صنعاء نيوز/عمر دغوغي -


بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
[email protected]
https://web.facebook.com/dghoughiomar1


في زمن تزايدت فيه تكاليف المعيشة وتوسعت الرغبات الاستهلاكية، أصبحت القروض جزءًا أساسيًا من الواقع المالي للكثيرين، وخاصة الشباب.
ولكن، هل القروض حقًا وسيلة لتسهيل الحياة، أم أنها قنبلة موقوتة قد تدمّر الاستقرار المالي والنفسي؟

القرض كأداة مالية: الحل السهل في الظاهر
القرض هو اتفاق مالي يسمح للشخص بالحصول على مبلغ معين مقابل التزامه بسداده خلال فترة زمنية معينة، غالبًا مع فوائد.
وقد يلجأ الناس إليه من أجل:
شراء سيارة أو منزل
تمويل مشروع شخصي أو تجاري
تغطية تكاليف الدراسة أو العلاج
تلبية رغبات استهلاكية عاجلة
وعند استخدامه بحكمة، يمكن أن يكون القرض وسيلة لاغتنام فرص لا يمكن تحقيقها بالمدخرات فقط، كاقتناء سكن أو إطلاق مشروع واعد.
لكن متى تتحول القروض إلى كارثة؟
رغم الفوائد الممكنة، إلا أن سوء استخدام القروض أو الإفراط فيها قد يحولها إلى عبء خانق، لأسباب أبرزها:

. الاقتراض من أجل الاستهلاك فقط
شراء هاتف جديد أو السفر أو الإنفاق على نمط حياة لا يتناسب مع الدخل، يجعل القرض أداة لتأجيل المشكلة وليس حلها

فائدة مركبة وأقساط طويلة الأجل
كثير من القروض تأتي بفوائد مرتفعة تجعل المبلغ المسترجَع أكبر بكثير من المبلغ المقترض. وهنا يبدأ الشخص في الدخول في حلقة مفرغة من الديون

. غياب التخطيط المالي
أخذ قرض دون معرفة القدرة الفعلية على السداد أو دون حساب الالتزامات الأخرى يؤدي إلى تراكم العجز، وربما الإفلاس الشخصي

قروض الشباب: تسهيلات أم تدمير للطموح؟
في أوساط الشباب، تنتشر القروض الاستهلاكية بشكل واسع.
كثيرون يرون فيها وسيلة لتحقيق رغبات سريعة بدل بناءها تدريجيًا لكن النتيجة غالبًا ما تكون:

اختناق مالي مبكر
تأجيل المشاريع الكبرى الزواج، شراء سكن
توتر نفسي دائم بسبب الديون
غياب ثقافة الادخار والاستقلال المالي
متى يكون القرض قرارًا حكيمًا؟
القرض لا يُعتبر خطأً في حد ذاته، بل أداة مالية يجب أن تُستخدم بعقلانية.
إليك متى يمكن اعتباره قرارًا سليمًا:
إذا كان موجّهًا للاستثمار لا للاستهلاك
(مثلاً: قرض لتوسيع نشاط تجاري)
إذا كان لديك خطة واضحة للسداد
(بدون التأثير على النفقات الأساسية)
إذا تمت مقارنة العروض واختيار الأقل تكلفة
إذا لم يتجاوز 30% من دخلك الشهري
كيف تحمي نفسك من فخ القروض؟
لا تقترض إلا إذا كان الأمر ضروريًا

لا تأخذ قرضًا لتسدد قرضًا آخر إلا في حالة إعادة جدولة بفائدة أقل
تعلّم مهارات الإدارة المالية الشخصية
فكّر في البدائل: الادخار، الشراء بالتقسيط بدون فوائد، المساعدة الأسرية، أو تأجيل المشروع.
الخلاصة
القروض يمكن أن تكون وسيلة لبناء مستقبل أفضل أو طريقًا نحو التدمير المالي، والفرق بين الحالتين هو الوعي المالي وطريقة الاستخدام.