صنعاء نيوز/بقلم/فيصل مكرم -
في الحياة نماذج إنسانية رائعة بامتياز منهم من في حياتنا ومنهم من نسمع بهم وتتداول عنهم الروايات ، في مطلع تسعينات القرن الماضي كنت في زيارة عمل إلى الولايات المتحدة الأميركية وخلال تلك الزيارة تعرفت إلى عدد من الشباب اليمنيين المغتربين في أميركا وأغلبهم يحملون الجنسية الأميركية ، وكل من التقيتهم سواء في نيويورك أو ميتشجن أو نيوجيرسي أو بافلو وغيرها من المدن والولايات الأميركية إما رجال أعمال ناجحين بدأوا حياتهم العملية من الصفر وإما عمال في مصانع أو شركات كبرى أو طلاب علم في الجامعات الأميركية ومنها الجامعات المرموقة ، وخلال زيارتي الأولى تلك إلى أميركا ومن بين من التقيتهم وتعرفت عليهم عن قرب ذلك الشاب عبدالسلام مبارز وراقت لي جداً قصة رحلته إلى الولايات المتحدة الأميركية في منتصف سبغينيات القرن الماضي ولم يبلغ الحادية عشرة من عمره برفقة أحد أقاربه من أبناء منطقة العود في محافظة إب التي يعرف عنها أن الكثير من أبنائها مغتربين في أميركا منذ مطلع القرن العشرين وسار على درب الأوائل أجيال متلاحقة ، عبدالسلام مبارز إختار لنفسه طريق النجاح في تحقيق حلمه الأميركي ليصبح وخلال سنوات من العمل والجهد والمثابرة والتعليم واحداً من أنجح رجال الأعمال والتجارة اليمنيين والعرب في نيويورك وهو اليوم يمثل قصة نجاح يفخر بها كل يمني في أميركا حيث علمت مؤخراً وسائل الإعلام أنه مسيرة عمله  زاخرة ومستمرة في النجاح كوني على تواصل نادر مع الرجل غير أن انطباعي  عنه لم يتغير منذ أول لقاء بيننا  فهاهو اليوم يتصدر قائمة رجال الأعمال الأميركيين من أصول  اليمنيين وعربية الناجحين والمتميز في نيويورك وعدد من الولايات الأخرى ، وإذ يدين مبارز للولايات المتحدة الأميركية بالفضل في نجاحه وما وصل إليه من مكانة وإسم تجاري مرموق بين كبار رجال الأعمال في هذه المدينة التي تُعد الرئة التجارية للعالم بأسره وفيها أهم واكبر تداول تجاري ومالي ونشاط إقتصادي عابر للقارات وتلعب دوراً محورياً في حركة الإقتصاد العالمي ، هذا المبارك الصنديد والعنيد لم يستسلم للصعاب وتقلب الحظوظ فخط لنفسه طريقاً واحداً يتمثل في تحقيق أحلامه وأحلام أبنائه في النجاح والتعبير عن وبريق الحلم الأميركي لمهاجر من العالم الثالث الأكثر تخلفاً عن العصر ، وفي تمسكه بالهوية اليمنية وتقاليد الوطن الأم وأعرافه وقيمه الدينية والأخلاقية إلى جانب إمتثاله الصارم والمبداني بالقوانين الأميركية والتنافس النزيه والطموح المشروع والتي جعلت من مبارز عضواً بارزاً في الحزب الديمقراطي يحترمه الديمقراطيون والجمهوريون على حدٍ سواء ، وفي زيارة لاحقة لي إلى واشنطن بعد الزيارة الأولى بسنوات تفاجأت بأن عبدالسلام مبارز حضر من نيويورك ومعه لفيف من الأخوة المغتربين اليمنيين لزيارتي والترحيب بوجودي في أميركا وكانوا علموا بوجودي وحجزوا للإقامة ليلة واحدة في نفس الفندق الذي كنت أقيم فيه في مبادرة تعكس أخلاق ومروئة اليمنيين واعتزازهم بكل شيء يربطهم بوطنهم ، وخلال وجودهم معي صادف في تلك الفترة من عام 1996 تعيين الصديق السفير عبدالوهاب الحجري سفيرا لليمن في واشنطن فكانت مناسبة ليتعرف بهذه الكوكبة من الشباب اليمنيين/الأميركيين فهم سفراء دائمين لوطنهم ولشعبهم ، ولعل عبدالسلام مبارز هو نموذج رائع لكل يمني يغترب عن وطنه لكن ذلك الوطن يبقى مسكون في وجدانه وحاضر بقوة في قصة نجاحه التي ستبقى محل فخر لنا جميعاً ، خاصة وأن أبناء اليمن المتواجدين في أميركا وفي مختلف بقاع العالم هم  فخر لوطنهم ولشعبهم ومنهم كثيرون ممن صنعوا لأنفسهم  سيرة نجاح وتألق تجعل منهم نموذج لليمني وللعربي الأصيل حيثما حل وأينما ارتحل !! 
انتهى