صنعاء نيوز/الدكتور عبد الله النفيسي - قبيل انطلاق عملية احتلال العراق سنة 2003 ، زودت المخابرات الاسرائيلية الموساد نظيرتها الامريكية سي آي إيه بقوائم تحتوي على اسماء و عناوين و هواتف العلماء النووين العراقيين ، هؤلاء العلماء الافذاذ كانوا يعملون في مفاعل اوزيراك العراقي الذي قصفته اسرائيل في 7 حزيران 1981 ، وكان اكثرهم قد نجى من هذه الضربة الجوية الاسرائيلية فاعتنى بهم النظام العراقي السابق حيث تم توزيعهم على الجامعات العراقية ليطورو قدراتهم اكثر في دراسات الفيزياء النووية ....
.
.
و بالفعل تم توزيع قوائم العلماء العراقيين على مشاة البحرية الأمريكية المارينز في القواعد العسكرية الامريكية بالخليج وكانت اوامر القيادة الامريكية واضحه وهي ان هؤلاء العلماء سيكونون اول المستهدفين بعد سقوط نظام صدام حسين ، وكان على المارينز الامريكي اقتحام منازل هؤلاء العلماء خطفهم بالقوه و نقلهم لامريكا او قتلهم اذا اقتضى الامر ، وهذا ما حدث فعلا ، فعملية قتل العقول العراقية بدأت في اليوم الثاني لسقوط بغداد ، حيث انتشرت وحدات عسكرية امريكية لمطاردة العلماء والباحثين والمفكّرين والأطباء، لا سيما الطاقمين النووي والكيميائي، وعلى راسهم الدكتوره هدى صالح مهدي عماش ، أو ام الجمرة الخبيثة كما تلقب من قبل القوات الأمريكية. وهي عالمة عراقية عبقرية ، رئيسة مجمع علم الأحياء الدقيقة العراقي في جامعة بغداد وحاصلة على شهادة الدكتوراه في الأحياء المجهرية ولها ابحاث كثيره في الإشعاع الكيميائي و السلاح البيولوجي ، تم اعتقالها من قبل القوات الأمريكية في التاسع من مايو عام 2003م ،
.
.
.في العاصمة بغداد بعد أسابيع قليلة من الغزو الأمريكي للعراق. وكانت هي إحدى ابرز امرأتين مطلوبتين للقوات الأمريكية حيث إن العالمة البيولوجية رحاب طه كانت هي مطلوبة أيضا للقوات الأمريكية وتم اعتقالها.
في النهاية تمكنت القوات الامريكية من جمع اكثر من 70 عالم عراقي من علماء الفيزياء النووية وخطفهم ونقلهم لفلوردا بالولايات المتحدة ، والذين رفضوا التعاون مع امريكا فقد تم قتلهم على الفور في منازلهم و قد بلغ عددهم 310 عالم عراقي مختص في الفيزياء النووية ، وكان سعي الغرب و اسرائيل هو التخلص من هؤلاء العقول العربية و التي تبلغ اهميتها عندهم اكثر من اي هدف اخر حيث سبق لمادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأميركية أن صرّحت "ماذا نستطيع أن نفعل مع العراق غير تدمير عقوله التي لا تستطيع القنابل الذرية أن تدمّرها، فتدمير العقول العراقية أهم من ضرب القنابل"..
المصدر : الدكتور عبد الله النفيسي
مجلة المشاهد السياسي البريطانية |