shopify site analytics
عقد فينيسيوس.. النهاية بيد بيريز! - وقائع لا بد منها !!! - الاستيطان والحصار والتجويع جرائم لا يمكن السكوت عليها - ‏بلاد ما بعد النهرين - جريمة صادمة في جيزان.. الجيش السعودي يعذّب 7 يمنيين حتى الموت - سبع هزات أرضية تضرب البحر الأحمر بقوة تصل إلى 4.5 ريختر - مؤسسة البصر العالمية تقدم خدمات طبية متكاملة لنزلاء إصلاحية إب - جامعة ذمار تعقد مجلسها الثاني للعام الجامعي 1447هـ وتقر حزمة من القرارات - عزوف الليبين عن القراءة الأسباب والدوافع - صادر عن الأطر الطلابية في جامعات قطاع غزة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - محاولة الاغتيال والإنقاذ

  ظلت علاقتي بالدكتور مكي (رحمه الله) بين ودودة وحذرة، لكني لم أنس ما قاله الرئيس عن أن "مكي يشك في أرجله"، وهو ما تذكرته وأفزعني حين عملت على إنقاذه من الموت بعد محاولة الاغتيال، التي تعرض لها في منتصف 1994م

الثلاثاء, 29-يوليو-2025
صنعاء نيوز/د. عبدالوهاب الروحاني -
(3-3)
محاولة الاغتيال والإنقاذ

ظلت علاقتي بالدكتور مكي (رحمه الله) بين ودودة وحذرة، لكني لم أنس ما قاله الرئيس عن أن "مكي يشك في أرجله"، وهو ما تذكرته وأفزعني حين عملت على إنقاذه من الموت بعد محاولة الاغتيال، التي تعرض لها في منتصف 1994م.

تلك القصة، بدأت عند الواحدة والنصف من ظهر أحد أيام النصف الثاني من عام 1994، حينما كنت وبعض صحبي استقل سيارتي بجوار اللجنة الدائمة في طريق عودتي من جلسة اعتيادية بمجلس النواب إلى منزلي بالروضة، سمعنا لعلعة رصاص من رشاشة لحوالي دقيقة أو أقل، ففعرجت على بوابة اللجنة الدائمة للسؤال عما الذي يجري؟!! فكان الحدث تعرض الدكتور مكي لمحاولة اغتيال بالقرب من وزارة الإدارة المحلية الكائنة في ذات الحي..

شدني فضولي لمعرفة حقيقة الأمر، فتوجهت من فوري إلى موقع الحدث، كان الخوف مسيطرا على الجو هناك، وكانت سيارة الدكتور حسن قد اندفعت بفعل زخات الرصاص إلى خط السير المواجه .

كانت الصورة دموية، مخيفة ومرعبة.. السائق يبدو قد فارق الحياة.. أمّا الحارس في المقعد المجاور فقد كان هو الأخر غارقا في دمه، بينما الدكتور حسن ينزف بشدة من كتفه اليمنى.

تجمع بعض السكان والمارة في ذهول وحذر، ولم يكن أحد ليجرؤ من الاقتراب من السيارة خوفا من أن يصاب بأذى، ولم يكن بد من إنقاذه، فطلبت من ثلاثة من الاخوان برفقتي المساعدة، إذ لو تُرك لفترة أطول كان يمكن أن يفقد حياته، فالنزيف كان يتدفق من كتفه كحنفية ماء اشتدّ عليها الضغط، تم حمله إلى سيارتي، وكان في كامل وعيه، ولكن مصفر الوجه وفي حالة إنهيار.. ظل ينزف بشدة حتى أغرق دمه كرسي السيارة، رغم تضميده بـ"صماطة" حافظ إبن جدي إسماعيل – رعاه الله.

بعد تهنئئة بالسلامة، وهو الناجي الوحيد من الحادث، سألته عن الذي جرى، ومن فعل ذلك؟! وكانت المفاجئة الصادمة، هي رده على سؤالي بسؤال، حينما قال:
• يعني أنت ما تعرفش يا عبد الوهاب من حاول قتلني؟!
قالها بلهجة أوحت لي أنني على صلة، بل وكأني طرف مباشر فيما جرى له.. فقلت وأنا في حالة غضب منه واشفاق عليه في آن:
- أيش عرفني يا دكتور، انا الان اعمل على انقاذك ..!!

تساءلت بحرقة كبيرة، كيف قادته ظنونه إلى اتهامي بالشراكة في عمل مسلح ضده، وأنا مَنْ سلاحه الكلمة وعدته الرأي والقلم؟!!

كنت مندهشا، ولم أكد أصدق، فأنا أكن له التقدير والاحترام، الأمر الذي دفعني للمخاطرة في لحظة متوترة كتلك، لأعمل على إنقاذه.. أصعقني قوله وأصابني بذهول كبير من حيث لا أدرى، وتذكرت "الشك" وقول الرئيس، ثم نظرت إلى الحال التي هو فيها، وقلت في نفسي وانا اكتم غضبي الشديد: "إنه الفضولٌ، أشعرني بواجب إنساني وأخلاقي والا لتركته لقدره".

والمهم أوصلته مع رفاقي وهو ينزف دماً إلى المستشفى العسكري، وغادرت المكان مباسرة، كانت سعادتي بالغة بما فعلته تجاه الرجل، غير أن التساؤلات ظلت تعصف بي.

الغريب أن الدكتور حسن، وهو النائب الأول لرئيس الوزراء أدلى مساءً بتصريح لتلفزيون اليمن، شكر فيه الرئيس والمستشفى، لكنه لم يشر ولو بكلمة واحدة لمن أنقذه من موت محقق، ثم أنه لم يتذكر حتى نزيفه الذي سال على كرسي سيارتي، فترك فيً أثراً من ألم، ما اضطرني إلى التخلص منها، في محاولة لنسيان الوجع الذي ألم بي.

أسوأ موقف قابلته:
لم يتوقف الأمر هنا، فقد تلقيت حينها اتصالات تهديد ووعيد من بعض أصهاره وأقربائه، الذين أخطأوا الطريق وهم يعرفونها جيداً، وعلى أي حال لم أُلق لهم بالاً، لكنه كان أمراً مخجلاً ومضحكاً في آن، ولربما كان ذلك أسوأ موقف قابلته في حياتي، ولن أقول إنه كان مصداقا للمثل اليمني القائل "أترك فعل الخير ما ترى شر" وإنما كان رد الحسنة بالسيئة، ولم أشعر بندم على ما فعلت.

لاحقا، وبعد ملام وصله من بعض الأصدقاء، اعترف الدكتور حسن أنه أخطأ في حقي؛ مرة أثناء مقيل في منزل اللواء محمد الخاوي (رحمه الله) وهو محافظا للحديدة حينما قال: "أنا مدين للولد عبدالوهاب بحياتي، فهو من أنقذني من الموت"، واخرى ونحن برفقة الرئيس لحضور المؤتمر الإسلامي في المغرب بعد حرب صيف 1994، وفي كل الحالات قد أرحت بالاً، وقمت بواجب حفظته لنفسي.. علاوة على أنى قمت بمهمة أخلاقية تجاه رجل لم يكن يستحق إلاً الخير والوفاء، قدر وفائه لوطنه.

كانت محاولة الاغتيال -كما فهمتها- في إطار جس النبض بين القوى، التي كانت تتهيأ لاحرب، وكانت - كما سمعت، ولم أكن شاهدا عليها - إثر مشادة كلامية نشبت بينه وبين الشيخ ناجي بن عبد العزيز الشايف في اجتماع للجنة العامة للمؤتمر في مقر اللجنة الدائمة برئاسة الرئيس صالح، وطرح فيه "خيار الحرب الاستباقية على الانفصاليين"؛ كان الدكتور مكي معارضاً للحرب بشدة.. وكان رأيه لا يخلو من مزحة بمغزى، الامر الذي توتر معه الجو، فتبودلت الاتهامات على خلفية تباين المواقف المؤيدة للحرب والمناهضة لها، وجرى التذكير بمواقف تأريخية منها قول الشيخ الشايف للدكتور مكي: "عادك شيوعي لا أمس"، فرد الدكتور مكي بقوله: "وأنت عادك ملكي لا أمس"، واحتد النقاش واشتدت الأعصاب، فانفض الاجتماع.

وبينما كان الدكتور مكي مغادراً بعد انتهاء الاجتماع، لحق به طقم من حراسة الشيخ ناجي بن عبد العزيز الشايف، فكان الحادث المؤسف، وبالمناسبة كنت مساء ذلك اليوم قد حاولت الاتصال بالرئيس، ثم تواصلت بالشيخ ناجي بن عبدالعزيز الشايف، ولي معه صداقة ومودة (أطال الله بعمره).. قلت له "انقذتك يا شيخ ناجي من موقف كبير بإنقاذ الدكتور مكي"، فضحك ورد بلطف على قساوة قولي "والله ما قصرت يا عبدالوهاب... المجانيين تسرعوا وعملوا لنا مشكلة، ولابد من معاقبتهم".. وتمت المصالحة في القضية بالتحكيم القبلي، والهجر برتل كبير من الجمال، وعفى الله عما سلف.

حاول البعض إثارة اللغط السياسي حول موضوع التحكيم و"الهجر" ثم المصالحة، كقول بعضهم "اليوم ذبحت الدولة"، بينما كانوا ممن أقنعوا الدكتور مكي بقبول التحكيم و"الهجهر"، ولكنها السياسة.

عاش مكي ومات على حلم بناء الدولة المدنية الحديثة، ولم يكن على وئام مع القبيلة وتدخلاتها في السلطة، إذ ظل وفيا لقيم الثورة والجمهورية في كل مراحل حياته.
د. عبدالوهاب الروحاني https://www.facebook.com/share/p/1CDJFSoeqb/?mibextid=oFDknk
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)