shopify site analytics
الدكتور الروحاني يكتب مكي .. رحل السلام والتنمية..!! - مدفيديف: على ترامب أن يتذكر أن روسيا ليست إسرائيل أو إيران - هجوم إسرائيلي على شيخ الأزهر - غضب في مصر بعد الدعوة لمظاهرة أمام سفارة القاهرة في تل أبيب - السلطة المحلية بشبوة تبارك بدء المرحلة الرابعة من الحصار البحري على الكيان الصهيوني - العجز الدولي ومعالجة أثار المجاعة في قطاع غزة - أطروحة دكتوراة عن الديستوبيا في روايات سناء الشّعلان في جامعة تكريت العراقيّة - جامعة عدن تدشن مرحلة جديدة من التميز الأكاديمي - إسدال الستار على النسخة الحادية عشرة من المهرجان المتوسطي للناظور - كورال "هارموني" المصرية يضيء المسرح الشمالي في مهرجان جرش -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - إيهاب مقبل

الثلاثاء, 29-يوليو-2025
صنعاء نيوز/ إيهاب مقبل -



في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة في الشرق الأوسط، برزت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) كقوة فاعلة ومؤثرة في شمال وشرق سوريا، تمتلك نفوذًا عسكريًا وسياسيًا يمتد تأثيره إلى دول الجوار، لا سيما حكومة إقليم كردستان العراق. هذا الوجود العسكري والسياسي لقسد يُلقي بظلاله السلبية على حكومة الإقليم، وينعكس على استقرارها السياسي، وأمنها الاقتصادي، وعلاقاتها الإقليمية والدولية.

تصدع وحدة الصف الكردي وتراجع تأثير حكومة الإقليم
تمثل قسد نموذجًا سياسيًا وعسكريًا منافسًا لنموذج حكومة إقليم كردستان، ما يؤثر مباشرة على وحدة الصف الكردي. فبينما تسعى حكومة أربيل لتعزيز حكمها الشرعي على المناطق الكردية ورفع مكانتها الدولية، تمثل قسد قوة منفصلة تتمتع بدعم أمريكي، وتتبع أيديولوجية يسارية تختلف عن توجهات الأحزاب الكردية التقليدية في الإقليم.

هذا التنافس السياسي يضعف من قدرة حكومة الإقليم على توحيد الموقف الكردي أمام التحديات الإقليمية، ويقلل من مصداقيتها في المحافل الدولية، ما يفتح الباب أمام خصوم القضية الكردية لاستغلال هذا التشرذم.

الخلافات الأيديولوجية بين إقليم كردستان وقسد
الخلافات بين حكومة إقليم كردستان وقسد تتجاوز التنافس السياسي إلى اختلافات أيديولوجية جوهرية تؤثر في نمط الحكم والحياة المجتمعية:
🔹النظام السياسي: إقليم كردستان يتبع نظامًا ديمقراطيًا برلمانيًا نسبيًا مع احترام مؤسسات الدولة، بينما قسد تعتمد أيديولوجيا يسارية ثورية مستمدة من فكر عبد الله أوجلان، تركز على الإدارة الذاتية والديمقراطية المباشرة.
🔹حرية الدين: إقليم كردستان يتميز بالتسامح الديني، ويعيش فيه طوائف متعددة مثل المسلمون، المسيحيون، الأيزيديون، والصابئة، يمارسون شعائرهم بحرية. في المقابل، مناطق قسد تشهد قيودًا على الممارسة الدينية، حيث يُعطى التركيز أكثر للمؤسسات المدنية والأيديولوجية والنسوية، مع تقييد واضح على المؤسسات الدينية التقليدية.
🔹النهج الاجتماعي: حكومة الإقليم تحافظ على التقاليد العائلية والعشائرية والقبائلية، بينما قسد تسعى إلى تقويض هذه البنى التقليدية وبناء مجتمع جديد يعتمد على الفردانية وتفكيك الأسرة الواحدة وتحريض الأبناء على الأباء والزوجات على أزواجهن.
🔹العلاقات الدولية: إقليم كردستان يتبع سياسة متوازنة مع الدول الإقليمية والغربية، بينما تعتمد قسد على الدعم الغربي العسكري، وتواجه ضغوطًا من النظام التركي.

معضلة العلاقة مع تركيا: أزمة الضغط والتهديد
ترى تركيا في قسد تهديدًا أمنيًا بسبب ارتباط الأخيرة بحزب العمال الكردستاني، ما يضغط على حكومة الإقليم التي تعتمد على علاقات استراتيجية مع أنقرة، ويجعلها في موقف محرج بين التعامل مع قسد وحماية مصالحها مع تركيا.

إيقاف اتفاقية جيهان… ضربة مزدوجة للإقليم وقسد
القرار الأخير لتعليق تشغيل خط أنابيب جيهان من قبل تركيا شكل ضربة مالية قاسية لحكومة الإقليم، مما أثر على مشاريع التنمية والاستقرار. كما كان له تأثير غير مباشر على قسد، التي تعتمد على تهريب النفط عبر الإقليم، فتعطّل الخط أفقدها مصدرًا ماليًا مهمًا.

أزمة سنجار المستمرة: خطر أمني وسياسي
وجود قوات قسد وحزب العمال الكردستاني في سنجار يعرقل جهود حكومة الإقليم للسيطرة على المنطقة ويعطل إعادة الاستقرار والنازحين، مما يفاقم الأزمات الإنسانية ويشكل تهديدًا أمنيًا.

المعابر الحدودية… ورقة ضغط متبادلة
معابر مثل سيمالكا-فيشخابور حيوية للتبادل الاقتصادي والإنساني، لكنها تُستخدم ورقة ضغط بين حكومة الإقليم وقسد، ما يؤدي إلى توترات وتأخير في وصول الإمدادات.

أطماع قسد في العراق وتأثيرها على إقليم كردستان
تسعى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى توسيع نفوذها خارج حدود شمال وشرق سوريا، حيث ظهرت محاولات لفرض وجودها على بعض المناطق المتنازع عليها في شمال العراق، خصوصًا في مناطق مثل سنجار وحفتانين. هذا التوسع يثير قلق حكومة إقليم كردستان التي تعتبر هذه المناطق جزءًا من نفوذها الجغرافي والسياسي.

تحركات قسد في العراق لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تشمل محاولات لتشكيل هياكل إدارية تابعة لها في بعض المناطق، وهو ما يُعد تهديدًا مباشرًا لوحدة إقليم كردستان وسلطته، ويزيد من تعقيد المشهد الأمني والسياسي في المنطقة.

هذا الطموح يفاقم الخلافات بين حكومة الإقليم وقسد، ويزيد من فرص التصادم مع بغداد التي تراقب عن كثب التمدد الكردي في شمال العراق، سواء كان عبر أربيل أو عبر قسد، مما يضع حكومة الإقليم أمام تحديات داخلية وخارجية معقدة.

أثير وجود قسد على علاقة إقليم كردستان مع إيران
وجود قسد في شمال وشرق سوريا يُثير مخاوف إيران من تمدد النفوذ الكردي الذي قد يُشجع الأكراد في إيران على المطالبة بمزيد من الحقوق او الأنفصال، كما تعزز قسد علاقاتها مع قوى إقليمية معادية لإيران، مما يضع إقليم كردستان في موقف حساس بين التوازن مع طهران وحاجة العلاقات مع القوى الغربية الداعمة لقسد.

تحديات العلاقات الدولية والتوازنات المتشابكة
وجود قسد المدعومة أمريكيًا، وعلاقات إقليم كردستان مع واشنطن وأنقرة وبغداد، يضع حكومة الإقليم في موقف صعب يحتم عليها موازنة مصالح متعددة متضاربة، ما يقلل من قدرتها على التأثير السياسي الفعّال.

آثار سلبية إضافية على حكومة الإقليم:
🔹تراجع النفوذ السياسي الإقليمي نتيجة وجود قسد كقوة منفصلة.
🔹التهديد الأمني المباشر على الحدود من فصائل موالية لقسد وحزب العمال الكردستاني.
🔹تصاعد التوترات الداخلية والاجتماعية بين الفصائل الكردية.
🔹تعقيد إدارة العلاقة مع بغداد وأبعد مع طهران.

الخلاصة
تمثل قسد تحديًا معقدًا لأمن واستقرار ونفوذ حكومة إقليم كردستان العراق، ليس فقط سياسيًا وعسكريًا، بل أيديولوجيًا وثقافيًا أيضًا. في ظل هذه التحديات، لا بد من السعي نحو اندماج قسد في الحكومة السورية الجديدة وتسليم سلاحها بشكل كامل، لتجنب بقاء مناطق نفوذ متنازعة تُعرقل استقرار سوريا والمنطقة.

كما أن استمرار وجود قسد المسلح يؤثر سلبًا على العلاقات الإقليمية، خاصة مع بغداد وكذلك طهران التي تراها تهديدًا لاستقرار حدودها وتعقيدًا للعلاقات مع حكومة الإقليم. لذلك، على الأطراف الكردية المختلفة العمل على بناء توافق داخلي يضمن وحدة الصف ويعزز استقرار المنطقة.

انتهى
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)