صنعاء نيوز/بقلم الاستاذ/ نبيل حيدر - قال لي تعال اعمل معي ،
أجبته .
جهز لي رسالة طلب انتداب من أمين العاصمة وقتها أحمد الكحلاني ، و ذهبت بالطلب و بدأت المعاملة ، كانت الأوراق في شنطة ازراق بالسيارة ونزلت أحد الأسواق و نسيت الباب الخلفي مفتوحا فكان أن وجد لصا بغيته في شنطة لا تحوي غير الأوراق ، أخذها و رحل .
حرت ماذا أقول لمعين المحاقري وكيل القطاع الفني في أمانة العاصمة الذي دخلها من موقع مدير عام التخطيط خلفا للمهندس الاشتراكي عبدالقوي طالب رحمه الله الذي عين مستشارا للأمين و كان صاحب بصمة كبيرة في التخطيط لنهضة أمانة العاصمة مشى على خطاها الكحلاني و استكملها مع معين في ذروة احتياج الأمانة للعديد من الخدمات ،
و عبدالقوي من أندر الاشتراكيين الذين عرفت بشاشة و استيعابا و خلوا من التعصب ، حرت ما أقول لمعين و كيف اتحدث عن السرقة و كيف يمكن إعادة إصدار الأوراق خاصة أنها بين مكاتب قيادات عليا و قد يكون فيها حرج لمعين . و بعد خلوة طويلة ذهبت و اعتذرت إليه بدعوى أني قررت هندسيا العمل في القطاع الخاص و هو ما تم و كنت مقتنعا بقراري رغم ملابسات الظرف وقتها .
قال لي المرحوم معين - و لا اتصور اني أقول عنه الآن مرحوما - انت متكبر على العمل معي ، رددت سريعا الله المستعان ، ليس الأمر هكذا و على العكس أنا انتظر دعمك ،
قال بابي مفتوح لك في أي وقت ترغب فيه بالعمل معي .
جرت الأيام و الأعوام متتالية
و التقينا مرارا لقاءات عمل و لقاءات شخصية لكني لم أفاتحه في الحكاية و أصلها .
رحل معين المحاقري بعد انجازات عديدة حققها في أمانة العاصمة ، و كان من أبرز صفاته الجد في العمل و الإنجاز ، و كان لي معه قصص عديدة لا داع لذكرها بما فيها من اتفاق و اختلاف في أنواع المواقف غير أن العلاقة الطيبة كانت الظل الدائم .
رحمك الله مهندس معين و رحمنا جميعا .
نبيل حيدر |