shopify site analytics
"إسرائيل" ستقضف حتى الحصان الجنوبي!التمهيد للمنطقة العازلة! - أدرعي ينشر صورة مرعبة للدمار في غزة وأخرى لتل أبيب - كما فعلت مع أوكرانيا.. عقيلة الرئيس التركي توجه رسالة إلى ميلانيا ترامب - أمطار الفجر تسقط منزلين في صنعاء القديمة وتترك أسرًا بلا مأوى - تعيين مدير جديد للأوتشا في اليمن - انقسام أمريكي متواصل حول اليمن يكشفه تقرير "بوليتيكو" - لذاك المسمار في الصدأ الصدارة / 3من5 - مضى زمن إملاء الأوامر من النظام الإيراني لغير رجعة! - ما يجري في قطاع غزة تجويع وكارثة إنسانية - أهم حقوق الزوجة الحاضنة في مسكن الزوجية وفقا للقانون -
ابحث عن:



صنعاء نيوز - عندما يستحضر المتابع دور النظام الإيراني في لبنان خلال العقود الأربعة الماضية، ويقارن تلك الزيارات المتعاقبة بزيارة علي لاريجاني الأخيرة لبيروت

الأحد, 24-أغسطس-2025
صنعاء نيوز/ -

نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني

عندما يستحضر المتابع دور النظام الإيراني في لبنان خلال العقود الأربعة الماضية، ويقارن تلك الزيارات المتعاقبة بزيارة علي لاريجاني الأخيرة لبيروت، سيلاحظ فرقاً كبيراً بينهما، كالفرق الذي بين الربيع والخريف، بل إن الزيارة الأخيرة تُعد فضيحة غير مسبوقة للنظام الإيراني.
لم يعد من الصعب القول بثقة إن الدور والتأثير الإقليمي الحالي للنظام قد تراجع وتقلص كثيراً مقارنة بالماضي، وإن النظام الذي راهن على هذا الدور كجبهة أمامية لمواجهة خصومه بعيداً عن شوارع طهران وأصفهان، يواجه الآن أزمة حادة. إن تراجع نفوذه ليس مجرد تكهنات، بل أصبح واقعاً ملموساً ظهر بوضوح خلال زيارة لاريجاني لكل من العراق ولبنان.
يبدو أن لاريجاني حرص على أن يبدأ زيارته بالعراق، لأنه كان يعلم أن نفوذ النظام في "السلة العراقية" أكبر بكثير من "السلة اللبنانية" بعد تراجع حليفهم العسكري في لبنان، حزب الله. ولعل إبرام الاتفاقية الأمنية مع العراق كان بمثابة استعراض للقوة أمام الدولة اللبنانية قبل أن تطأ قدماه مطار بيروت.

استقبال فاتر ورفض علني
لكن ما لم يكن يتوقعه لاريجاني هو الاستقبال الفاتر والصفعة التي تلقاها من القادة اللبنانيين، فقد كانت زيارته للبنان فاشلة بشكل واضح، خصوصاً مع التصريحات اللبنانية التي أكدت رفض التدخلات الإيرانية. هذه التصريحات جاءت لتؤكد حقيقة مريرة بالنسبة للنظام: إن لبنان الذي كان بالأمس القريب خاضعاً لنفوذه، أصبح يعارضه علناً وفي وضح النهار. وقد أكد الرئيس اللبناني بصراحة: "نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة، ونريد أن تبقى الساحة اللبنانية آمنة ومستقرة".
أما في العراق، فقد أثير الكثير من الجدل حول الاتفاقية الأمنية التي أبرمها مع مستشار الأمن القومي العراقي، والتي تبين أنها ليست سوى مذكرة تفاهم وليست اتفاقية ملزمة، مما يتعارض تماماً مع ما صوره لاريجاني.
وبعد عودته إلى طهران، وفي محاولة منه للتخفيف من حدة الرفض الإقليمي، أطلق لاريجاني تصريحاً قال فيه: "إن السياسة الإيرانية تقوم على دعم دول المنطقة إذا طلبت المساعدة، دون التدخل في شؤونها الداخلية أو فرض الأوامر عليها". لكن ما فاته هو أن زمن إملاء الأوامر قد ولى إلى غير رجعة، وأن التدخل في تشكيل الحكومات أو حسم مسألة اختيار الرؤساء، لم يعد أمراً يمكن تكراره.

الفاتورة التي يدفعها الشعب الإيراني
ما واجهه علي لاريجاني في زيارته هذه لن تنتهي عواقبه في لبنان والعراق، بل إن هذه النكسة هي جزء من تداعيات أكبر ستشمل المنطقة بأسرها، وستكون نهايتها في إيران نفسها. فكما عانى الشعب الإيراني من الكوارث التي سبّبها البرنامج النووي للنظام، فإن تدخلاته في المنطقة قد جلبت الويلات على الشعب الإيراني. هذا الشعب الذي يغلي غضباً من الأوضاع السيئة في البلاد، والتي هي نتيجة لأربعة عقود من سياسات طائشة، لا يرغب أبداً في دفع فاتورة مغامرات النظام الإقليمية.
إن الشعب الإيراني يدرك جيداً أن عدم سعيه لإسقاط هذا النظام اليوم قبل غد، سيجعل الحصاد المر في انتظاره دائماً.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
RSS
حول الخبر إلى وورد

ملخصات تغذية الموقع
جميع حقوق النشر محفوظة 2009 - (صنعاء نيوز)