shopify site analytics
مصيبة والله ..يا يمنية ! - جمعية الصرافين بصنعاء تصدر تعميماً هاماً لشركات ومنشآت الصرافة - تحذير رسمي من منتج أناناس تايلندي ملوث يهدد سلامة المستهلكين في اليمن - الفاو تدق ناقوس الخطر: اضطرابات مناخية تهدد الأمن الغذائي في اليمن - نزوح غير مسبوق للمستوطنين إلى قبرص.. - السلام الدائم وحل القضية الفلسطينية - منيغ يكتب: تلقت الضربة فأوقفت الرغبة - خطر شبكات الموساد في العراق - أمريكا لا تسمح لنا ان نكون - إيران: من الحرب إلى الانتفاضة، طريق الحرية -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - في هذا العالم لا يكفي أن تكون ضعيفاً كي تُستهدف، ولا يكفي أن تكون بريئاً كي تُغفَر خطاياك، إن لم تكن في صف المهيمن، فأنت العدو

الخميس, 26-يونيو-2025
صنعاء نيوز/محمد النصراوي -




في هذا العالم لا يكفي أن تكون ضعيفاً كي تُستهدف، ولا يكفي أن تكون بريئاً كي تُغفَر خطاياك، إن لم تكن في صف المهيمن، فأنت العدو، حتى لو كنتَ طفلاً ينقب في الرمل عن حجارة.
المنظومة لا تغفر لغير المنضبط، وأمريكا لا تريدك حياً إلا إذا كنتَ ميتاً من الداخل، هي لا تكرهك لأنك تملك سلاحاً بل لأنها تعرف أنك تحمل شيئاً لا تصنعه مصانعها ((الإرادة)).
هي لا تخشى عددك بل تخشى معنى وجودك، لأنك لم تُخلق في غرف الاجتماعات ولم تُبنى روحك في ورشة تصنيع النُخَب، بل نبتت من الأرض، من ترابها، من الحكايات القديمة التي لا تليق بها الترجمة.
أمريكا لا تريدك قوياً ولا تريدك حتى مهزوماً، تريدك مُفرغاً، تريدك أن تشكل دولةً بلا ذاكرة، صوتاً بلا موقف، تريدك أن تعتذر عن انتصارك وأن تخجل من دموعك وأن تعتقد أن البكاء ضعف وأن المقاومة جنون.
أمريكا لا تحكم بالسلاح فقط بل تحكم بالمفردات، هي التي تعرف لك "الإرهاب" وتُحدد لك معنى "الحرية" وتقرر متى يُصبح القاتل صانع سلام ومتى يتحول الضحية إلى خطر.
إن كنتَ من هذا الشرق، فهذا لا يكفي يجب أن تُعلن الطاعة، وإن أعلنت الطاعة فلن يُعفوك من التفتيش وإن تخليت عن كرامتك سيطلبون منك المزيد، سيطلبون أن تتنازل عن ذاكرتك، أن تغير اسمك، أن تشطب أسماء الشوارع، أن تُبدل الأبطال وأن تضع صورهم على جدرانك بدلاً من صور أحبابك.
هي أمريكا، التي دخلت أوطاننا بالدبابة ثم عادت إلينا عبر الشاشة، زرعت وكلاءها في الإعلام، في الجامعات، في الفن وفي المناهج الدراسية، جعلت القاتلَ نجماً والضحية تهمة والمقاومة ملفاً يجب إغلاقه.
أمريكا، التي تُشعل الحروب ثم تبيعك مشروعاً للإعمار، تدمر مستشفياتك ثم تمنحك منحة صحية، تضعك في السجن ثم تُرسل لك محامياً لتدافع عن نفسك ضمن قوانينها هي.
تريدك أن تنسى فلسطين، أن تَخفِتَ صوتك حين تسمع اسمها، أن تعتقد أن حبها رجعية وأن الدفاع عنها مضيعة وقت، تريدك أن تصدق أن "الواقع" أقوى من الدم وأن "المنطق" أقوى من الحنين وأن إسرائيل "حقيقةٌ لا بد من قبولها".
لكننا لا ننسى ولا نُعِدُ شهداءنا أرقاماً ولا نخاف من أن نقول لا، نحن الذين، حين نجوع "نزرع" وحين يُحاصَر الجسد "يتحرك القلب" نحفظ أغانينا القديمة ونتغنى بأسماء قُرانا التي هُجِرنا منها ونكتب أسماء شهدائنا على جدران المدارس لا لنُبكي التلاميذ، بل لنُذكرهم كيف تكون الحياة جديرةً بأن تُعاش بكرامة.
هم يخططون لمئة عام ونحن نُربي طفلاً يعرف اسمه جيداً ويعرف من عدوه ويعرف أن الكلمة قد تسبق الصاروخ وأن الدم إذا احترق من أجل قضية لا يُطفئه البحر.
لهذا، لا تسأل لماذا تكرهنا أمريكا بل اسأل لماذا نحب ما لا تستطيع أمريكا فهمه؟ الحب الذي لا يُشترى، العزاء الذي يتحول إلى وعد، الصوت الذي لا يخاف المنع، الدموع التي تلمع لا ضعفاً بل عهداً، اسأل عن الأم التي تبارك ابنها وهو يرحل، لا إلى السفر بل إلى القتال، عن الأب الذي يُقسم الخبز ولا يُقسم الكرامة، عن شعبٍ لا يموت لأنه لا يريد أن يعيش كما يريد له الغزاة.
في النهاية، نحن لا نكرههم لأننا نهوى الكراهية نحن نرفضهم لأننا نعرف أنفسنا ومن عرف نفسه لا يبيعها.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)