صنعاء نيوز/ بقلم / الإعلامية ختام الفرا -
وضعوا فوق فمي كلبَ حراسة،
وبنوا من دمي سوق نخاسة،
لكن صوتي سيبقى أقوى من الصمت، ودمي لن يُباع في مزاد الخيانة.
منذ السابع من أكتوبر، تبيّن أن الحرب ليست على حماس وحدها، بل على الشعب الفلسطيني بأسره. الاحتلال الاسرائيلي وجد في هذه الحركة الذريعة الذهبية للإبادة والتدمير في غزة، وللتوسع الاستيطاني في الضفة، بينما تُصرّ حماس على البقاء في الواجهة، مقدِّمة التنظيم على الوطن، وكأنها تسعى إلى دولة بلا شعب وراية بلا أرض.
الحقيقة التي يجب أن تُقال بلا مواربة: الانسحاب ليس هزيمة، بل مسؤولية وطنية، وهو ليس ضعفًا، بل إنقاذ للوطن. لكن حماس، باعتبارها امتدادًا للتنظيم الإخواني، لا تتحرك بمنطق وطني بقدر ما تتحرك كجزء من مشروع خارجي عابر للحدود، يُدار من الخارج ويُوظَّف داخليًا. وبدل أن تبحث عن حماية الشعب، تجرّه نحو المقصلة لتبقى هي آخر شاهد على الخراب.
لقد قلنا ونكرر: هذه الحرب ليست حرب حماس، بل معركة وجود للشعب الفلسطيني. وإذا كانت الحركة صادقة فعلًا في سعيها لوطن حر، فعليها أن تنسحب فورًا من صدارة المشهد، وأن تعود إلى العمل ضمن مظلة الإجماع الوطني، تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. أمّا الاستمرار في المغامرة، فلن يقود إلا إلى أن تُكتب على بوابة التاريخ مأساة جديدة: كانت هنا غزة.
في غزة اليوم، المجزرة تحدث علنًا.
لا حاجة لمقابر جماعية سرية.
العدو يذبح في الشوارع،
ويترك الإعلام ينقل البث المباشر،
ليتأكد أن الصمت العالمي
موثوق، راسخ، ومرعب.
إنّ أخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني اليوم ليس فقط آلة الحرب الإسرائيلية، بل أيضًا غياب الرؤية الوطنية الجامعة، واستحواذ تنظيمات ذات أجندات ضيقة على القرار الوطني. ولذلك يبقى السؤال الأهم والأكثر إلحاحًا:
من يحرك حماس؟ ومن المستفيد من بقائها في هذا الدور الكارثي؟
--
جريدة الصباح الفلسطينية
http://www.alsbah.net
|