shopify site analytics
عادة انتشرت مؤخرا أوساط الشباب - الحل الثالث - ضرورة خط باص حكومي "المصلحة" الى باب المعظم - الحكم المحلي والثقافة في خندق واحد - يا ماكراً ومنافقاً في ودِّنا عبثاً تحاولُ ليَّ قوة حشدِنا..! - قبل العاصف : سردية الحرب من الصواريخ إلى النصوص الدينية(3/3) - فقدان البوصلة وتصاعد الإبادة وتجويع غزة - هزّتان أرضيتان تضربان ذمار مصدرهما البحر الأحمر - طريق بني سلامة بالمنار تفتح لليوم الثالث بعد ان اغلقت بسبب الانهيارات الصخرية - أعلى مجلس اجتماعي لأولاد أبي سيف يعقد اجتماعه العادي برئاسة الاشتر بمدينة نسمة -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - انتهت الحرب بين إيران والكيان الإسرائيلي ، فبعد 12 يومًا من القصف المتبادل والتهديدات النووية المبطّنة، تحوّل الصراع إلى ما هو أعمق

السبت, 02-أغسطس-2025
صنعاء نيوز/رسل جمال -






انتهت الحرب بين إيران والكيان الإسرائيلي ، فبعد 12 يومًا من القصف المتبادل والتهديدات النووية المبطّنة، تحوّل الصراع إلى ما هو أعمق من مواجهة جيوسياسية نحن أمام مواجهة دينية وأنثروبولوجية محتدمة، حيث لا يتقاتل الطرفان على خرائط الأرض فقط، بل على خرائط السماء، على سرديات التاريخ ونبوءات آخر الزمان.

سرديات تتقاطع مع السماء

في طهران وتل أبيب على حد سواء، عادت النصوص القديمة لتُستخرج من بطون الكتب، مرويات المهدي المنتظر ونبوءات الملاحم والفتن، في مقابل نصوص التوراة وتوقعات أشعيا وحزقيال. كل طرف بات يدافع عن "حقه الإلهي" في الوجود والبقاء، وكأنّ الصراع لم يعد بين دولتين، بل بين رؤيتين كونيّتين للحقيقة والتاريخ.
في الشوارع العربية والإسلامية، تزايد البحث عن علامات آخر الزمان، وتحوّلت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منتديات تحليل للأحاديث والرؤى، الجميع يردد الروايات، ويعيد قراءة ما قيل عن "الرايات السود من خراسان"، و"جيش السفياني"، و"دابة الأرض".،كأنّ الشرق الأوسط بات يعيش لحظة "تجلّي النص" في الواقع.

العراق: بركان تحت الرماد
في هذه اللحظة الحساسة، يبدو العراق برميل بارود جاهز للانفجار. الاحتقان الطائفي يُعاد بعثه كل بضعة أسابيع عبر بروباغندا إعلامية ممنهجة، تستهدف رمزًا من رموز المقاومة أو الحشد أو المرجعية. الاتهامات تُطلق جزافًا: من "هتك العرض" إلى "العمالة"، في محاولة لتسقيط من تبقى من "أساطير" ما بعد داعش.
ما يُعرض ليس مجرد "قضية فساد" أو ليس بريئًا، بل يُستخدم كأداة لهدم رموز الوعي الجمعي وإثارة الغضب الشعبي وتثوير الشارع، في توقيت لا يخلو من توجيه خارجي مدروس. فالفوضى لا تأتي صدفة، بل تُصنع وتحاك خيوطها من الخارج لتنتهي لنا ببساط ملعون!

التفتيت الناعم والفوضى الخلّاقة
إن تشتيت الانتباه بين حرب إسرائيلية-إيرانية، وأحداث داخلية في العراق، وتسقيط رموز دينية وسياسية، قد يُظهر للمشاهد العربي مشهدًا مشتتًا بلا رابط.،لكن في العمق، كل هذه النقاط تصبّ في مشروع واحد: زعزعة المنطقة عبر تفكيك سردياتها، ثم إعادة تركيبها ضمن هندسة جديدة.
الاستهداف ليس فقط للأشخاص أو الأحزاب، بل للمعنى ذاته. المطلوب هو قلب المفاهيم: تحويل المقاوم إلى متحرّش، وتحويل الرمز إلى فاسد، وتحويل الحشد إلى مليشيا مارقة، وتحويل الطائفة إلى عبء اجتماعي. كل ذلك في سياق مشروع "الفوضى الخلاقة" الذي تم التخطيط له منذ ما بعد الغزو الأمريكي للعراق، لكنه الآن يدخل مرحلته الأخطر.

حرب السرديات لا تقلّ فتكًا من حرب الصواريخ

الحرب المقبلة — وربما قد بدأت بالفعل — لن تُحسم بالسلاح فقط، بل بالسردية الأقوى، من ينجح في فرض "قصته" على الواقع هو من سينتصر، أما من يفقد بوصلته، ويقع في فخ الفتن الداخلية، فمصيره التهميش أو التبعية أو الذوبان.
وما على شعوب المنطقة — خصوصًا العراق — إلا أن تعي أن ما يجري من محاولات تسقيط، وشحن طائفي، وتأليب إعلامي، ليس سوى مسرح عمليات خفيّ لحرب أكبر: حرب على الوعي، على الذاكرة، وعلى الروح الوطنية الاصيلة.

احذروا... فالآتي ليس صراع دول، بل نهاية سردياتإنّ

ما نعيشه اليوم ليس سوى مقدمة زلزالية لانهيار بنيات راسخة، وانفجار عميق في قلب الهويات. فالمواجهة القادمة ليست معركة حدود ولا حتى صراع عقائد فقط، بل تصفية حسابات كبرى بين سرديات كونية تمتد جذورها في أعماق التاريخ البشري.الطرف الذي يفوز في معركة "المعنى" سيكتب التاريخ القادم، أما الذي يُسحق، فسيلعن عقودًا من التهاون والضياع وترك الساحة للعدو كي يزرع فتنه بيننا.احذروا أن تكونوا أدوات في حرب لا تفهمونها...احذروا أن تكونوا حرابًا تُطعن بها ظهور رموزكم، وألسنة تُنطق بما خطّه العدو لكم.فمن يسقط اليوم عن جهالة أو عن ثأر أو عن قلة وعي، سيكون غدًا حطبًا لنار لن تُبقي ولن تذر.المواجهة الآن لا تعترف بالحياد، ولا تنظر للرماديين بعين الاحترام.إما أن تفهم المعركة وتختار موقعك في ساحة الوعي،أو تُدفن مع المنهزمين في مقبرة الفوضى الخلّاقة التي تُهيّأ بعناية، وفي صمت
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)