shopify site analytics
ضمير الأمة ودرعها الحصين عبر التاريخ - مدرسة الفتح بصنعاء تنظم لقاءً تربويًا مع أولياء الأمور للحد من تسرب الطلاب - الإعلام السويدي وحبّه للضحايا حسب الطلب: صدام حسين وماريا لامبسوس - رجل من زمن آخر... صور عزة الدوري تروي ما كتمه التاريخ - مؤتمر إيران الحرة 2025 في روما: المطالبة بالعدالة في مذبحة عام 1988 - عد تنازلي للمواجهة العسكرية: الثعلب السويدي الماكر ضد الدب الروسي القوي! - الداعري: محاولة تعطيل أوامر النيابة من قبل المحرمي يفتح باب الفوضى - وقف حرب الإبادة على غزة والمسؤولية الوطنية - تحضيرات مكثفة لعقد مؤتمر علمي مشترك بين جامعة عدن والهيئة العليا للأدوية - ابناء خولان يعتصمون -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - في عام 2010، ظهرت فجأة في السويد امرأة تُدعى ماريا لامبسوس، زاعمة أنها كانت أسيرة لدى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لمدة 33 عامًا

الأربعاء, 06-أغسطس-2025
صنعاء نيوز/ إيهاب مقبل -


في عام 2010، ظهرت فجأة في السويد امرأة تُدعى ماريا لامبسوس، زاعمة أنها كانت أسيرة لدى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لمدة 33 عامًا.

ادعت أنها "اختُطفت" في سن السادسة عشرة، واحتُجزت في قصره، وأنجبت منه طفلة، قبل أن يُغتصب ابنتها لاحقًا من قِبل ابنه عدي، ثم هربت بطريقة غامضة إلى أوروبا، فالسويد.

لكن بين عامي 2010 و2025، لم تظهر أي أدلة حقيقية تدعم روايتها: "لا وثائق، لا شهود، لا صور، ولا ملف لجوء رسمي يُثبت قصتها".

ومع ذلك، استقبلها الإعلام السويدي كأنها بطلة إنسانية من زمن الرعب العربي.

الإعلام السويدي: منصة للروايات المعلّبة
ليس من المبالغة القول إن الإعلام السويدي لعب دورًا قذرًا في تسويق قصة اللبنانية ماريا لامبسوس. بل يمكن القول إنه كان شريكًا كاملًا في صياغتها وتلميعها وتضخيمها، لأسباب سياسية موجهة، تحت عباءة "الإنسانية".

السويد، التي تباهت طويلاً بـ”حيادها"، هي ذاتها التي منحت الغطاء لتقارير التضليل عن "أسلحة الدمار الشامل" في العراق، بلسان رئيس لجنة التفتيش السويدي رولف إيكيوس.

واليوم، بعد أن سقطت كل تلك الأكاذيب، يعود الإعلام السويدي ليمنح المنابر لمَن يكمل المهمة، ولكن هذه المرة، عبر حكاية درامية لامرأة تبحث عن اهتمام وشهرة، بأكثر القصص نمطية عن "ديكتاتور شرقي مغتصِب" و"امرأة عربية ضائعة أنقذها الغرب".

شهادة من الداخل: الصحفي السويدي "ماتس إيكمان" يكشف القناع
في عام 2010، كتب الصحفي السويدي ماتس إيكمان مقالًا صادمًا في صحيفة اكسبريسن بعنوان: "العشيقة تبدو وكأنها باحثة عن الثراء".

كشف فيه أن ماريا لامبسوس لا تمتلك أي دليل حقيقي على روايتها. بل وصف كتابها بأنه: "مرق سائل، رائحته كذبة من بعيد".

وأشار إلى أن الصورة التي زعمت ماريا أنها التُقطت لها مع صدام، تعود في الحقيقة إلى زوجته ساجدة خير الله طلفاح، وهو ما يعني أن روايتها انهارت بصريًا حتى قبل أن تُفكك منطقيًا.

كما لفت إيكمان إلى أن ظهور ماريا لأول مرة إعلاميًا بإسم "باريسولا لامبسوس" كان في 12 سبتمبر أيلول 2002، نفس يوم خطاب جورج بوش أمام الأمم المتحدة لتبرير غزو العراق وتدميره، مما يشير إلى تزامن مدروس بين قصتها والدعاية الغربية.

اللافت أن إيكمان تواصل مع مسؤول استخباراتي سويدي كان قريبًا من الملف، وسأله مباشرة: هل قصتها صحيحة؟ فجاءه الجواب القاطع: "كلها ملفقة. إنها جزء من عملية ناعمة دعمتها أطراف استخباراتية. حتى وصولها إلى السويد لم يكن بريئًا".

هذا يعني أن ماريا لامبسوس ليست سوى مجرد خدعة، وأن وكالة الاستخبارات الأميركية (CIA) هي من "أودعتها" في السويد كجزء من عملية تضليل موجهة لتشوية سمعة العراقيين. الهدف: صناعة غطاء عاطفي لتدمير بنية الشعب العراقي.

أقوال ماريا: دراما بلا شواهد
ماريا تقول: «كنتُ أرتدي فستانًا ورديًا، وشعري طويل، وصدام أخذني إلى سريره. لم أكن أعرف من هو. كنت مغرمة».

ثم تقول: «عدي اغتصب ابنتي في السادسة عشرة، فهربت بها إلى سويسرا».

هذه العبارات تمثل محاولة لعرض القصة بأسلوب درامي قوي يستهدف إثارة التعاطف، إذ تبدأ بوصف براءة الطفولة وانجذاب غير مفهوم، مما يخلق سردًا إنسانيًا شخصيًا ومؤثرًا. ثم تنتقل إلى ذروة الصدمة بإثارة مأساة ابنتها، في محاولة لكسب اهتمام الإعلام والجمهور عبر تصويرها كضحية مزدوجة.

لكن العبارات تبدو أقرب إلى سيناريو سينمائي ركيك، منها إلى شهادة ضحية موثّقة. هل توجد أوراق سفر؟ تحليل DNA؟ جوازات؟ لا شيء. الإعلام السويدي لم يسأل حتى.

السويد… ملاذ الكذبة الإنسانية
رغم كل هذه التناقضات، لم يتوقف الإعلام السويدي عن الترويج لقصتها، بل بالغ في استغلالها، دون تدقيق أو مساءلة.

كيف لدولة تدعي الشفافية أن تتبنى رواية مفبركة كهذه؟ ولماذا يُمنح المنبر للضحايا "المناسبين" سياسيًا فقط؟ ولماذا كل هذا الإصرار على تصوير الشرق كمكان للاغتصاب والقهر، والغرب كمنقذ أبدي؟

الجواب واضح: لأن ماريا تخدم الرواية. لأنها تبكي أمام الكاميرا. ولأن الإعلام الغربي لا يقاوم امرأة تقول له ما يريد سماعه.

ختامًا: ضحية، عميلة، أم باحثة عن الشهرة؟
ربما كانت ماريا ضحية لظرف غامض. وربما كانت أداة بيد جهاز مخابرات يروّج لعواطف موجهة. لكن الاحتمال الأقرب: امرأة أرادت الشهرة، فصنعت قصة تعلم أنها ستُبكي الصحفيين الأوروبيين.

روايتها لا تصمد أمام أبسط أدوات التحقيق. وكل من سأل، مثل الصحفي إيكمان، خرج منها بخلاصة واحدة: "ليست إلا باحثة عن الثراء، دخلت السويد برواية مُعلبة، والإعلام لعب لعبته".

ربما كانت سجينة فعلًا. لكنها ليست سجينة صدام… بل سجينة حاجة الغرب لروايات الضحايا التي تبرر احتلاله وقصفه وتدخله.

وهي أيضًا، بلا شك، امرأة تسعى إلى الشهرة… لأن الكذبة، حين تخدم الغرب، تصبح بطاقة VIP إلى صالات الإعلام السويدي.

ومن المهم الإشارة هنا إلى أن صدام حسين لم يتزوج سوى امرأتين فقط:
زوجته الأولى: ساجدة طلفاح، وله منها الأبناء المعروفون: عدي، قصي، رغد، رنا، وحلا.
وزوجته الثانية: سميرة شاهبندر، ولم يُعرف أن له منها أبناء.

ولا توجد أي وثائق أو شهادات موثقة عن زيجات أو علاقات أخرى، ما يجعل ادعاء ماريا أو غيرها بوجود "ابن أو أبنة من صدام" محض خيال سياسي درامي لا يسنده واقع ولا منطق.

المصادر:
ماريا، 57 عامًا، كانت سجينة لدى صدام لمدة 33 عامًا، صحيفة أفتونبلادت، 2010
https://www.aftonbladet.se/nyheter/a/G100MJ/maria-57-holls-fange-av-saddam--i-33-ar

عشيقة صدام توقع على كتاب، راديو السويد، 2010
https://www.sverigesradio.se/artikel/3665732

ماتس إيكمان: "العشيقة" تظهر كباحثة عن الثروة، صحيفة اكسبريسن، 2010
https://www.expressen.se/debatt/mats-ekman-alskarinnan-framstar-som-en-lycksokerska/

انتهى
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)