shopify site analytics
قامت اللجنة التنشيطية صباح اليوم بزياره تنشيطية ل احسن فريق 16 - أحسن فريق 16 يثمّن جهود اللجنة التنشيطية الرياضية ويحيي روح العطاء - هزة أرضية جديدة باليمن وسط تطورات النشاط الزلزالي في البلاد - وطنٌ مكلوم.. ومسؤولون غارقون في مظاهر الترف! - تطهير عرقي في الضفة و"تهجير" في غزة - ‏موسم الوعود الساقطة - ‏حرائق متكررةٌ وذاكرةٌ مثقوبة - قنديل يكتب : مقاومة "غزة" المذهلة - النشرة المسائية لوسائل الإعلام العبري لنهار الجمعة الموافق 18  يوليو 2025 - منح مصنع "حيوية" شرفية أفضل صناعة مياه معدنية يمنية لعام 2024 -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - ‏ليلةٌ في الكوت لم تكن ككل الليالي، صرخات الأطفال، أعمدة الدخان ولهيبٌ يبتلع الجدران والمارة في لحظةٍ واحدة، حريقٌ مفاجئ

السبت, 19-يوليو-2025
صنعاء نيوز/ محمد النصراوي -













‏ليلةٌ في الكوت لم تكن ككل الليالي، صرخات الأطفال، أعمدة الدخان ولهيبٌ يبتلع الجدران والمارة في لحظةٍ واحدة، حريقٌ مفاجئ في أحد المولات التجارية قلب المدينة رأساً على عقب، سُرعان ما انتشرت الصور وتصدرت العناوين وتحولت الكارثة إلى "عاجلٍ" يتكرر كل خمس دقائق.

‏لكن لو أغلقتَ التلفاز الآن وفتحتَه بعد اسبوع فلن تجد شيئاً، لا حديثٌ عن أسباب الحريق ولا تغطيةٌ للمأساة ولا ملاحقةٍ للمقصرين، وكأن أرواحاً لم تُزهق وكأن النار لم تلتهم أطفالاً ونساءً وذكرياتٍ وأحبة.

‏هذا هو الإعلام العراقي أو لنقل "آلة النسيان الرسمية" ينفجر بالغضب اربعاً وعشرين ساعةً ثم يخمد ويستعد لتغطية الكارثة التالية، لا مساءلة، لا تحقيقاتٍ معمقة ولا ربطٌ بين حادثةٍ وأخرى، حريق الكوت هذا سبقه حريق مستشفى الحسين في الناصرية وحرائق الوزارات والمخازن، لكن لا أحد يعيد تركيب الصورة الكاملة، الكوارث عندنا لا تأتي فرادى كما لو كانت لها علاقةٌ ببعضها.

‏الإعلام هنا لا يصنع الذاكرة بل يمسحها، والأخطر من هذا أن بعض وسائل الإعلام تُروج لـ"التطبيع مع النسيان" وكأن كل مصيبةٍ قدرٌ عابرٌ لا يحتاج أكثر من منشورٍ على الفيسبوك وبعض الشموع وفيديوهاتٍ حزينةً تُركب عليها موسيقى حزينةٍ أكثر.

‏تلك التغطيات اللحظية ليست صحافة بل تسويقٌ مؤقت للوجع، فالصحافة الحقيقية لا تكتفي بتوثيق الدم بل تُصر على محاسبة من تسبب به وتكشف بنية الفساد التي تنتج هذه الحرائق كل موسم، الخطير أن بعض القنوات أصبحت شريكةً في إدارة المزاج العام وتمارس دور "الطبطبة الإعلامية" بدلاً من أن تكون عيناً على الفساد.

‏لكن هل الإعلام وحده مذنب؟

‏هل الشعب بريء من هذه الذاكرة المثقوبة؟

‏في كل كارثة، نتعاطف، نغضب، نشارك الصور ثم نعود لروتين الحياة… إلى أن تأتينا كارثةٌ جديدة، لا نقاطع المولات المخالفة، لا نحاسب المسؤولين، لا نضغط على النواب ولا نطالب بشيء، وكأننا نُعيد إنتاج الموت ببرودٍ جماعي.

‏إنها مأساة تُشبه الدوامة، نغضب، نهدأ، ننسى، ثم نغضب من جديد، ليس لأننا أصحاب ذاكرة بل لأننا لم نُشفَ من الألم السابق.

‏لا شيء يتغير طالما أن الإعلام متواطئٌ والناس صامتون والضمير الجمعي نائم، نحتاج إلى إعلامٍ لا يخاف أن يُلاحق المسؤول ولا يكتفي بالبكاء بل يُصر على المساءلة والربط والاستمرار، كما نحتاج إلى شعبٍ لا ينسى ولا يبتلع الكارثة، ولا يُطبع مع الألم.

‏فالحرائق لا تأتي من تماسٍ كهربائيٍ فقط، أحياناً تبدأ من تماسٍ في الضمير.



أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)