shopify site analytics
النشرة المسائية لوسائل الإعلام العبري لنهار الجمعة الموافق 11  يوليو 2025 - مدربة المنتخب الروسي للسباحة الإيقاعية: تجاهل الأوكرانيات لنا خطوة مسيّسة - حادثة كأس العالم بمصر.. سباحة روسية تكشف كواليس الموقف الأوكراني - ترامب يمنع رئيس دولة عربية من إكمال كلمته: جدولنا مزدحم! (فيديو) - "القسام" تبث مشاهد لعملية محاولة أسر جندي إسرائيلي قبل قتله في خان يونس - سانشيز يدعو إلى تعليق الشراكة فورا بين أوروبا وإسرائيل - صاروخ جعل إسرائيل تدوخ - منيغ يكتب: الشعب الأمريكي للإنسانية أقرب - مهرجان جرش وتعظيم الدور الثقافيّ...! - تغيير الواقع الديمغرافي في الأراضي الفلسطينية المحتلة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - نتحدث اليوم عن شخصية وطنية من الطراز الاول ، ومناضل كبير ، ووحدوي عظيم ، وسياسي بارع ، ودبلوماسي محترف ، ومثقف متنور تُرفع له القبعات

الجمعة, 11-يوليو-2025
صنعاء نيوز/ بقلم/ احمد الشاوش -

الأحد, 06-يوليو-2025

نتحدث اليوم عن شخصية وطنية من الطراز الاول ، ومناضل كبير ، ووحدوي عظيم ، وسياسي بارع ، ودبلوماسي محترف ، ومثقف متنور تُرفع له القبعات .

واذا كان الرجال مواقف والناس معادن والانجازات هي المحك الرئيس للعظماء في نظر الشعوب والامم ، فأن الاستاذ يحي حسين العرشي المولود في مدينة صنعاء ، هو احد تلك النجوم المضيئة والدُرر النفيسة وصاحب الحرف والكلمة التي لاتُقدر بثمن.

يحي حسين العرشي .. شخصية يمنية أصيلة.. تشربت من ينابيع العلم وروافد العطاء والثقافة وجداول المعرفة والحكمة .. شخصية مدنية يُشار اليها بالبنان وتحملُ كل معاني المسؤولية والاتزان والتوازن والوفاء والفضيلة في مسيرة حافلة بالعطاء والابداع.

يحي حسين العرشي رجل مرحلة يعكس عظمة الانسان اليمني الاصيل والرجل العصامي والنبيل ، الذي يملك من الخبرة والادارة والصدق والامانة والوفاء والفراسة والنقاء والعطاء ونعمة العقل والحكمة والرُشد السياسي ما يفتقده الكثير من المسؤولين والقيادات والنُخب السياسية والفكرية.

ومن مشاهد ومواقف الوفاء النادرة انه في أحد الليالي دخل الاستاذ يحي حسين العرشي الى صالون حلاقة وسط شارع جمال بصنعاء وجلس على الكرسي ينتظر دوره كبقية الحاضرين وجاء دور الفنان الكبير والزميل العزيز احمد الخالدي فرفض أن يصعد الى كرسي الحلاق والح على الاستاذ يحي العرشي بأن يأخذ دورة من باب الاحترام والتقدير وبعد اصرار تقدم العرشي وجلس على الكرسي بأدب وحرج وبعد أن حَلق ونَعَم سلم على الجميع وخرج بهدوء وصعد الى سيارته وفتح أحد الصحف الورقية للقراءة وأنتظر نحو ساعة باب صالون الحلاقة..

وكلما خرج شخص نظر اليه العرشي ، حتى خرج الفنان احمد الخالدي ، فأستغرب من انتظار الاستاذ العرشي فوق السيارة والنظر اليه .. فقال له الخالدي خير يا استاذ يحي لمن منتظر او تحتاج حاجة .. فرد عليه منتظر لك عزيزي احمد .. أوصلك للبيت .. فرد عليه الخالدي البيت قريب يا استاذ .. فأصر الاستاذ العرشي على توصيله الى بيته بشارع الكويت وودعه بابتسامه .. وقال لي الخالدي .. لقد حُرجت من انتظاره ..فعلاً الرجل المناسب في المكان المناسب .. شوف على وفاء وتواضع وبساطة واخلاق في رجال الدولة.

وفي خاطرة أخرى قال احد الموظفين رزقني الله بمولوده جديدة وقدمت ورقه مساعدة الى الاستاذ يحي العرشي ووجه لي بصرف الفين وخمسمائة ريال .. وبعد سنه رُزقت بمولود جديد وقدمت ورقه وسلمت عليه وقلت له بأنه رزقني الله بوووولد "وللرجل مثل حظ الانثيين" .. فقال بابتسامه ومباركة من القلب طبعاً وحول خمسة آلاف ريال وكان المبلغ كبير في حينه في لفتة انسانية رفعت معنوياتي وسعادتي ومواجهة ظروف الحياة.

واذا كان هناك مايدعو للفخر والاعتزاز يكفي الاستاذ يحي حسين العرشي وأخيه راشد محمد ثابت ، انهم من ناضلوا وكافحوا وسهروا ليلاً ونهاراً ، وتنقلو بين الشمال والجنوب وفاوضوا وانجزوا وحققوا حلم اليمانيين المتجسد في "الوحدة اليمنية" كهدف استراتيجي ، وعملوا على تصحيح الاخطاء والتجاوزات وترويض العواصف وتهدئة الزوابع وتذليل الصعاب ،وازالة براميل التشطير وأيدلوجيا الحقد والكراهية وشاركوا في صياغة دستور الجمهورية اليمنية والتعددية الحزبية وحماية الحريات في وطن ترقبه الذئاب المحلية وتترصد له الوحوش الاقليمية والافاعي الدولية ورغم ذلك نجت سفينة الوحدة وتحقق حلم الشعب اليمني الواحد وعادت صنعاء وعادت عدن .. واليوم للاسف الشديد في زمن مراكز القوى العابثة والفاسدة والتابعة للشرق والغرب عملوا على تقسيم وتجزئة اليمن ويحاولون أن يدمروا النسيج الاجتماعي ويعيدوا براميل التشطير والتدمير!!؟.

وأقل ما يوصف به الاستاذ يحي حسين العرشي ، انه ذلك العملاق الذي كان مثالاً للمسؤول القدوة في الاعلام والثقافة وغيرها من المناصب التي تقلدها في سلك الدولة ، وبعقله النير وحكمته ونضجه ادار الكثير من القضايا الساخنة والملفات الحساسة والمواقف الصعبة وقدرته وتوازنه واتزانه واسلوبه البارع وفق ميزان المصالح الوطنية العليا ، وكان ومازال العرشي من أفضل الشخصيات التي حققت نجاحاً كبيراً في وزارتي الاعلام والثقافة والسياحة بعيداً عن التلميع وشراء ذمم بعض الاعلاميين ، كما عمل بعض الوزراء والمسؤولين الذين أستخدموا الاعلام والثقافة والصحف بهدف الدعاية والتسويق الشخصي.

لقد أدرك الوزير والدبلوماسي والسياسي والمثقف " يحي العرشي" ، مبكراً ان المناصب والوظيفة العامة تكليف وليس تشريف ، وان الجميع في خدمة الدولة والوطن والشعب والانسانية ، وان الدستور والقانون والقيم الدينية الفاضلة والحرية والديمقراطية هي نظام الحكم الرشيد ومرجع الجميع عند أي خلاف او اختلاف وأن الترفع عن الصغائر فضيلة وان الكلمة الطيبة وقيم التسامح والتعايش والتنمية والبناء هي أساس الحياة.

الاستاذ احمد الانسي :
تظل الذكريات الجميلة للشخصيات الوطنية الاجمل والاكثر نزاهة .. حيث كنت شخصياً في عيادة الاسنان بمستشفى الكويت الذي كان لدولة الكويت الشقيقة مشاريع عظيمة وبصمات واضحة ودعم سخي للشعب اليمني وبلاحدود دون مَن أو أذى أو مصلحة.. منتظراً دوري للمعاينة وجاء المهندس " احمد محمد الانسي " ، وزير المواصلات وانتظر دورة .. فدخل معاون الدكتور المصري وحدثه بان الوزير الانسي في العيادة وخرج الدكتور مترجلاً يسلم على الوزير الانسي ويلح عليه بالدخول لان وقته ثمين فما كان من الاستاذ احمد الانسي الا ان قال لطبيب الاسنان .. شكراً لك يادكتور وسأنتظر في دوري لاني اجازة وقد فرغت اليوم للعلاج .. فزاد احترامي لتلك الشخصية الوطنية والنزيهة المشهود لها بالاستقامة والصلاح والعمل والتطوير ، كما نقل صورة جميلة عن المسؤول القدوة .

الاستاذ محمد الحيمي:
كان الاستاذ محمد الحيمي رئيساً للخطوط الجوية اليمنية واحد تلك الشخصيات الوطنية المتواضعة والنزيهة والبسيطة والخيرة التي عملت على تطوير الطيران اليمني وحققت سمعة طيبة وثقة كبيرة وايرادات كبرى في زمن العمالقة..كما قدم يد العون بصرف مئات تذاكر الطيران لبعض الحالات المرضية للسفر الى الخارج للعلاج ، وهي نماذج وكفاءات وخبرات يُشار اليها بالبنان.

الرئيس عبدالرحمن الارياني:
ومن باب الامانة والانصاف لا بد من الاشارة الى الشخصية الوطنية والسياسية النادرة والفقية الكبير والرجل الحكيم القاضي عبدالرحمن بن يحي الارياني رئيس الجمهورية العربية اليمنية الذي تولى الحكم في أحلك واصعب الظروف وكان مثالاً للعقل اليمني النير ووالرزين والسياسي الداهية والمدني المخضرم والمسؤول القدوة الذي أدار مرحلة خطيرة ومضطربة من تاريخ اليمن ، رغم خطورة مراكز القوى العابثة والاجندات والمشاريع الاقليمية والدولية.

القاضي عبدالكريم العرشي:
وبنفس الذكرى العطرة للقيادات والرموز الوطنية والتشريعية الشريفة ، فان الامانة تقتضي الاشارة الى مسيرة القاضي عبدالكريم عبدالله العرشي ، رئيس مجلس الشعب التأسيسي الاسبق.. رئيس الجمهورية العربية اليمنية للفترة من 24 يونيو إلى 18 يوليو من عام 1978 ، رجل الدولة والخبير الاداري والرجل الحكيم الذي ادار الدولة في أحلك الظروف وشارك في محطة من تاريخ اليمن المضطرب بحنكة وأقتدار والمضي بسفينة اليمن الى شاطئ الامان ، وكان عنواناً للقاضي والفقية والمشرع والسياسي والمثقف المُلم بجغرافية اليمن وثقافة وعادات وتقاليد ونفسية الشعب .

وشاهد الحال ان الاستاذ يحيى حسين العرشي.. هو رجل الدولة الحكيم وصوتها المعتدل ولسانها الطيب والشخصية التي تولت عشرات المناصب بمسؤولية وثقة كبيرة وكفائه نادرة وخبرات متنوعة عكست عظمة الشخصية اليمنية والكوادر المؤهلة والناجحة والنظر نحو آفاق المستقبل.

حديث الناس .. وكلما طُرحت سيرة العرشي ترى فيه الرجل الجدير بالاحترام والشخصية الوطنية الشفافة التي تٌرفع لها القبعات لرجاحة عقلة وحكمته ومواقفه الوطنية الثابته وايمانه القوي وارادته الحرة التي كانت وماتزال وستظل ومضة في سماء الفكر الانساني الخلاق بما يحمله من ثقافه ومعارف متدفقة ووسطية وحُب للناس والوطن.

هذه السيرة العطرة والمسيرة الناصعة البياض وحُب الناس والمناصب الرفيعة لم تأت من فراغ أو مدفع حزب او قبيلة أو سفارة أو قوة أقليمية ودولية وانما نتيجة طبيعية ومنطقية لمعايير الكفائه والخبرة والنزاهة والسمعة الطيبة والثقة والجد والمثابرة والصبر والامل والرصيد الاخلاقي والانساني الذي تفرد به الاستاذ يحي حسين العرشي.

كل تلك الخصال والسجايا تعكس أصالة أبن اليمن المتعلم والمثقف والمتحرر من الاساطير والخرافات والاحقاد والفجور والكراهية الذي يحلم بوطن آمن ومستقر ومزدهر ومستقبل أفضل للبلاد والعباد..

والحقيقة التي لاجدال فيها ، نراها بعيداً عن النفاق والمجاملات أن الاستاذ يحي حسين العرشي رجل بحجم وطن ، واكبر من المناصب والكراسي والمكاتب والديكورات والاقنعة السياسية والمساحيق الدبلوماسية والحزبية وليس بحاجة الى شهادة أو دعاية ، لكن الحديث عن هذه الشخصية اليمانية العظيمة سمعتها وأستشفيتها من أكثر من وزير ومسؤول وسياسي ودبلوماسي ومفكر ومثقف وفنان واعلامي عن سيرته الناصعة ونجاحه الملفت وحُب الناس له هو ذلك الرصيد الكبير الذي يفتقده الكثير من الملوك والامراء والرؤساء والقادة والوزراء وهو الذي دفعني الى كتابة مقالة عن هذه الشخصية الوطنية المتواضعة والمحنكة كأقل واجب اخلاقي ومهني وانساني تجاه أحد الرموز اليمنية التي تٌرفع لها القبعات في زمن السقوط والعواصف والقواصف والازمات والصراعات العبثية والولاءات الشخصية والمحلية والاقليمية والدولية.

أخيراً .. ما احوج الدولة اليمنية الى أمثال هذه الشخصيات الوطنية العظيمة والكفاءات النادرة والخبرات الكبيرة والرجل النزيه والامين والمثقف الصادق والمسؤول الناجح الذي يستند على منظومة من القيم الدينية النبيلة والاخلاق السامية والعادات والتقاليد الحميدة ومعايير الكفاءه والخبرة وقبل ذلك الاخلاق .. كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " انما بُعثت لاتمم مكارم الاخلاق ".. والله من وراء القصد.
[email protected]
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)