صنعاء نيوز/ - *قوة حزب الله كانت آخر حصن للعرب في وجه السحق الأمريكي الإسرائيلي*
محمد حسن زيد
13 فبراير 2025
ظهر الملك الأردني حزينا متوترا وهو يجيب عن أسئلة الصحفيين في البيت الأبيض بطريقة آلمت كل عربي ومسلم..
كان واضحا أن مصير الأردن على المحك، ليس قطع المساعدات الأمريكية فحسب بل الخوف من أن حمى الفوضى والتنظيمات التكفيرية ستعصف بالأردن وتفككه على غرار ما حدث في الجارتين سوريا والعراق..
ثم ماذا سيكون مصير ملايين الفلسطينيين؟
بعد مقتل السيد حسن نصر الله تصريحات نتنياهو الصريحة عن "شرق أوسط جديد" والمشروع الوقح لترامب بتهجير ملايين الفلسطينيين وتفريغ أرضهم لإسرائيل أو "وعد بلفور الجديد" يعكس الشعور بواقع جديد في الشرق الأوسط وتوازنات نشأت إثر طوفان الأقصى عبر عنها نتنياهو بإهداء "بيجر ذهبي" للرئيس ترامب!
الشعور بضعف حزب الله بعد اغتيال قيادته وبعد انهيار الجيش العربي السوري وقطع خط الإمداد الإيراني عن المقاومة هو ما دفع ترامب لتبني هذا التهجير الوقح علنا، وهذا دليل آخر على أن قوة حزب الله إنما كانت آخر حصن للعرب في وجه السحق الأمريكي الإسرائيلي..
وكأن السيد حسن الله كان الرادع الوحيد بوجه أمريكا وإسرائيل والآن أصبحت الأمة بلا درع ولا رادع..
مشروع ترامب الوقح لتهجير الفلسطينيين يؤكد على أن الذين ساهموا بإضعاف محور المقاومة وكسر التوازن السياسي عبر الخطاب الطائفي الذي لا يستهدف الا كل من يقف في وجه أمريكا وإسرائيل هو السبب لإيصال الأمة لهذا المستوى من الإذلال سواء كان إذلالا للفلسطينيين أو للمصريين أو للأردنيين أو للسعوديين!
هل يعي الساسة الذين كانوا متوجسين من محور المقاومة هذه النتيجة؟
هل يعي الذين كانت أولويتهم مذهبية في النظر لمحور المقاومة هذه النتيجة؟
لكن هل ستوافق مصر والأردن والسعودية على أوامر ترامب المذلة؟
السؤال الصحيح هو: هل هم قادرون على تحدي إرادة أمريكا؟
وإلى أي مدى؟
هل سيقاتلون مثلا؟ هل سيحركون الجيوش؟
هل سيهددون بالتحالف مع إيران وروسيا والصين؟
في هذه الحالة هل ستتركهم تركيا وقطر والتنظيمات التكفيرية دون فوضى؟
لقد ذهبت هذه الأنظمة مع خيار التطبيع إلى أبعد مدى كي تضمن السلامة لكن الأمريكي لا يُقدّر لها حجم التنازلات التي قدمتها، والآن يطالبها ترامب بالتعري التام ما لم فإنها موعودة بمصير صدام وبشار وبلدانها موعودة بالخراب والدمار!
بالنسبة لمحور المقاومة يجب أن يفهم الجميع أن قدرته في الأصل كانت محدودة، وأن مطالبته بالوقوف لوحده نِدّاً لأمريكا وإسرائيل كانت لتكون مقبولة لو لم يتعرض هذا المحور لحصار عربي خانق وتحريض دائم وضربات مذهبية تنهال عليه من كل جانب..
يجب أن يفهم الجميع أن قدرة محور المقاومة المحدودة أصلا قد زادت محدوديتها بعد إسقاط النظام العربي السوري على يد تنظيمات تكفيرية لا توجه الضربات الا لأعداء أمريكا وإسرائيل وأن ما حدث سيؤثر في التوازن السياسي وأن تأثيراته ستصيب جميع العرب والمسلمين أنظمة وشعوبا..
لكن رغم المؤامرات والخيانات والحسابات المادية الخاطئة سيظل خيار المقاومة موجودا لو أرادت الأمة العربية الإسلامية أن تستعيد التوازن المفقود..
حزب الله ما زال قويا وقادرا على مجاراة إسرائيل بل وتركيعها لو قررت الأمة العربية توفير خطوط الإمداد والغطاء السياسي والشعبي له كما كانت سوريا أيام الرئيس بشار الأسد..
وحتى لو قررت الأمة العربية أن الرضوخ للإذلال الأمريكي أفضل لها من خيار المقاومة فالمقاومة ستستمر، فالصمود الإعجازي لأهل غزة رغم ما تعرضوا له من إبادة ممنهجة على مدار عام ونصف سيبقى منارا لأجيال هذه الأمة، كذلك تضحيات حزب الله وحماس والجهاد بأعظم الوجوه والقادة وبطولات لبنان واليمن الخالدة كلها بذرة قد بُذرت في ضمير هذه الأمة كلما أحست بحرقة الذل ستثمر الموقف اللائق بالعربي الشهم والمسلم الغيور..
أما أولئك الذين أعانوا العدو وطعنوا خط الجهاد في الخاصرة وقطعوا خط المدد فسيتولى الله تعالى أمرهم مهما لبسوا من أقنعة زائفة..
لولا اللصوص لما احتجنا لمفاتيح ولتركنا ممتلكاتنا آمنة في الطرقات، ولولا الاحتلال والغطرسة لما لجأنا للمقاومة، ولولا الخيانة لما ارتفعت لصهيون راية..
هذا والله المستعان هو نعم المولى ونعم النصير |