صنعاء نيوز/ مجمد العولقي- صفحته على الفيس بوك - عقد التسعينيات يدق الأبواب.. القرن العشرون يلفظ أنفاسه الأخيرة..تباشير الألفية الثالثة تلوح في الأفق..
في ذلك الوقت..كانت أغنية لولاكي للفنان علي حميدة تملأ الدنيا.. إنها بداية انهيار الذوق والحس الفني عند السميعة..ثم جاءت (ديدي واه) للشاب خالد لتترجم فوضى الحواس..
في هذا التوقيت كان شريط (كاسيت) محبوب قلبي هجرني إعلانا عن ميلاد فنان شعبي اسمه نائف عوض..
كان هذا الشريط باكورة إنتاج هذا الفنان..حطم كل أرقام شباك التذاكر في الجنوب..
لا يخلو بيت أو مقهى أو شارع أو سيارة من هذا الشريط ذي الطابع الشرحي البدوي..
صعد اسم الفنان نائف عوض بسرعة الصاروخ..اسمه ملأ الآفاق..كان مطلوبا في كل السهرات وفي كل جلسات السمر..
نائف فنان شعبي حمل صوته نكهة دروب الجبال وعمقها..كان صوته قويا مثل دوي الرعد..ومن حسن حظه أنه اختار لونا فنيا شعبيا يتناسب مع طبقات صوته..
نائف عوض أصبح بعد ذلك علامة فارقة في فن الغناء البدوي..كان رائدا ومجددا لهذا المجال..لم يحاك أو يقلد أحدا..رسم لنفسه مسارا بعيدا عن الآخرين..
روائع نائف عوض تدغدغ الوجدان..تحرك الأحاسيس..يتراقص معها الجسد جالسا أو نائما..
فنان التجليات البدوية اليوم خذله قلبه المثخن بجراح الحياة وكآبتها..القلب الذي يقطر إبداعا يتوعك.. أرسل إشارات تحذير..نائف طريح الفراش..
فارس الموروث الشعبي توقف عن النبش والتنقيب عن كل جديد.. أصبح من ذوي القلوب العليلة..
نائف فنان الشعب..مسؤولية دولة في المقام الأول..الدولة التي تلفظ رمزا شعبيا مثل نائف عوض ليست دولة..
أتصور أن موقفا من محافظ عدن الأخ أحمد حامد لملس كفيل بفتح الأبواب المغلقة أمام نائف..
بحق العيش والملح..بحق حنجرة ينام على حبالها موروث شعبي كبير..انقذوا الفنان نايف عوض أبو عوض ..
محمد العولقي |