صنعاء نيوز/إيمان عبد الرحمن الدشتي -
وكيف لا نجيدهما! وقد ترعرعنا في كنف مجالس حوتهما، أمدّتنا بالوعي والبصيرة، وتغذينا منها التضحية والصمود والإباء! غير آبهين بسلطان جائر يمنع، ولا بسوط شيطان يقرع، أما الأطلال فهي ديار الأحبة، التي خلت من أعظم وأطهر وأبرّ خلق الله، فكيف لا نبكيها ونبكيهم؟!
نحمد الله أن جعلنا نوالي من شرّفهم وجعلهم سادة على الخلق أجمعين، فلم نرضَ بمن دونهم بدلا! ولن نبغي عنهم حِولا! وما دام فينا عِرقٌ ينبض؛ فنحن ساعون لإعادة الحق إلى نصابه!
إعادة الحق كانت مفتقرة لدماء طاهرة زكية، تسقي طريق الإصلاح في أمة الرسول الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم) وتنقذ البشرية جمعاء من الوحوش والكواسر الإنسية؛ فكانت دماء سيد شباب أهل الجنة (بأبي وأمي) وقوداً يستمدّ منه مِرجلُ النفوس المحترمة الطاقة لرفض الذلّ والخنوع والمهان!
ما كان اللطم والبكاء غايتنا! رغم أنهما يستدرّان العَبرة على إمامنا المظلوم، الذي لم يتورع اعداؤه، في إنزال أقسى وأشد وابشع ما لديهم من إجرام بحقه وأهل بيته، فظلامتُه التي أبكت الحجر والمدر، كفيلة باستدرار الدمعة الطاهرة، وضرب الصدور الأبية مواساة لرضّ الجسد الطاهر بخيول اللعناء الأعوجية.
سنبقى نبكي ونلطم على ظلامة حسيننا الثائر، لأنهما الوسيلة لبلوغ غايتنا التي هي استلهام مبادئ الحسين، وعدل الحسين، وأحقية الحسين، ونهضة الحسين، وجهاد الحسين، وعنفوان الحسين، وثورة الحسين -رغم تقادم الأيام- حتى نصل بها إلى ثورة الإصلاح الكبرى! ثورة حسين زماننا الذي بتنا أقرب ما نكون إلى لقياه!
سنحيي في كل يوم عاشوراء، ما دامت كل أرض كربلاء وفيها صراع الخير والشر قائم، ومَن مثل الحسين لا يبايع مَن مثل يزيد، وسنظل نحن اللاطمون الباكون سداً منيعاً، بوجه المستكبرين والمستبدين والطغاة والمنافقين!
ستظل كل بقعة أرض فيها ولاء لعليّ وأولاده (صلوات الله وسلامه عليهم) منطلقاً للثائرين المقاومين، يصنعون اقتدارهم، وينظّمون صفوفهم، ويرفعون سيوفهم على عواتقهم، ليقولوا لابن الحسين، المغيّب الموعود: إننا يا مولانا جاهزون، فصلْ بنا صولتك الحيدرية الحسينية العباسية، بعاشوراء أخرى لا يبقى فيها متبرّك بسفك دماء آل محمد!
١٠/ محرم/ ١٤٤٧
|