صنعاء نيوز/إيهاب مقبل -
تشهد الساحة الأمنية في شمال أوروبا تصاعدًا متزايدًا في التوتر بين السويد وروسيا، ما يثير تساؤلات جدية حول القدرة العسكرية لكل منهما واحتمالية اندلاع مواجهة عسكرية بين القوتين. في هذا السياق، استعرض مقارنة موضوعية بين الجيشين، مع تحذير واضح للسويد من الاستمرار في نهج قد يُعتبر معاديًا لروسيا، فقد يكون الثمن باهظًا.
القوة البشرية والتسليحية
يمتلك الجيش الروسي قوة بشرية ضخمة، تزيد على مليون جندي نشط، إلى جانب احتياطي واسع يمكن تعبئته بسرعة. بينما يظل الجيش السويدي صغير الحجم نسبيًا بنحو 20 ألف جندي نشط، مع قدرة على تعبئة الاحتياطي عند الحاجة. هذا الفرق العددي الكبير يمثل عنصر ضغط كبير على السويد في أي مواجهة محتملة.
عسكريًا، تمتلك روسيا ترسانة هائلة من الدبابات، الطائرات، والصواريخ، تغطي جميع ميادين القتال البرية والجوية والبحرية. بالمقابل، يعتمد الجيش السويدي على تقنيات متقدمة وحديثة، ويشتهر بتدريبه العالي واستخدامه لطائرات Gripen المقاتلة، إلا أن هذا لا يعوض الفارق الكبير في العدد والموارد.
الميزانية والتجهيزات
ميزانية الدفاع الروسية تقترب من 70 مليار دولار سنويًا، مقابل أقل من 8 مليارات للسويد. هذا الفارق يسمح لروسيا باستمرار تطوير قدراتها وتجديد معداتها بشكل أكبر وأوسع، مما يعزز من تفوقها العسكري. السويد تحاول تعويض الفارق عبر الاستثمار في تقنيات دفاعية متقدمة وتحالفات دولية، لكن ذلك لا يلغي الحقيقة بأن روسيا تمتلك إمكانيات أكبر بكثير.
الجغرافيا والدعم الدولي
تستفيد السويد من موقعها الجغرافي المعقد، من غابات وبحيرات، ما يصعب على أي قوة غازية التقدم بسهولة. كما أن دعم الناتو ودول الاتحاد الأوروبي قد يوفر دعمًا عسكريًا إضافيًا للسويد في حال نشوب نزاع. في المقابل، روسيا تمتلك قدرة على التحرك السريع عبر مساحات شاسعة مع شبكة خطوط إمداد متطورة.
متى قد تحدث المواجهة؟
رغم عدم وجود دلائل مؤكدة على اندلاع مواجهة مباشرة بين السويد وروسيا، إلا أن تصاعد التوترات في القطب الشمالي ودول البلطيق، بالإضافة إلى التنافس على النفوذ الإقليمي، يرفع احتمالية حدوث نزاع خلال السنوات المقبلة. يتوقع بعض المحللين العسكريين أن المواجهة قد تحدث خلال الفترة بين 2025 و2035، إذا استمرت السياسات العدائية والتوترات المتصاعدة دون جهود دبلوماسية لاحتوائها.
ماذا ستفعل أمريكا في حال تعرضت السويد لهجوم روسي؟
أمريكا الشمالية تعتبر السويد شريكًا أمنيًا هامًا في المنطقة، وفي حالة تعرض السويد لهجوم روسي، من المتوقع أن تقدم أمريكا دعمًا عسكريًا ودبلوماسيًا قويًا، يشمل توفير أسلحة متقدمة، دعم جوي وبحري، وربما نشر قوات على الأراضي السويدية أو في دول الجوار.
ومع ذلك، فإن القرار الأمريكي بالدخول المباشر في مواجهة عسكرية يعتمد على عدة عوامل، منها تحالفات دولية، مصالح استراتيجية، وتقييمات المخاطر. لذا، فإن الاعتماد التام على الدعم الأمريكي هو مقامرة قد تكون خطرة، خصوصًا إذا ما أخذنا في الاعتبار أن "المتغطي بأمريكا عريان"، أي أن الحماية الأمريكية غير مضمونة بشكل كامل في جميع الظروف.
ماذا سيفعل الاتحاد الأوروبي للسويد في حال تعرضت لهجوم روسي؟
الاتحاد الأوروبي، ككيان سياسي واقتصادي، سيبدي دعمًا سياسيًا قويًا للسويد، وسيعمل على فرض عقوبات اقتصادية قاسية على روسيا، إلى جانب تقديم مساعدات إنسانية وعسكرية محدودة. لكن من الناحية العسكرية، يفتقر الاتحاد الأوروبي إلى قوة دفاعية موحدة بالكامل، واعتماده كبير على الدول الأعضاء وأطراف الناتو، مما قد يحد من قدرته على التدخل المباشر بشكل سريع وفعال.
مع ذلك، من المرجح أن يسعى الاتحاد إلى تنسيق الجهود مع الناتو وأمريكا الشمالية لتقديم دعم شامل للسويد، لكن سرعة وحجم هذا الدعم سيعتمد على الوضع السياسي والظروف الميدانية.
التحذير: هل تقدر السويد على دفع الثمن؟
بينما يبدو الجيش السويدي مدربًا جيدًا ويعتمد على تقنيات متقدمة، فإن الاستمرار في نهج معادٍ لروسيا يحمل مخاطر كبيرة. مواجهة عسكرية مباشرة قد لا تكون في صالح السويد على المدى الطويل، خصوصًا إذا غابت عنها دعم قوي وفعال من حلفائها.
العد التنازلي لمواجهة محتملة بين السويد وروسيا قد لا يكون بعيدًا، خاصة مع تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في المنطقة. لهذا، على السويد أن تراجع سياساتها وتحذر من السير في طريق قد يؤدي إلى صراع مكلف وخسائر كبيرة.
انتهى
|