shopify site analytics
تعرف على 10 نصائح إرشادية للحماية من الصواعق - النشرة المسائية لوسائل الإعلام العبري لنهار الأحد الموافق 17 اغسطس 2025  - توقع هطول أمطار رعدية غزيرة - صواعق رعدية تودي بحياة نازحين في الزهرة بالحديدة إثر أمطار غزيرة - ورشة تدريبية حول أمن المعلومات وحماية البيانات - مملكة الأحلام قصّة جديدة للأديب سليم نفّاع - الأمريكية كزينة: سعيدة بدعم الملك محمد السادس للفنانين الشباب وبتجربتي - الإنسانية تحت النار: تأملات بمناسبة اليوم العالمي للعمل الإنساني 2025 - المسؤولية تصنع الرجال قبل الإنجازات - استعراضات بن غفير وإرهاب الدولة المنظم -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - في التاسع عشر من آب/أغسطس من كل عام، يكرّم العالم أولئك الذين يقدمون العون والإغاثة للمجتمعات في زمن الحروب والكوارث

الإثنين, 18-أغسطس-2025
صنعاء نيوز/ بقلم د. غسان شحرور -






في التاسع عشر من آب/أغسطس من كل عام، يكرّم العالم أولئك الذين يقدمون العون والإغاثة للمجتمعات في زمن الحروب والكوارث، وهم يخاطرون بحياتهم ، وسلامتهم في سبيل مساعدة الآخرين.

لقد جاء اعتماد “اليوم العالمي للعمل الإنساني” تخليداً لذكرى تفجير مقر الأمم المتحدة في بغداد عام 2003، والذي أودى بحياة ما لا يقل عن 22 عاملاً إنسانياً. وقد شكّل ذلك الحدث المأساوي دافعاً للأمم المتحدة لإقرار هذا اليوم للذكرى واعترافاً بفضل ودور العاملين في المجال الإنساني والإغاثي.



في عام 2025، يرفع نداء الأمم المتحدة بقوة شعار: أوقفوا الهجمات على العاملين الإنسانيين والمدنيين، وضعوا حداً للإفلات من العقاب بموجب القانون الإنساني الدولي.

يعتمد أكثر من 300 مليون إنسان على المساعدات الإنسانية، ومع ذلك فإن من يقدّمونها يواجهون مخاطر غير مسبوقة. التمويل والدعم يتراجعان. والحماية التي أقرها القانون. الدولي تُنتهك مراراً وبوحشية لا سابق لها. ففي العام الماضي وحده، قُتل ما لا يقل عن 390 عاملاً إنسانياً ــ من غزة إلى السودان إلى ميانمار.



القانون الدولي واضح: يجب احترام العاملين في الخدمات الإنسانية وحمايتهم، أما استهدافهم فهو طعنة في صميم إنسانيتنا المشتركة. ومع ذلك، ووفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد أصبحت حرب الجيش الإسرائيلي على غزة الأكثر دموية في التاريخ بالنسبة للعاملين في الخدمات الإنسانية ــ ولم تُقابل بإدانة عالمية حقيقية، بل بتجاهل وصمت مخزٍ. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية على سبيل المثال إلى 735 هجوماً على الرعاية الصحية في غزة بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و11 حزيران/يونيو 2025، أسفرت عن مقتل 917 شخصاً وإصابة 1411 آخرين، وأثّرت على 125 مرفقاً صحياً وألحقت أضراراً بـ34 مستشفى. وقد أكد خبراء أمميون أن التدمير المتعمد للنظام الصحي في غزة على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي يرقى إلى مستوى “الإبادة الطبية”.

في عام 2012 كتبتُ مقالة بعنوان “افتخر..أنت تعمل في الخدمات الإنسانية”، نُشرت في مجلة "المنال" وغيرها، احتفيت فيها بشجاعة من يواصلون الخدمة في أماكن المخاطر، وطالبت بدعمهم وتكريمهم. ومنذ ذلك الحين، ما فتئتُ أكرر هذه الرسالة في المحافل العامة ووسائل الإعلام، مؤكداً الدور الحيوي للعاملين الإنسانيين في صون إنسانيتنا المشتركة.



لكن اليوم، وبعد المجازر والضحايا والاعتداءات في غزة، أتساءل: ماذا عساي أن أقول؟

الجواب: أبداً ليس الصمت. بل الفعل المتجدد. والمناصرة المستمرة. والحماية الصارمة مع كل عرفان وتقدير للعاملين في الخدمات الإنسانية.



وهنا لابد أن نتساءل: إذا كان مقتل 22 عاملاً إنسانياً في 2003 قد كان كافياً لإطلاق “اليوم العالمي للعمل الإنساني”، فإن الخسائر المروّعة في غزة ــ والتي يتجاهلها كثيرون ــ يجب أن تدفع الأمم المتحدة والعالم لإعلان كل يوم “يوماً عالمياً للعمل الإنساني”.



لقد شهدت غزة أكبر خسارة مسجّلة للعاملين في الإغاثة والصحة، كذلك للصحفيين والأطفال والمعلمين وموظفي الأمم المتحدة. لقد قُصفت سيارات الإسعاف والمستشفيات والملاجئ ومرافق الأمم المتحدة.



إن حماية العاملين في الخدمات الإنسانية، تقتضي مواجهة أدوات الدمار ذاتها، فقتل المدنيين والعاملين الإنسانيين ــ بالقنابل أو القذائف أو الغارات الجوية ــ انتهاك للقانون الإنساني الدولي نفسه الذي يحرّم أيضاً أسلحة الدمار الشامل. إن اتفاقيات نزع السلاح والحد منه، وخاصة حظر الأسلحة النووية، ليس منفصلاً عن الحماية الإنسانية؛ بل هو ضمانتها القصوى. إن عالماً يقبل ويتغاضى عن الدمار الكارثي غير المسبوق لغزة لن يكون آمناً، ولن يستطيع أن يدّعي المناعة من هيروشيما أخرى.



إن تكريم الضحايا لا يقتصر على الكلمات. بل يعني حماية العاملين في الخدمات الإنسانية، ومحاسبة الجناة بكل حزم، كذلك العمل على وقف تدفق السلاح إلى من يتجاهلون ويخرقون القانون الدولي الإنساني، وبناء عالم منزوع السلاح وخالٍ من الأسلحة النووية، وكافة أسلحة الدمار الشامل.



إن الفشل في حمايتهم ليس مجرد إخفاق إنساني، بل انهيار للمبادئ التي تجعل السلام العالمي ممكناً ومستداما.



وفي هذا “اليوم العالمي للعمل الإنساني”، دعوة صارخة إلى الحكومات والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام للتأكيد: إن الاعتداء على العاملين في الخدمات الإنسانية هو اعتداء على الإنسانية ذاتها. ولتكريمهم حقاً، يجب أن ندافع عن دورهم الإنساني الجليل، وأن نضمن ألا تُخرس أدوات الحرب أولئك الذين يحفظون الحياة.


شعار اليوم العالمي للعمل الإنساني
عرض النص المقتبس
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)