صنعاء نيوز/ -
نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وخبير في الشأن الإيراني
لاينفك قادة النظام الإيراني ووسائل إعلامه من التأکيد على العدو الخارجي الذي يواجههم وقيامهم بتحشيد کافة الامکانيات بذلك السياق ومن ثم لفت الانظار الى التحديات التي يواجهونها في المنطقة وإصرارهم على منازلتها، وهم في هذا وذاك يشددون على إنهم يعتمدون على الشعب الإيراني الذي يقف الى جانبهم ويمثل عمقهم الاستراتيجي.
ما ذکرناه أعلاه، هو بمثابة إتجاه وسياق جديد في الخطاب الرسمي للنظام الإيراني ولم يکن هناك من مثيل له قبل حرب الايام ال12، بل کان هناك قبل هذه الحرب، ترکيز على ما کان يسمى بجبهات المقاومة في المنطقة وإن النظام يحارب هناك أعدائه بدلا من أن يحاربهم في شوارع طهران وإصفهان وغيرها، لا بل والانکى من ذلك إن النظام کان يهدد الشعب الإيراني في حال إنتفاضته ضده بوکلائه في جبهة المقاومة!
لکن السٶال الذي لا يمکن أن نتجاهله هو: ما سبب هذا الاختلاف والترکيز على العدو الخارجي والاهم من ذلك تأکيدا وحتى تکرارا غير مسبوقا في خطاب النظام بعد حرب الايام ال12 على الجبهة الداخلية ومن کون الشعب الإيراني يقف الى جانبهم بقوة وحتى إنه کان السبب في إنتصارهم المزعوم في تلك الحرب؟ الحقيقة المهمة هنا والتي يجب الانتباه لها وأخذها بنظر الاعتبار هي إن هذا التغيير غير العادي في خطاب النظام قد فرض نفسه لأن النظام فقد جبهاته الخارجية التي کانت أساسا تدعم جبهته الداخلية ضد الرفض والکراهية الشعبية المتصاعدة ضده وضد نشاطات المعارضة الفعالة المتمثلة في مجاهدي خلق، ومن هنا جاءت حملته المزعومة ضد الجواسيس والتي هي في الحقيقة حملة ضد الشعب الإيراني عموما والذين يناضلون من أجل الحرية خصوصا.
النظام الإيراني لا يمتلك أساسا جبهة داخلية ليحارب بها أعدائه وخصومه کما يزعم، لأن الجبهة الداخلية هي جبهة معادية له وقد أعلن مسٶولون وخبراء في النظام هذه الحقيقة مرارا وتکرارا وحتى حذروا منها ولاسيما بعد الانتکاسات القاتلة التي واجهت مشروعهم في المنطقة ولاسيما في سوريا ولبنان، ولتذکير القارئ الکريم ولفت نظره الى هذا الامر، فإنه وعلى أثر هجوم السابع من أکتوبر2023، فإن أصوات من داخل النظام قد تصاعدت وزعمت بأن هذا الهجوم جاء لتعزيز موقف النظام وإنقاذه من المواجهة والرفض الشعبي له!
لم يعد للنظام الإيراني من جبهة خارجية ليحارب فيها بالوکالة، بل إن وکلائه بأنفسهم قد أصبحوا يمثلون عبئا ثقيلا عليه ولاسيما بعد أن وصل به الحال الى أن يتم حصره في الزاوية الضيقة بعد إعلان تفعيل آلية الزناد"سناب باك"وإعادة فرض العقوبات الدولية عليه، والنظام في أمس الحاجة لکي يقوم بالعمل من أجل إنقاذ نفسه قبل وکلائه خصوصا وإن واجب هٶلاء الوکلاء کان ولازال من أجل المحافظة عليه لکن الصورة والمشهد قد تغير والسبب في ذلك ليس حرب الايام ال12، بل إن السبب هو إن کل مقومات وأسباب إنهيار وسقوط النظام قد توفرت على أفضل ما يرام!
وفي الختام،
ما يجب التأكيد عليه وتسليط الضوء عليه فيما يتعلق بالنظام الديني المستبد الحاكم في إيران، هو أنه وفقاً لاعتراف جميع مسؤوليه، من خامنئي كولي فقيه للنظام وصولاً إلى رؤساء السلطات الثلاث وسائر المسؤولين الحكوميين، فإن هذا النظام لديه عدو فعلي في حرب مستمرة معه لأكثر من أربعة عقود. هذا العدو اسمه "المقاومة الإيرانية" التي لعبت دورها التاريخي بوضوح وجدارة من خلال تنظيمها السياسي والعسكري القوي جداً، أي المجلس الوطني للمقاومة، ومنظمة مجاهدي خلق، وجيش التحرير الوطني الإيراني، وبخبرتها الواسعة. وقد اعترف النظام الإيراني مراراً بالدور الفعال لهذه المقاومة في تنظيم الاحتجاجات داخل إيران، وقام باعتقال وسجن وحتى إعدام العديد من أعضاء خلايا الانتفاضة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، وكان آخرهم إعدام مهدي حسني وبهروز إحساني، اللذين تم إعدامهما قبل 40 يوماً.
بمناسبة الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، قام أنصار المقاومة الإيرانية بتنظيم تجمع حاشد في بروكسل يوم 6 سبتمبر (أيلول) لإحياء ذكرى تأسيس هذه المنظمة التاريخية. ويتوقع منظمو الحدث أن يشارك فيه عشرات الآلاف من الأشخاص. وقد أعلن الإيرانيون من جميع أنحاء العالم عن تضامنهم وحضورهم في هذا التجمع والمظاهرة.
كما أعلنت شخصيات رفيعة المستوى سياسياً، وبرلمانياً، وحقوقياً، وثقافياً، من مختلف الدول الأوروبية والأمريكية، عن تضامنها مع هذا التجمع والمظاهرة، وأرسلت رسائل دعمها لخطة وبرنامج المجلس الوطني للمقاومة وميثاق السيدة مريم رجوي ذي البنود العشرة من أجل إيران حرة غداً.
|