صنعاء نيوز/ سبتة : مصطفى منيغ -
الاندفاع العفوي إرادة غير خاضعة لرضا العقل ، وإن كان سياسياً ففحوى نتيجته تُهَيِّدُ مُعَقَّل ، وما كان وَفْرَةً يتحوَّل كسبه في السوقِ أقَل ، إذ للسياسة الحزبية في المغرب سوق مَوْسِمٍّي مُتعارَف عليه بالانتخابات ما دونه أَثْقَل ، مُحَضَّرٌ بعض الخرفان عن كل بَعْبَعَةٍ ثمن للسانها انْسَل ، بقدر عدد الأصوات الوزارة الوصية تدفع ما عن جزء من الغنيمة دَل ، الأمر كما يُروَي جِدِّي وليس بالهزل ، كم من بعض أمناء لإسطبلات حزبية حصدوا الملايين بزرعهم قوائم تًودَع بأخذ وَصْل ، يواصلون به رخصة الضحك على الناس وهم في وضعية محرِّكٍ مُعَطَّل ، يساهمون في تجميد الوعي والتصدي لكل نور طارد حيف الظلام أطل ، الدولة مطَّلعة على كل كبيرة وصغيرة في الموضوع و لا تتدخَّل ، بترك الفساد السياسي الحزبي يسري تربح غضب الشعب المؤدي للاستنجاد بمن إذا أمر الإصلاح مُسرعاً أقبَل ، فتتداخل المعادلات عن قصدٍ ليأتي المُنَظِّم لما سبق وأفْسَد كهلال على المراقبين له أهَل ، والدائرة لا تتوقَّف من عقود معتمدة في حركاتها الحلزونية على نفس المنوال .
... ذات يوم قلتُ للصديق رشيد الطالبي العلمي وكان ساعتها مجرد عضو غير مؤثِّرٍ في مجلس جماعة "سيدى المَنْظْرْي" بمدينة تطوان : " أرى فيكَ صاحب أرقى منصب في الدولةّ" . نظرَ إليَّ مطوَّلاً عن استغراب وقال: " لستُ فاسياً و لا وسطاء من السامين لي فأرجوكَ أستاذ مصطفى منيغ لا تتهكم علىَّ" ، وأضاف : " مَن جعلكَ تراني على تلك الحالة مستقبلاً ؟؟؟" ، أجبته على الفور : "حدسي وحدسي هذا لا يُخطئ" ، واليوم وقد وصل لدرجة رئيس مجلي النواب أفول له : "ستعود من حيت بدأتَ مضاف إلي ذلك فقدان السِّلم مع النفس" . ففي هذا البلد ليس هناك رقماً إلا الرَّقم الذي تمنحه الدولة / النِّظام ، ومَن يتصوَّر انه قادر على أعطاء نفسه أي رقم متقدِّم ومُتكرِّرٍ أيضاً حسب هواه ، فإنما يحاول زحزحة القاعدة وينسَى أنه منبطح فوقها . نعلم أن رئيس الحكومة يصغى لتخطيطات رشيد الطلبي العلمي غير المرسومة على الورق ، وتلك تقنية اعتمدها المعني للتملُّص منها وقتما شاء ، وأكثر من ذلك تركه يبتكر ما يتصوَّره نجاحاً مستقبلياً للحزب ، لكن الشيء الذي لا ينتبه إليه رشيد الطالبي العلمي أن العقليةَ السوسية تتميَّز بالذكاء في تعاملها مع لغة الأرقام وحتى الخيالية منها ، لا تترك مَن ترى فيه علامة قد تؤثِّر سلباً على الرِّبح المتصاعد منها أو عنها ، ولو لفائدة الشك ، وقريباً سيدب الخلاف لينعكس ما يتهيأ في الساحة السياسية الحزبية من كسوف وخسوف لتبقى الدولة كما قرَّرَت ولا تزال سيدة الموقف ومِن خلفها الجميع رهن الإشارة وقوف .
مصطفى منيغ
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في
سيدني – أستراليا
212770222634
https://sebtaceuta.blogspot.com /
[email protected]