صنعاء نيوز/ -

نزار محمد
| 11-08-2025
فريق العلوم

*المقدمة:*
البصر نعمة لا تُقدّر بثمن، ومع ذلك غالبًا ما نهمل حمايته حتى تبدأ المشاكل بالظهور. من إجهاد العين الرقمي إلى أمراض الشبكية، تتعرض أعيننا يوميًا لمخاطر قد تتراكم بصمت.
لكن الخبر الجيد هو أن حماية البصر لا تتطلب خطوات معقدة، بل بعض العادات الصحية البسيطة التي تساهم في الحفاظ على قوة النظر وسلامة العين. في هذا المقال، نستعرض أبرز الأساليب التي تساعدك على حماية عينيك من الأضرار المبكرة، إضافة إلى تصحيح المفاهيم الشائعة، والعادات التي يجب تبنيها للوقاية من تدهور الرؤية.

*احذر من الشاشة… راقب عينيك*
في عالمنا الرقمي، أصبحت الشاشات جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، سواء في العمل أو الترفيه. ولكن التحديق المطول في الشاشات يؤدي إلى إجهاد العين، جفافها، وظهور الصداع. للحماية، يُنصح باتباع قاعدة 20-20-20: كل 20 دقيقة، انظر إلى شيء يبعد 20 قدمًا لمدة 20 ثانية. كما يُفضل استخدام مرشحات الضوء الأزرق وضبط إضاءة الشاشة لتكون مريحة للعين. لا تنسَ أن ترفّ عينيك بانتظام للحفاظ على رطوبتهما. الراحة البصرية ليست ترفًا، بل ضرورة للحفاظ على بصرك في عصر الشاشات.

*الغذاء السليم مفتاح لقوة النظر*
الفيتامينات والعناصر الغذائية تلعب دورًا محوريًا في صحة العين. الأطعمة الغنية بفيتامين A، C، E، والزنك، وكذلك الأوميغا-3، تُعزز من صحة الشبكية وتحمي من التنكس البقعي المرتبط بالعمر. الجزر، السبانخ، السمك الدهني، المكسرات، والحمضيات، جميعها أطعمة يجب أن تكون حاضرة في نظامك الغذائي. الاهتمام بالتغذية لا ينعكس فقط على نضارة بشرتك أو وزنك، بل على رؤيتك أيضًا. فالعين مثل أي عضو آخر تحتاج إلى تغذية متوازنة لتعمل بكفاءة وتحافظ على قدرتها مع تقدم العمر.

*النظارات الشمسية ليست رفاهية*
التعرض المباشر والطويل لأشعة الشمس يمكن أن يضر العين بشكل كبير. الأشعة فوق البنفسجية تسرّع شيخوخة العين وتزيد من خطر الإصابة بالمياه البيضاء والتنكس البقعي. لذلك، من الضروري ارتداء نظارات شمسية ذات حماية UV 100% عند الخروج نهارًا، حتى في الأيام الغائمة. يُفضل أن تغطي العدسات مساحة واسعة من محيط العين لضمان حماية شاملة. كما أن استخدام قبعة عريضة الحواف يزيد من الوقاية. تذكّر أن حماية العين تبدأ من الوقاية، والنظارات الشمسية هي درعك البسيط والأنيق.

*فحوصات دورية… وقاية لا بد منها*
الكثيرون لا يزورون طبيب العيون إلا عند الشعور بمشكلة واضحة، لكن فحص العين المنتظم يمكن أن يكشف عن أمراض صامتة مثل الزرق أو اعتلال الشبكية السكري قبل أن تؤثر على الرؤية. ينصح بإجراء فحص شامل للعين كل عامين على الأقل، أو بشكل سنوي إذا كان هناك تاريخ عائلي أو مشكلات صحية مزمنة. الفحص لا يقتصر على اختبار النظر فحسب، بل يشمل فحص ضغط العين، الشبكية، والقرنية. هذه الزيارة الدورية قد تكون الفرق بين الوقاية والعلاج المتأخر، فاجعلها أولوية.

*الخاتمة:*
العين نافذتك إلى العالم، واهتمامك بها اليوم يضمن لك رؤية سليمة في المستقبل. لا تنتظر حتى تشعر بضعف النظر أو الإرهاق، بل ابدأ بتطبيق هذه الخطوات البسيطة: راحة من الشاشات، تغذية متوازنة، نظارات شمسية، وفحص دوري. كل واحدة منها تسهم في بناء درع وقائي يحافظ على بصرك لسنوات طويلة. البصر لا يُعوّض، والوقاية اليوم خير من العلاج غدًا. فكن حريصًا، وابدأ من الآن بحماية هذه النعمة الغالية.