبل المجيدي(يندى لها الجبين, وتعرف تداعياتها وتفاصيلها قيادة المؤتمر الشعبي العام والسلطة) ربما تلميحاً من الرجل أن ياسين عبدالعزيز واليدومي سعوا بذلك إلى إرضاء الرئيس صالح ألذي ربما كانت له تحفظات عديدة على زعيم إخوان اليمن المتهور ولكن ليس إلى درجة انتهاك زملائه حرمة مسكن عائلته غير المتوقع من جهاز تنظيم إسلامي.

والواضح وجود بصمة مصرية خالصة في سيناريو الإطاحة بالزنداني.
فمن جهة ظل محمود عزت مسؤول الفرع المباشر يتردد على اليمن منذ تلك الفترة أو يرسل غيره لمتابعة الفرع.

وليس من عادة اليمنيين إقحام النساء والعائلات أو المساومة بهن كرهائن أو للضغط إلا كونها طريقة إخوانية مصرية طالما ذكرها المنشقون عن الجماعة حصلت مع قياديين عندهم.
وبحسب فحوى الشيخ المجيدي ومؤلف كتاب نصيحة(ص99) إستعان الطرف الآخر بقيادة إخوان مصر للضغط على الشيخ الزنداني, فبعثوا لهم بالدكتور أحمد الملط المحسوب على مصطفى مشهور ومحمود عزت المسيطرين على النظام الخاص(العسكري-ألقطبي) ألمتحكم برقبة التنظيم, والذين يقررون إزاحة فلان وإبقاء فلان, وتربط الرجل علاقة خاصة بالطرف الآخر ألذي استماله بالهدايا في زيارات عديدة سابقة.

فقد الزنداني غطاء مركز الإخوان الخارجي وتخلى عنه زملاؤه في قيادة الداخل مع تهديدهم المبطن بتسليمه للسلطات, وربما بحوزتهم ضده أدلة ووثائق إدانة لا تترك له حتى خيار الدفاع عن نفسه عدا رد الفعل المعاكس, رغم ما عرف عنه من تهور واندفاع يحسب لها الآخرون.

*ألمهادنة مع صالح*

كانت طبيعة الشيخ عبدالمجيد الزنداني الشخصية المتصلبة تقف حجراً عثرة أمام تطلعات وطموحات زملائه الآخرين للقيادة وتمرير مشاريع وقرارات و سياسات ومنافع.
وبعد مرور عشر سنوات على ولاية الزنداني للجماعة ومجيء رئيس جديد للنظام(علي عبدالله صالح) إقتضت اللعبة الجديدة على ما يبدو غسل سمعة التنظيم من كل مثالبه السابقة ضد رؤساء الجمهورية والحكومات وإلقاء الحمولة كلها على ظهر الزنداني بمفرده, عدا أن انفراجة العلاقة بين الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر ألذراع القبلي للتنظيم والرئيس الجديد إقتضت التقرب لصاحب السلطة بذبح عظيم طالما استغلوا شخصيته المندفعة رأس حربة لهم ضد الرؤساء والحكومات والأوضاع السابقة من أوائل السبعينيات.

ولم تكن علاقة الشيخ الأحمر بالزنداني على ما يرام دائماً وقد أخذ نجم الأخير يسطع بين القبائل.

وفيما يبدو أنها كلمة السر كان الظاهر منها مبالغة إخوان اليمن في تمجيد الرئيس الجديد وإبداء ولاءهم اللامحدود له لتغيير الإنطباع السيء عنهم وعدم الثقة بهم من الرؤساء السابقين, فيما يخططون لما هو أبعد كما كشفت عملية انقلابهم اللاحقة بعد أربع سنوات عام 1983م على الأمين العام للتنظيم عبدالملك منصور حسن المصعبي ألذي قدم لأجهزة الدولة فيما بعد قائمة بكبار القادة العسكريين والمدنيين ألذين زرعهم إخوان اليمن داخل وحدات الجيش والأمن وجهاز الدولة المدني.

وبهذه الطريقة الماكرة يضيفون إلى مكاسبهم السابقة أضعاف ما حصلوا عليه.
وصدر قرار الرئيس علي عبدالله صالح بتعيين الشيخ عبدالمجيد الزنداني بعد الإطاحة به مندوب اليمن الرسمي في رابطة العالم الإسلامي بالسعودية ألذي أثرى من بعده بنسج علاقات ومكاسب مالية واسعة.
وجه النظام الخاص(ألجهاز العسكري المسيطر) مجلس شورى الجماعة بتعيين ياسين عبدالعزيز حسن القباطي في منصب المراقب العام وعبدالملك منصور حسن المصعبي الأمين العام إضافة إلى موقعه السابق كمسؤول سياسي ومالي.

*ألمقال القادم بإذن الله*

**إنقلاب الإخوان على عبدالملك منصور*
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)