صنعاء نيوز/ -
وثّق صندوق الأمم المتحدة للسكان قصصًا شخصية لثلاث نساء في اليمن انقلبت حياتهن رأسًا على عقب بسبب التخفيضات الجذرية في التمويل الذي يتلقاه صندوق الأمم المتحدة للسكان. وقد أدت هذه التخفيضات إلى فقدان خدمات جوهرية في مجال الرعاية الصحية الإنجابية والصحة النفسية وتنظيم الأسرة، مع العواقب الوخيمة التي تترتب على فقدان هذه الخدمات. وتتوفر مقابلات مصورة ونصوص ومقاطع فيديو.
السياق الإنساني في اليمن
بعد أكثر من عقد من الأزمة الاقتصادية الحادة والصراع في اليمن، أصبح 19.5 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية. يعاني ما يقرب من نصف السكان من نقص حاد في الغذاء، ويفتقر الكثيرون إلى المياه النظيفة. ولم يتبقَّ سوى 40% من المرافق الصحية تعمل.
ومع استمرار تزايد الاحتياجات، تتضاءل المساعدات فيما تبذل وكالات الإغاثة قصارى جهدها لخفض تكاليف التشغيل وتعزيز الاستجابة المحلية والحد من التداعيات الإنسانية للأزمة التي تمر بها البلاد. ولكن لا يمكننا تحقيق المزيد بموارد أقل. فبدون زيادة كبيرة في التمويل، تتفاقم الاحتياجات الإنسانية في أنحاء كثيرة من اليمن.
تأثير تخفيضات التمويل على صندوق الأمم المتحدة للسكان
في عام 2025، خُفِّض تمويل صندوق الأمم المتحدة للسكان في اليمن بنسبة 60%، مما أدى إلى تمويل 36% فقط من نداء التمويل البالغ 70 مليون دولار أمريكي.
يدعم صندوق الأمم المتحدة للسكان احتياجات الصحة الإنجابية والحماية للنساء والفتيات الأكثر استضعافًا في اليمن. وهو المزوِّد الوحيد لأدوية الصحة الإنجابية المنقذة للحياة، ويقود آلية الاستجابة السريعة التابعة للأمم المتحدة التي تُقدِّم مساعدات الإغاثة الطارئة للنازحين حديثًا بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي واليونيسف.
بعد وقف التمويل الأمريكي في فبراير 2025، اضطر صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى خفض خدماته في مجال الصحة الإنجابية وخدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي بنسبة 40%. ونتيجةً لذلك، فقدت ما يقرب من 1.5 مليون امرأة إمكانية الحصول على الخدمات المنقذة للحياة، بينما فقدت 300,000 امرأة إمكانية الحصول على خدمات الوقاية والعلاج من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
تم تعليق دعم صندوق الأمم المتحدة للسكان لـ 44 مرفقًا صحيًا، و10 مساحات آمنة للنساء، ومركز واحد للصحة النفسية، و14 فريقًا متنقلًا (يخدم النساء والفتيات الأكثر استضعافًا في المناطق النائية والمحرومة بخدمات الصحة الإنجابية والحماية).
ولم يعد بإمكان صندوق الأمم المتحدة للسكان توفير التدريب أثناء العمل لما يقرب من 800 قابلة في عام 2025 (أكثر من نصف العدد المخطط له في البداية).
وهذا يعني أن ما يقرب من 600,000 امرأة في سن الإنجاب فقدن إمكانية الوصول إلى قابلة.
جمع صندوق الأمم المتحدة للسكان قصص ثلاثة أشخاص تضرروا من تخفيضات التمويل. وهن:
ورقة العتمي، شابة يمنية فقدت إمكانية الحصول على الأدوية بعد تخفيضات التمويل، مما ساهم في أزمة في صحتها النفسية. توفيت لاحقًا منتحرة وهي حامل في شهرها الخامس بطفلها الثاني.
أم أيمن وحمامة، وكلاهما حامل وتعيشان في فقر في مناطق نائية من اليمن، لم يعد بإمكانهما الحصول على رعاية صحة الأمومة أو خدمات تنظيم الأسرة المجانية. تشعر حمامة بالقلق بشأن كيفية إعالة أطفالها، وكذلك بشأن صحتها: "أنا خائفة من الولادة بمفردي ومدى خطورة ذلك."
|