صنعاء نيوز/بقلم/ احمد الشاوش -
الاثنين, 30-يونيو-2025
المشهد اليوم بعد 12 يوماً من الحرب الايرانية - الاسرائيلية - الامريكية ، البشعة والدمار الرهيب الذي لحق بالجمهورية الاسلامية الايرانية وضرب وتعطيل أنظمة الدفاع الجوي وأغتيال وتصفيات كبار القادة الايرانين من الصف الاول والثاني ، وأغتيال نحو 19 عالماً نووياً ، وتدمير المواقع النووية الايرانية "نطنز وفوردو واصفها" ، وقصف مخازن وعربات الاسلحة الباليستية ومحطات الغاز والكهرباء والبُنية التحتية واشتغال نحو 12 ألف من عملاء الموساد في إيران بكل اريحية في أكبر عملية اغتيال وتجسس وتنفيذ مهمات عبر العالم احدثت هزة في النظام الايراني بسبب عنصر المفاجئة وعملية التخدير والتضليل الذي قادها الرئيس الامريكي دونالد ترامب للقيادة الايرانية بطعم ومصيدة بالمحادثات الدبلوماسية في سلطنة عمان وغيرها ومن ثم الضربات التي دمرت الكثير من قدرات طهران.
كما أن أمتصاص إيران للصدمة الكبيرة والضربات الموجعة مكنها من تفعيل استراتيجية الصبر وعملية الثأر وضرب وامطار دولة الاحتلال الاسرائيلي بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي احدثت زلزالاً مدمراً ورعب فضيع في تل ابيب وحيفاء وبات يات وخزانات ومصافي النفط ، ومراكز ابحاث ومؤسسات استخبارية ومباني عملاقة ومواقع عسكرية ومطارات حولت الحياة في اسرائيل الى جحيم وعطلت عجلة الاقتصاد والسياحة والتصنيع وألحقت بالكيان الصهيوني خسائر مالية وبشرية فادحة والبقاء الاجباري في الملاجئ والهجرة الى دول أخرى ، كون المجتمع الاسرائيلي مجمع مثل الالكترونيات ومدني ولم يعاني من العقوبات ولا يحتمل أشهر او سنوات من خوض الحرب ، حيث ماتزال ذاكرة هزيمة حرب 1973م والسابع من اكتوبر في قلب ونفس كل اسرائيلي ، وهو ما أجبر نتنياهو وقيادته المتطرفة الى طلب النجدة من الرئيس الامريكي وأمير قطر للتدخل على خط الازمة والوساطة للتوصل الى اتفاق يقضي بوقف اطلاق النار.
في تصوري أن العدوان على إيران وتصفية القيادات الايرانية " المتشددة " أو الحرس القديم ، ومحاولة التخلص منها كما صرح الرئيس الامريكي دونالد ترامب خلال حرب الـ 12 يوم ، برؤية إسقاط النظام الايراني ، والتخلص من البرنامج النووي والاسلحة الباليستية واغتيال نحو 19 عالماً نووياً ، هو تقليم لاظافر الحرس الثوري الايراني ،وانهاء سيطرته على مفاصل الدولة الاستراتيجية وتجريدة من القوة العسكرية والتهيئة لقيادة " ااااصلاحية" جديدة أكثر مرونة وتدور في الفلك الامريكي وتسعى الى توطيد العلاقة والتعاون مع إسرائيل ، لاسيما بعد ان اسست امريكا وبريطانيا واسرائيل جيش من الطابور الخامس في إيران وفرق اغتيالات منذ عقود أشبه بمهام التدخل السريع .
كما ان المشهد اليوم بات أكثر وضوحاً من أن إيران وامريكا الداعم بلا حدود لاسرائيل ستجلسان على طاولة الحوار ، لانجاز اتفاق صفر تخصيب يورانيوم وانهاء وتدمير برنامج الصواريخ الباليستية والطيران المسير والاكتفاء بالبرنامج النووي السلمي مستقبلاً في عملية سياسية ودبلوماسية تحت قناع السلام لاحتواء إيران واسناد قيادات اصلاحية وديمراطية جديدة وعملاء والاطاحة بالقيادات المتشددة ، لان المرحلة تقتضي ذلك وفقاً للسيناريو الامريكي " شرق اوسط جديد وأضعف من خيوط العنكبوت " تقوده إسرائيل الذراع الكبير للولايات المتحدة والغرب ، ومن ثم اعادة الاعمار وتحسين معيشة المواطن الايراني نوعياً كما حصل في سوريا ليبارك رياح التغيير ، مع بقاء إيران فزاعة لدول الخليج لمواصلة الابتزاز.
اليمن ورياح السلام :
يبدو ان رياح وسفينة السلام في اليمن ماتزال بعيدة نظراً للواقع الغريب والمشهد الضبابي والرؤية السياسية القاتمة ، والملاحظ ان قضية اليمن في آخر اهتمام الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والسعودية والامارات وإيران وسلطنة عمان ، بعد ان حولو الوطن الى خنادق وبنادق وساحة حرب وتصفية حسابات وبورصة للمقامرة بالسيادة والثروات ، وان الاخوة الاعداء وتجار الحروب وحكومات الامر الواقع في صنعاء وعدن ومارب والمخاء وتعز وغيرها من المدن اليمنية في اليمن مقيدين بخطوط الطول والعرض السياسية و لا يملكون أي ارادة حررررة ولا رؤية وطنية صادقة ولا شجاعة ولا قرار في عقد حوار وطني شامل لكل المكونات والتيارات والمشارب والاطياف السياسية ، والدليل على ذلك ان كل فرقاء السياسة ومفاوضيها منذ بداية الازمة في سلطنة عُمان وجنيف ودولة الكويت وغيرها عقدوا محادثات ومفاوضات متواصلة بوجود اكثر من مبعوث اممي ودولي وكل ما توصلوا الى اتفاق على الكثير من نقاط التسوية السياسية والتوصل الى السلام وعودة الدماء الى الشعب اليمني ، تم التنصل من تلك المفاوضات بأتصال تلفوني او رسائل نصية خبيثة من هنا وهناك من قبل بعض الاطراف المهيمنة لافشال السلام وتصفير المحادثات والرجوع الى نقطة الصفر ، او خوفاُ على مناصبهم ومصالحهم والثروات التي جنوها خلال عقد من الزمن .
ورغم تلك الاجندات والتدخلات المشبوهة والمصالح المتضاربة مازال الشعب اليمني يأمل في توحيد الصفوف لاسيما بعد الحرب الاسرائيلية - الايرانية - الامريكية وانعكاسات اتفاق وقف اطلاق النار والتسوية السياسية مستقبلاً وماجرى في غزة وحزب الله ولبنان وسوريا والعراق والهُدن اليمنية وما يجري لمحور المقاومة وفي ظل شرق أوسط جديد بالقوة خالي من اسلحة الدفاع والمقاومة باستثناء إسرائيل .
كما ان اعلان حركة انصار الله ،يوم الاربعاء الموافق 7 مايو 2025م ، التوصل الى إبرام اتفاق لوقف اطلاق النار بينها وبين الولايات المتحدة الامريكية بأستثناء إسرائيل ، قد ربما يُبشر بمقدمة لمفاوضات قادمة واحلال السلام ان صدقت نوايا امريكا وبريطانيا والسعودية والامارات وإيران وروسيا والصين ، مالم فأن اليمن على فوهة بركان وان اليمنيين لا مستقبل لهم سوى الفقر والجوع والمرض والموت ، ان لم تظهر قوى وطنية شريفة من بين الركام تقلب الطاولة على الجميع.
المؤتمر ..
والحقيقة ان قيادة المؤتمر الشعبي العام شاركت في أكثر من محطة عربية ودولية من منطلق وطني وقومي واسلامي بدئاً من سلطنة عُمان ومروراً بجنيف ودولة الكويت لاجراء حوارات ومحادثات ومفاوضات من أجل وقف الحرب بين ابناء الوطن الواحد ووضع نهاية لعدوان التحالف ومحاولة ارساء السلام والمطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تُمثل كل الطيف اليمني ، ورغم تلك الجهود الجبارة والمواقف السياسية والدبلوماسية وخبرة التفاوض ، إلا ان امريكا وبريطانيا والسعودية وإيران والامارات وسلطنة عمان وقطر ، كانت عقبة أمام السلام الذي يتعارض مع حساباتها وأجنداتها ومصالحها الاقليمية والدولية والشخصية.. ومازال المؤتمر الشعبي العام وقياداته وكوادرة الوطنية على أمل وثقة كبيرة في أن الحواااار هو الهدف النبيل للخروج من حالات التشتت والانقسام والصراع والدمار والدم والفقر ، لاعادة الاعمار وترميم النفوس وصيانة البيت اليمني الكبير رغم العواصف والزوابع والمنغصات الداخلية والخارجية.
[email protected]