صنعاء نيوز/بقلم : سري القدوة -
الخميس 3 تموز / يوليو2025.
التصعيد في وتيرة جرائم الإبادة الجماعية والتجويع والتدمير التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، بما فيها المجازر البشعة التي أدت إلى استشهاد وإصابة مئات المواطنين تعد امتدادا لجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وان خطورة التصعيد في الاعتداءات الإسرائيلية والإرهاب المنظم الذي يمارسه المستعمرون المتطرفون في الضفة الغربية، من خلال اقتحام المدن وإقامة الحواجز العسكرية واستهداف مخيمات اللاجئين وتهجير عشرات الآلاف من المواطنين وتدمير المنازل والبنى التحتية فيها، فضلا عن الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى المبارك، ومنع الفلسطينيين من الوصول إليه، في انتهاك صارخ للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة .
الصور المؤلمة التي نشاهدها عن الواقع الإنساني في فلسطين، حيث أن آلاف العائلات تركت لمواجهة المجاعة بمفردها، وسط عدوان مستمر وحصار خانق، وانهيار شبه كامل في مقومات الحياة الأساسية، وان عشرات الأطفال فقدوا حياتهم بسبب الجوع والبرد في الأشهر الماضية، في مشهد لا يمكن تصديقه أو الصمت حياله، وأن ما يجري في غزة هو استخدام مقصود للجوع كسلاح لكسر إرادة الناس ودفعهم نحو الهجرة .
الأطفال في غزة يجبرون على النوم على وقائع القصف، ويحرمون من الغذاء والماء والدواء، بينما تمنع شاحنات المساعدات من دخول القطاع رغم وقوفها على بعد أمتار من الحدود، ويجب ان يكون هناك تحرك عربي عاجل لوقف استخدام الجوع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني، والعمل الفوري من اجل توفير الحماية للعائلات من الانهيار، ولا بد من ان يشكل ذلك أولوية وطنية ملحة في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة .
في الوقت الذي توفي فيه رضيعان في غزة هذا الأسبوع بسبب الجوع ونقص حليب الأطفال، تحذر الطواقم الطبية من كارثة وشيكة تهدد حياة ما لا يقل عن 580 رضيعًا، جلهم حديثو الولادة، يعانون من سوء تغذية حاد في ظل انهيار المنظومة الصحية واستمرار الحصار ومنع دخول حليب الأطفال، فليس من المعقول أن نشهد واحدة من أبشع المفارقات الإنسانية حيث يقف الحليب، البسيط والمعتاد، على الحاجز الحدودي في انتظار إذن عسكري من مجرمي الحرب الإسرائيليين حيث يرفضون دخول الحليب المخصص للأطفال ويعرضون حياتهم للموت دون أي واعز ضمير، بينما يتحدث رئيس وزراء الاحتلال سفاح غزة قاتل الأطفال عن ما يحو له بتسميته بأكثر جيش أخلاقي في العالم وان المشهد يتحدث عن نفسه فهم يستخدمون التجويع كسلاح لمحاربة أبناء الشعب الفلسطيني في سابقة هي الأولي في العالم ولم يشهدها العصر الحديث .
منذ أشهر تحذر المستشفيات القليلة التي ما زالت تعمل في غزة من نفاد الإمدادات الأساسية، بما فيها حليب الرضع ويؤكد أطباء في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة أن بعض الأطفال يغزون بماء الأرز أو الشاي المخفف كمحاولة يائسة لإبقائهم على قيد الحياة، بينما تعاني الأمهات من سوء تغذية حاد، لا حليب لديهن لإرضاع أطفالهن، والأطباء يقننون آخر ما تبقى من عبوات الحليب الصناعي، هناك رضع يتشاركون نفس العلبة على مدار أيام كما أفادت المنظمات الدولية العاملة في المجال الطبي .
وفي ظل ذلك يجب على المجتمع الدولي التحرك لوقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل، ورفع الحصار الإسرائيلي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كاف ودون عوائق إلى قطاع غزة، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني .
سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
[email protected]
سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح
http://www.alsbah.net