صنعاء نيوز/ بسام حيدر صحوة - علي عبدالله صالح ليس مجرد اسم في تاريخ اليمن بل هو صفحة كاملة مليئة بالأحداث والتحولات الكبرى التي عاشها الوطن خلال عقود كان فيها قائداً وزعيماً وصانعاً لمعادلات صعبة لا يدركها إلا من عايش تلك المراحل المعقدة اليوم يخرج البعض ليكتب عن صالح وكأنه المسؤول الوحيد عن كل ما آلت إليه الأوضاع متجاهلين أنه ترك دولة موحدة بكل مؤسساتها وأمنها واستقرارها وأن غيابه كشف هشاشة الساحة اليمنية وانهيار كل المشاريع التي كانت تدّعي أنها البديل الأفضل
عملت في حزبه وفي صفوف المؤتمر الشعبي العام وتحديداً في الدائرة الإعلامية للجنة الدائمة منذ 2002 وحتى مغادرتي اليمن عام 2012 ورأيت كيف كان صالح رجل دولة لا يعرف الانكسار يختلف عن غيره بشجاعته ودهائه وقدرته على إدارة الأزمات بحكمة وذكاء في أصعب الظروف كان يملك من الحلم والمرونة ما جعله قادراً على احتواء خصومه وفتح أبواب الحوار معهم لأنه كان يؤمن أن الوطن يتسع للجميع
الذين يهاجمونه اليوم بسبب تحالفه المؤقت مع الحوثيين ينسون أن ذلك التحالف كان تكتيكاً سياسياً فرضته ظروف معقدة ولم يكن يوماً قناعة فصالح لم يكن حليفاً للمشروع الحوثي بل واجهه حتى آخر لحظة حين أدرك أن الحوثيين يسعون لابتلاع اليمن فاختار أن يواجههم حتى النهاية وخطابه الأخير قبل مقتله بيومين كان كافياً ليؤكد أنه قرر أن يموت واقفاً كالأشجار لا منكسراً ولا مستسلماً
اليمن بعد صالح ليس كما كان قبله فغيابه ترك فراغاً كبيراً وأثبت أن الرجل كان آخر رجال الدولة الحقيقيين اليوم لم يعد هناك من يملك القدرة على جمع اليمنيين على كلمة سواء ولم يعد هناك مشروع وطني جامع يعيد لليمن مكانته كل من يكتب عنه بسوء اليوم يعرف في قرارة نفسه أن اليمن خسر برحيله آخر صمام أمان وأن الحاضر المظلم يشهد على ذلك
صالح له ما له وعليه ما عليه لكنه سيبقى حاضراً في ذاكرة اليمنيين كقائد استثنائي صنع وحدة وطنه ودافع عن الجمهورية حتى آخر رمق أما من يحاولون تشويه تاريخه فسيرحل كلامهم مع الزمن بينما سيبقى اسمه حياً في قلوب الملايين الذين عرفوا قيمته بعد أن فقد |