shopify site analytics
العراق وتحديات خارطة سياسية جديدة - فرنسا تنتصر للعدالة وتعترف بفلسطين - إيران: حرب الأيام الـ12 كشفت ضعف النظام الخفي! - إيكروم تتشارك مع منتدى البوسنة الدولي في تنظيم فعاليات المدرسة الصيفية - عيسى السقار يتفوق على نجوم جرش بجمهوره - قبائل خولان واليمن تعتصم - عبدالحليم قنديل: الخطر الحقيقى على سوريا ولبنان - النشرة المسائية لوسائل الإعلام العبري لنهار السبت الموافق 26  يوليو 2025 - فرق الدفاع المدني تخمد حريقاً نشب في منزل بمديرية شعوب بأمانة العاصمة - رجل الأعمال والخير والإحسان الشيخ قاسم محمد سعيد المنصوب -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - 
في أعقاب حرب الأيام الـ12 في المنطقة، يواجه النظام الإيراني تحديات غير مسبوقة دفعته إلى عتبة الانهيار. هذا النظام، الذي اعتمد لعقود

الأحد, 27-يوليو-2025
صنعاء نيوز/ -

نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني

في أعقاب حرب الأيام الـ12 في المنطقة، يواجه النظام الإيراني تحديات غير مسبوقة دفعته إلى عتبة الانهيار. هذا النظام، الذي اعتمد لعقود على تصدير الأزمات والقمع الداخلي لصرف الرأي العام عن إخفاقاته الداخلية، يجد نفسه الآن في مواجهة أزمة وجودية، دفعت به إلى حافة الهاوية، حيث تحاصره الضغوط الداخلية والخارجية من كل جانب. ونظراً لهذا الوضع الذي لا يمكن إنكاره، فإن العديد من الخبراء والمسؤولين السابقين في النظام قد بدأوا أيضاً بالتعبير عن اعتراضهم، ويسعون، بأسلوبهم الخاص، لإنقاذ النظام من هذا المأزق والأزمات المتتالية.
على سبيل المثال، يرى حميد رضا آصفي، أحد الدبلوماسيين السابقين في النظام، في مقال نشره على "تلغرام" بتاريخ 14 يوليو، أن الحكام، بعجزهم عن اتخاذ القرار، يصوتون عملياً لسقوطهم. هو يصف الوضع في بلاد تعيش شعوبها في "صمت ثقيل" يتدفق "من قصور اللاقرار إلى أزقة اللاأمل"، حيث لم يعد الناس يطلبون إذناً حتى للتعبير عن غضبهم.

حرب الأيام الـ12: كشف الطبيعة الحقيقية للعدو الداخلي
لقد أظهرت ظروف الحرب بوضوح تام عجز وعدم كفاءة السلطة في إدارة عواقب سياساتها الداعية للحرب. ففي السنوات الـ36 التي قضاها خامنئي والحرس الثوري في بناء أنفاق محصنة ومضادة للقنابل لـ"مدن الصواريخ" و"شلالات الطرد المركزي" في أعماق الأرض، لم يفكروا ولو للحظة واحدة في تخصيص الوقت والمال لبناء الملاجئ، وتوفير أنظمة الإنذار، وإمكانيات العلاج والإيواء في حالات الطوارئ، وبرامج التخزين لتأمين الاحتياجات الأساسية والوقود والطاقة. لقد اعتبروا في الحرب التي كانوا يعدون لها، شعب هذه الأرض جزءاً من "الخسائر التي لا مفر منها"، وكأن الأمة مجرد وقود لألسنة نيرانهم الحربية.
إن اللامبالاة المطلقة بوضع المجتمع في ظروف الحرب، كانت سياسة معروفة ومستمرة لنظام ولاية الفقيه طوال فترة حكمه. كما كان الحال في حرب السنوات الثماني بين إيران والعراق، تحت شعار "الدفاع المقدس" و"طريق القدس عبر كربلاء"، حيث فُرض الوضع ذاته على الشعب الإيراني. في هذه الفترة الطويلة والشاقة، جُرّ المجتمع الإيراني إلى أقصى درجات البؤس، لأن ثرواته وموارده إما تُنفق على فساد الجهاز الحاكم، أو تُلقى في أتون التكاليف النووية والصاروخية، والتدخل في شؤون الدول الأخرى، ورسم خطوط في سواحل البحر الأبيض المتوسط، ودفع مبالغ طائلة للمرتزقة بالوكالة.
وكما يشير آصفي، فإن إيران اليوم لم تعد تعاني مجرد أزمة اقتصادية أو سياسية بسيطة؛ بل هي على شفا "انهيار نهائي" يشمل الثقة والأمل والبلاد ذاتها. ويضيف أن الحكومات لا تسقط لكثرة أعدائها، بل لأنها لا تتخذ أي قرار حاسم. في ظل آلاف الأزمات التي تعصف بالجمهورية الإسلامية، يرى الدبلوماسي السابق أن النظام بحاجة ماسة إلى "شجاعة اتخاذ القرار"، ليس بشن هجوم عسكري أو المقامرة النووية، بل بقبول "واقع إرهاق الشعب ويأسه، وانعدام الثقة المطلق، واستياء صامت صوته أعلى من الصراخ."
وبدلاً من حماية المواطنين من الهجمات الجوية الإسرائيلية، استخدم النظام الحاكم كل طاقاته وأجهزته الأمنية والعسكرية لخنق أصوات الاحتجاجات، ومنع وصول الأخبار والمعلومات الحيوية، وزيادة القمع والإعدامات.
منذ اليوم الأول لبدء الاشتباك العسكري مع إسرائيل في 13 يونيو، زاد الجهاز الحاكم ضغوطه القمعية تدريجياً. تم تقييد الوصول إلى الإنترنت؛ وانتشرت قوات مكافحة الشغب في شوارع طهران والعديد من المدن؛ وبدأت الأجهزة العسكرية-الأمنية والقضائية في تهديد المواطنين. بعد ذلك، شرعت السلطة في ملاحقة واعتقال منتقدي الحرب ومعارضيها على مستوى البلاد، وهو ما لا يزال مستمراً. في العديد من مدن البلاد أُنشئت نقاط تفتيش، وبذريعة "التجسس" تم اعتقال الآلاف، وأُعدم عدد منهم.
كل هذه التدابير تشير إلى قلق متزايد لدى النظام الحاكم من الانتفاضة الشعبية وسحقها. للوصول إلى هذه الحقيقة، لا تحتاج مراكز الفكر التابعة للنظام والحرس الثوري إلى الكثير من البحث؛ فمجرد نظرة على حجم الاحتجاجات الشارعية للعمال، والمتقاعدين، والممرضين، وسائقي الشاحنات، والمعلمين، والمهن والحرف الأخرى، تضع الإمكانات الاجتماعية للانتفاضة أمام أعينهم.
على سبيل المثال؛ بعد أيام قليلة فقط من إعلان وقف إطلاق النار في الحرب الخارجية، ولكن استمراراً لحرب النظام ضد الشعب، قُتل شابان في مدينة همدان تحت وابل أسلحة عناصر القمع. سرعان ما تحولت مراسم دفنهما إلى مسيرة احتجاجية ضد النظام. وقد رفع أهالي همدان شعار "عدونا هنا، يكذبون ويقولون أمريكا"، مما رفع مستوى الوعي الموجود في المجتمع، حول طبيعة وتوجهات سياسات نظام خامنئي الأمني المتطرف، درجة نوعية.
هذا الشعار الاحتجاجي هو إعلان شائع ومنتشر في معظم الحركات الاحتجاجية السياسية، والنقابية، والمدنية في جميع أنحاء إيران، بحيث يشكل سداً منيعاً أمام خداع النظام، والفقر والبؤس الاجتماعي، وعدم كفاءة وفساد قادة الحكم الذين يحاولون تقديم "العدو" كبلد أو بلدان أخرى.

الكلمة الأخيرة
المجتمع الواعي يعرف عدوه، ويحمّل التكاليف التي دفعها ولا يزال يدفعها على حساب الاستبداد الديني. في هذا السياق، فإن الوضع الراهن وتطوره لا يصب في مصلحة خامنئي وحرسه. لقد ضعفوا تحت ضربات حرب الأيام الـ12؛ وقد تم إقصاء رأس الجهاز العسكري-الأمني؛ والسلطة لا تملك بوضوح القدرة على مواجهة "العدو الخارجي" ولا هي قادرة على تعويض الخسائر البشرية والتنظيمية والمادية التي تكبدتها. النظام، وعلى وجه الخصوص شخص خامنئي، في حالة ذهول وارتباك تحت ضغط تسارع الأحداث والضربات التي تلقاها، ولم يعد قادراً على الحفاظ على حدوده السياسية وعرض قوته الزائفة كما في السابق. آصفي يؤكد أن إيران "تحولت إلى جسد بلا حراك، لكنه لا يزال دافئاً"، وأن الشعب "لم يمت، لكنه لم يعد يركض، بل ينتظر فرصة لكسر هذا الطريق المسدود والمأزق."
في دعوته للنظام، يؤكد الدبلوماسي السابق على ضرورة "الشجاعة في الاعتراف بالخطأ"، وإيقاف التخصيب لأن أولوية الشعب هي الحياة والخبز، واستئناف المفاوضات لأن إيران أهم من العناد السياسي، والإفراج عن المنتقدين والسجناء السياسيين، وإلا فـ"عليهم بالرحيل".
كل العلامات تشير إلى أن يوم محاسبة الشعب للحكام الغاصبين يقترب أكثر فأكثر، وأن الأعداء الحقيقيين للنظام الظالم والقمعي وناهب الثروات الوطنية، أي جميع شرائح الشعب الإيراني، يستعدون للمعركة النهائية.
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)