صنعاء نيوز/ -
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
[email protected]
https://web.facebook.com/dghoughiomar1
في كل زاوية من المغرب، يمكنك أن تجد شابًا يحمل شهادة، طموحًا، وربما حلمًا كبيرًا لكنه في الواقع "عاطل". عاطل عن العمل؟ نعم. لكن السؤال الأعمق هو: هل أصبح أيضًا عاطلًا عن الأمل؟
هذا المقال لا يبحث فقط عن الأرقام، بل يغوص في نفسية الشاب المغربي، بين الواقع المُحبط، والرغبة في التغيير، والحلم الذي يُصارع من أجل البقاء.
الواقع: شباب مثقف بلا فرصة
أعداد الخريجين في تزايد، من الجامعات، المعاهد، والمدارس العليا شباب يملكون المؤهلات، ويتقنون اللغات، وبعضهم يحمل شهادات عليا لكنهم يصطدمون بجدار سميك اسمه:
نقص فرص الشغل
محدودية القطاعات المنتجة
غياب العدالة في التوظيف
الزبونية والمحسوبية
متطلبات سوق العمل التي لا تتماشى مع التكوين
في هذه الظروف، يصبح "البطالة" أكثر من مجرد حالة اجتماعية إنها جرح داخلي يتسع بصمت.
هل الشاب المغربي فقد الأمل؟
هنا يُطرح السؤال الأصعب
هل الشاب المغربي فقد الأمل؟
الجواب ليس بسيطًا، لكنه يحمل وجهاً مزدوجًا
نعم، هناك من فقد الأمل
بعد سنوات من الانتظار، والمحاولات الفاشلة، يبدأ البعض في الانسحاب من المجتمع، أو الهجرة، أو الانغلاق، أو حتى الإدمان لأن الشعور بالتهميش يولّد الانكسار.
لكن هناك أيضًا من يتمرد
فئة أخرى من الشباب بدأت تخلق فرصها بنفسها: مشاريع صغيرة، مقاولات، عمل حر عبر الإنترنت، أو حتى محتوى رقمي. شباب آمنوا بأن الانتظار يقتل، والبدائل ممكنة.
بين العمل والأمل توجد الإرادة والتغيير
المشكل لا يكمن فقط في غياب العمل، بل في تراكم الخيبات
ولكي لا يتحول العجز إلى "عادة"، يجب أن
نغيّر مناهج التكوين لتواكب سوق الشغل
نُعزز ثقافة المبادرة الذاتية عند الشباب
نحارب المحسوبية والوساطة في التوظيف
نُعيد الثقة بين الدولة والشباب عبر إشراكهم فعليًا في القرارات
نفتح أبواب الدعم أمام كل من يحمل فكرة أو موهبة
الشاب المغربي ليس عاطلًا بالفطرة، ولا يفتقر إلى الذكاء أو الإرادة هو فقط ضحية نظام لا يمنحه ما يستحق، ولا يُشركه في القرار، ولا يسمعه كما يجب.
لكن ما دام هناك من ينهض كل صباح ويجرّب، ما دام هناك من يُبدع، من يُغامر، من لا يُسلّم روحه للإحباط فإن الأمل لا يموت.
فالبطالة قد تكون ظرفًا لكن فقدان الأمل هو قرار.
فلا تكن فقط عاطلًا عن العمل كن حيًّا بالأمل.