صنعاء نيوز/ بقلم/ احمد الشاوش -
الجمعة, 27-يونيو-2025
لسان حال المواطن اليمني يقول على مدار الساعة .. قهري على بلدي العزيز الذي تآمرت عليه المنخنقة والمتردية والنطيحة من النُخب السياسية الفاسدة والاحزاب الساقطة ومراكز القوى العابثة وابنائه الجهلة وغلاته وجبابرته الذين دمروه ومزقوه مع سبق الاصرار والترصد .. وشطروه .. وفككوه .. وحولوه الى وطن غريب ويمن عجيب وساحة صراع دموي فضيعة ومرعبة خدمة لاجندات بعض المشاريع المحلية المأزومة والدول الاقليمية الطامعة والدول الغربية المهيمنة.
ياخوفي على وطني العزيز .. وياناري على شعب عزيز تم اذلاله وتركيعه من حكام ورموز ، ومسؤولين ومشايخ ، وأولاد عصاه واحفاد جاحدين وحاقدين وناكرين لجميل هذا الوطن اليمني العظيم والبلدة الطيبة التي أحتضنت جميع ابنائها تحت سقفه الآمن.
يتسابق القادة والعقلاء والحكماء والنُخب والاحزاب و التيارات والمذاهب السياسية والفكرية في العالم .. على بناء وتنمية بلدانهم واعمار أوطانهم..
يتنافسون في تقديم الخطط والبرامج والمشاريع والخدمات العصرية من بنى تحتيه ومدن سكنية وشبكة كهرباء وصرف صحي وطرقات وجسور وكباري ومطارات واتصالات وانترنت وجامعات ومعاهد وتعليم ومستشقيات ومراكز ابحاث علمية وملاعب رياضية ومدن ترفيهيه وتأمين صحي وضمان أجتماعي وفرص عمل وقضاء على البطالة وتحسين معيشة المواطن وربطه بوطنه وهويته وشعبه وازدهار بلاده..
كما ان العالم المتقدم والمتحضر وبعض دول العالم الثالث يتفاخر بوطنه ويحط بلده في قلبه ونصب عينيه ويدافع عنها وقت الازمات والمؤامرات وفقاً للدستور والقانون والعقد الاجتماعي .. بينما الكثير من القيادات والمسؤولين والنُخب والاحزاب والمواطنين اليمنيين يسيئون الى وطنهم ..
يتآمرون عليه .. يحطمون امنه واستقراره وسكينته وحقوق واحلام شعبه عبر الترهيب والترغيب ونشر الاخبار الملفقة والشائعات والتضليل ، كما يدمرون منجزاته وينهبون ثرواته ويؤجرون ويرهنون مواقعه الاستراتيجية مقابل ثمن بخس.
شعوب العالم تقدس بلدنهم وتحترم أو طانهم وتحافظ على قوانينه ونظامه وثرواته وتقاليده واعرافه وعشق جباله وبحاره ووديانه وسهولة ومؤسساته وتراثه ومتاحفه ومبانيه العتيقة والتاريخية ..
بينما نحن اليمنيون حكام وقادة ومواطنين نعشق الفوضى والفتن والفضايح وندمر الجمال ونتنكر للقوانين والانظمة نتيجة لثقافة الحقد والفجور والكراهية والتضليل والمناطقية التي رضعها الكثير من حليب النُخب الفاسدة ومياه الاحزاب الساقطة وفيتامينات الموروث الثقافي المسموم وسياسة التجهيل تحت عناوين مضللة ، الا ما ندر.
ماذا جرى وماذا يجري في اليمن ، منذ نكبة الربيع " العبري " في العام 2011م ، وحتى لحظة كتابة هذه الحروف ؟ ، هل وصل بناء الحقد والفجور والكراهية والسقوط والارتهان والتبعية و العمالة والارتزاق والمصالح الشخصية والحقارة والتطاول والدمار والدماء والسقوط الاخلاقي والديني والانساني والمقامرة بوطن وشعب يمني عزيز الى هذه الحالة المرضية والوباء النادر والدرجة القاتلة؟
والحقيقة التي لاجدال فيها انه عندما أسقطت النُخب السياسية والاحزاب العفنة القيم الاخلاقية الفاضلة والرصيد الانساني من قيم الصدق والامانة والنخوة والتكافل والاحترام والاخلاق والوفاء والنظام والقانون .. حلت منظومة الفوضى الخلاقة وكتائب النفاق ومعاول الدمار وسفاكي الدماء وفرق القتل والاغتيالات في كل مكان من أرض السعيدة وأنتشرت ثقافة الخيانة والارتزاق والتبعية وبيع الوطن والشعب بالملاليم للقوى المتربصة.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم .. متى سنكون معشر اليمنيين حكاماً ومحكومين في الشمال والجنوب والشرق والغرب قدوة مثل شعوب العالم ، نحترم أنفسنا وبلدنا وشعبنا.. ونلتزم بالدستور والقانون واللوائح والنظام .. ونحتكم الى العقل والحكمة والمنطق والكفاءة والمعايير الدينية والاخلاقية والانسانية؟.
والسؤال الاغرب في الوطن الغريب .. لماذا النُخب والاحزاب اليمنية والمسؤول والمهندس والطبيب والقاضي والجندي والدكتور والاكاديمي والمتعلم يتحول فجأة وبقدرة قادر الى مزايد وانتهازي وتابع وجشع وبياع قلعة ومراوغ ومحتال وناقم ومنتظر كالذئب أقرب فرصة للانتقام السياسي ؟.
أخيراً .. علينا أن نتعلم الدروس من شعوب العالم .. ان الوطن مقدس .. وأن العدالة والمساوة بين أبنا الوطن الواحد من باب اولى .. وأن العقل الحر هو اساس التفكير والتخطيط والتنمية والبناء والازدهار .. وان الشعوب المتعلمة والمثقفة والحرة التي تحصل على حقوقها القانونية هي الدرع الحصين للجبهة الداخلية والبنيان المرصوص..
وان القائد الحكيم والانسان " القدوة" هو صانع التحولات وربان السفينة الماهر في الابحار بسفينة اليمن الى شاطئ الامان اذا حقق العدالة والمساواة بين أبناء شعبه ، رغم كل الزلازل والعواصف والزوابع.
[email protected]