صنعاء نيوز/ -
صحيفة بريطانية: إعلانُ اليمن التصعيدَ البحريَّ ضد “إسرائيل” يربكُ الحسابات الدولية ويفتحُ مرحلة جديدة في الصراع
أكّدت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن البيان العسكري الصادر عن القوات اليمنية يوم الأحد، والذي أعلن عن بدء المرحلة الرابعة من التصعيد ضد السفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي، يمثل نقطة تحول جديدة في مجريات الصراع البحري في البحر الأحمر. وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة تثير تساؤلات حول قدرة القوى الدولية على التعامل مع التصعيد العسكري اليمني، في وقت تواصل فيه إسرائيل عدوانها ضد الشعب الفلسطيني في غزة.
وتشير الصحيفة إلى أن التصعيد الأخير يأتي بعد نجاح القوات اليمنية في تنفيذ هجومين دقيقين على سفينتين في البحر الأحمر، في خطوة اعتبرها البعض بمثابة رد فعل على انتهاك السفن لقرار حظر الملاحة نحو الموانئ الفلسطينية المحتلة. يأتي هذا في وقت تشهد فيه المنطقة استجابة دولية متباينة، حيث يفرض المجتمع الدولي مزيدًا من الضغط على الأطراف المتصارعة، دون اتخاذ خطوات فعّالة لوقف الهجمات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين.
وأوضح مارتن كيلي، رئيس قسم الاستشارات في مجموعة EOS للمخاطر، أن البيان الأخير من صنعاء يشير إلى “تحول في النوايا”، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة العمليات العسكرية في المستقبل القريب، ليس فقط ضد السفن الإسرائيلية، بل ضد أية سفن تجارية تشارك في دعم الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف كيلي أن الموقف الدولي تجاه غزة، والانتقادات الواسعة تجاه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، قد يمنح اليمنيين شرعية إضافية لمواصلة عملياتهم البحرية.
كما أشار التقرير إلى أن اليمن قد يوسع نطاق استهدافاته ليشمل السفن التي تملكها أو تديرها شركات ترتبط بإسرائيل، حتى وإن لم تكن السفن متجهة نحو الموانئ الإسرائيلية، مما يعكس تنامي قدرة القوات اليمنية على التأثير في مسار الأحداث البحرية في المنطقة.
وفي السياق ذاته، اعتبر بعض الخبراء الأمنيين أن الولايات المتحدة لم تتمكن من تأمين حماية فعّالة للسفن الإسرائيلية، ما يعكس فشلًا في ردع التصعيد اليمني. وأكد هؤلاء الخبراء أن ما يحدث الآن يعكس تحولًا في موازين القوة في المنطقة، حيث أصبح اليمن طرفًا فاعلاً قادرًا على فرض معادلاته الاستراتيجية دون الخضوع للضغوط الدولية، خاصة في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.
ختامًا، يبقى التساؤل قائمًا: هل ستتمكن واشنطن من حماية الممرات البحرية الإسرائيلية؟ أم أن التصعيد اليمني سيؤدي إلى مزيد من التدهور في موازين القوة الإقليمية
|