صنعاء نيوز/ -
بقلم: عمر دغوغي الإدريسي مدير مكتب صنعاء نيوز بالمملكة المغربية
[email protected]
https://web.facebook.com/dghoughiomar1
التاريخ يخبرنا أنّ قوة الأمم لا تُقاس فقط بثرواتها الطبيعية ولا بعدد سكانها، بل تُقاس أولًا بمدى جودة التربية التي يتلقاها أبناؤها.
فالأجيال هي مرآة الغد، وما نزرعه في عقولهم وقلوبهم اليوم، نجنيه في مستقبل أوطاننا غدًا.
لذلك، يمكن القول إنّ تربية جيل واحد بوعي ومسؤولية كافية لتغيير مصير وطن بأكمله
. التربية أساس بناء الإنسان
الطفل الذي يُربَّى على قيم الأخلاق، الانضباط، حب العمل، والقدرة على تحمّل المسؤولية، يكبر ليصبح مواطنًا صالحًا يساهم في بناء وطنه.
بينما غياب التربية السليمة يفرز جيلًا هشًّا، يبحث عن المصلحة الفردية وينأى عن خدمة مجتمعه.
. جيل واحد قادر على صناعة الفارق
حينما يُربّى جيل كامل على قيم العلم والمعرفة والانضباط، يصبح قاطرة للتنمية.
فجيل واحد يمكنه أن يطلق ثورات معرفية واقتصادية واجتماعية، وأن ينقل بلده من الهامش إلى الريادة.
والتاريخ مليء بالأمثلة لدول نهضت خلال عقود قليلة فقط لأنها أحسنت تربية وتعليم جيلها.
. التربية ليست مسؤولية الأسرة فقط
رغم أنّ البيت هو اللبنة الأولى، إلا أنّ المدرسة، الجامعة، وسائل الإعلام، والمجتمع المدني كلها تشترك في بناء شخصية الجيل. إن وُجد تناغم بين هذه المؤسسات، كان الناتج جيلاً قويًا يملك الوعي والمعرفة والقيم.
. الاستثمار في الإنسان أهم من أي استثمار آخر
قد تمتلك الدولة ثروات طبيعية هائلة، لكن بدون جيل متعلم ومسؤول فإن تلك الثروات تُهدر. على العكس، قد تكون الثروات قليلة لكن بوجود جيل واعٍ ومسؤول، تُستثمر الإمكانيات البسيطة لبناء اقتصاد قوي ومجتمع متماسك.
أثر جيل صالح على مصير وطن
جيل مسؤول قد يغيّر مصير وطن عبر:
نهضة علمية: إنتاج باحثين ومفكرين
نهضة اقتصادية: خلق مقاولات مبتكرة وفعالة
نهضة أخلاقية: بناء مجتمع متماسك ومتعاون
نهضة سياسية: قيادة رشيدة قائمة على النزاهة والوعي
تربية جيل واحد ليست مجرّد مهمة تربوية، بل هي مشروع وطني واستراتيجي، إذا أردنا أن نغيّر حاضرنا ونصنع مستقبلًا أفضل، فعلينا أن نبدأ من الجذور: تربية جيل واعٍ، متعلم، ومسؤول.
وحينها فقط سنرى كيف يمكن لجيل واحد أن يغيّر مصير وطن بأكمله.